محمد بن عبد الله بن سليمان بن عبدالرحمن المسعري الحسني الدوسري (9 تشرين الثاني من عام 1946) معارض سعودي ومفكر إسلامي، حاز على شهادة الدكتوراة في الفيزياء النووية جامعة فرانك فورت بألمانيا، يقيم حاليا في لندن. هو مؤسس وأمين عام حزب تنظيم التجديد الإسلامي والناطق الرسمي له.
ولد في مكة المكرمة يوم الجمعة 9 من شهر تشرين الثاني من عام 1946، والده هو الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري أحد كبار علماء الدين في نجد الذين تعلموا على يد الإمام محمد بن إبراهيم آل شيخ المفتي السابق، عمل مرشداً للحجاج بمكة وقاضياً في الباحة ثم وكيلاً لرئيس ديوان المظالم سابقا، ووالدته هي ابنة إمام الحرمين محمد عبد الرزاق حمزة الذي تسلم فترة من الوقت إمامة وخطابة الحرم النبوي الشريف والحرم المكي، عاش محمد المسعري في أول حياته في الحجاز بمكة المكرمة، تتلمذ العلوم الشرعية على يد عددٍ من العلماء، رافق والده الذي ابتعث لدراسة أصول الدين والفقه الإسلامي في مصر فدرس أول المرحلة الابتدائية هناك ثم عاد إلى المملكة بعد انقضاء بعثة والده التي استغرقت أربع اعوام فأكمل الابتدائية بعد عودته أكمل دراسته المتوسطة والثانوية في معهد العاصمة النموذجي بالرياض وكان متميزاً، اُبتعث عام 1963 لألمانيا للدراسة الجامعية،
تعلم الفيزياء بجامعة فرانك فورت واتم دراساته العليا بذات الجامعة وحاز على الدكتوراة في الفيزياء النووية، عاد إلى الرياض ليعمل أستاذًا جامعياً في الفيزياء بجامعة الملك سعود، تدرج في السلك الأكاديمي حتى حصل على مرتبة بروفيسور عام 1988 فكان من أوائل من حصل على هذه المرتبة العلمية في المملكة، في عام 1984 اٌنتدب رئيساً للمكتب التعليمي في دنفر بولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن ترك المكتب بعد خلاف مع السفير بندر بن سلطان فقرر العودة إلى موقعه للتدريس في الجامعة، تولى رئاسة قسم الفيزياء ثم وكيلاً لعمادة الدراسات العليا وكانت له إنجازات كبيرة في القسم، عُين عضواً في اللجنة النووية التي أنشأتها وزارة الدفاع في الثمانينيات بحكم أبحاثه في هذا المجال، وكان الغرض من تلك اللجنة التخطيط لبناء قدرات نووية بخبرات وطنية سعودية و ألغيت تلك اللجنة بعد انشائها بفترة قصيرة لظروف سياسية، شارك في العديد من الندوات واللقاءات الدعوية في داخل وخارج المملكة
كما تتلمذ على يد الكثير من العلماء من مختلف التيارات والحركات الإسلامية أثناء دراسته الجامعية في الخارج، مما كان له بالغ الأثر في صقل شخصيته و صراعه الفكري فيما بعد، شارك في كتابة الكثير من العرائض والخطابات في مناصحة النظام السعودي بالإصلاح منذ أول نشاطه فشارك في كتابة مذكرة للديوان الملكي عام 1962، وواصل المناصحة السرية للنظام السعودي حتى عام 1993 حينما شارك في لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية ناطقاً رسمياً لها في أول أيامها في الداخل، صدر أمر ملكي بفصله من الجامعة على خلفية تلك اللجنة وكل من شارك في تلك النشاطات، اعتقلته السلطات السعودية في ربيع 1993 وسجن في سجن الحائر السياسي بالرياض ستة أشهر وتعرض للتعذيب في السجن، أطلق سراحه في نوفمبر 1993 مع بعض رفاقه الذين اعتقلوا لمطالبهم الشرعية، قرر أعضاء اللجنة تفويضه أميناً عاماً للجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية كما فُوض الدكتور سعد الفقيه رئيساً لمكتبها بعد استئناف نشاطها في الخارج بلندن
في اذار من عام 1994 سافر الدكتور محمد إلى اليمن متسللاً عبر حدودها بعد أن صدر قرار بمنعه من العمل الحكومي والسفر إلى الخارج كما كل رفاقه، نجح في العبور إلى اليمن وهناك استطاع استصدار هوية يمنية له ليغادر بعدها إلى لندن. وصل إلى مطار جاتويك بلندن في 18 أبريل عام 1994 وبعدها بيومين أعلنت اللجنة بيانها الرابع باستئناف نشاطها من لندن.
النشاط السياسي
بعد ذهاب المسعري إلى بريطانيا أمرته الحكومة البريطانية بمغادرة البلاد واقترحت دومينيكا كوجهة له، لكن قرار الحكومة واجه نقدًا ورفضا من نشطاء حقوقيين، دخل المسعري معركة قانونية انتهت بأن قضت محكمة بريطانية ببطلان قرار الحكومة لعجزها عن تاكيد أن دومينيكا وجهة آمنة للمسعري مما يتعارض مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وسُمح للمسعري بالبقاء دون منحه حق اللجوء السياسي الذي ياذن له بمغادرة البلاد والرجوع إليها متى ما شاء.في مارس 1996 غادر الفقيه اللجنة ليؤسس الحركة الإسلامية للإصلاح بسبب خلافات تنفيذية مع المسعري
قضى المسعري سنتين متفرغاً في تأليف أبحاثه الشرعية وألف العديد من الكتب الشرعية كما واجه صعوبات مالية بعد الانفصال مما اضطره إلى حل اللجنة، ففي 1 مارس 2004 أعلن المسعري حل لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية وتأسيس حزب تنظيم التجديد الإسلامي وجاء في بيانه التأسيسي أن هدفه:"العمل الدائب لتحويل كل بلد من بلاد المسلمين إلى دار إسلام، وتطهيرها من رجس الكفر، وبذل الجهود الجادة المستديمة لضمها في كيان واحد: كيان دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة".
في تموز من عام 2004 ألقت السلطات الأمريكية القبض على ابن محمد المسعري (ماجد المسعري) بتهمة خرق شروط الإقامة بتعاطي المخدرات فعلق المسعري أن التهمة "سخيفة ولا يصدقها عاقل" وأن سببها الفعلي "أنشطته السياسية"، في يناير 2007 رُحِّل ماجد المسعري إلى السعودية بعد أن قضت محكمة أمريكية بعدم منحه حق اللجوء السياسي.في أكتوبر 2004 قضت محكمة بريطانية بالسجن سنتين ونصف على ضابط شرطة سرّب معلومات تضمنت رقم لوحة سيارة المسعري للسفارة السعودية في لندن.
بعد تفجيرات لندن في تموز من سنة 2005 طالب أعضاء في البرلمان البريطاني بإيقاف بث إذاعة التجديد الإسلامي التي يشرف عليها المسعري، والتي كانت تحض على قتل الجنود البريطانيين في العراق والتي أذاعت كلمة مسجلة لأبو مصعب الزرقاوي بينما طالب آخرون بترحيله لكن غياب القوانين التي تمنع ممارسات المسعري أعاقت أي إجراء عملي، أغلق المسعري لاحقًا الأجزاء التي سببت الجدل من موقعه وقال أن الموقع كان ضحية "اغتيال حرية التعبير".
المراجع
islamist-movements.com
التصانيف
سياسيون سعوديون معارضون سعوديون سياسيون إسلاميون علماء سعوديون العلوم الاجتماعية