الورع، هو المصدر الصريح للفعل وَرَعَ، ويُقال: ورع وروعاً، يقصد به أنّه ابتعد عن الشُبهات، وأبعد نفسه عن المعاصي من باب تحرّي التقوى، ويُقال كذلك أنّ الورع هو الكفّ عمّا هو مباح وحلال، ويُقال للرجل الذي يتصف بالورع أنّه وَرِع، والمقصود أنّه عاش تقيّاً، مُتعبّداً، ثابتاً على ذلك، وأمّا الورع في الاصطلاح الشرعيّ فهو تجنّب كلّ ما يعتبر من الشبهات؛ خوفآ من الوقوع في الحرام، وعرّفه القرافي بقوله: (ترك ما لا بأس به؛ حذراً ممّا به البأس).
وبيّن ابن عثيمين -رحمه الله- أنّ الورع هو ترك ما يُشتبه في حكمه أو حقيقته، ويُقصد بالاشتباه في الحكم: الاشتباه في أنّه حلالٌ أم حرامٌ، والورع أن يأتي الإنسان بالشيء الذي يُشتبه في وجوبه؛ حتى لا يقع في إثم عدم فعله، ويعني كذلك الامتناع عن الشيء الذي يُشتبه في حرمته؛ خشية أن يقع في الإثم، أمّا الاشتباه في الحال فيُقصد به الاشتباه في حال الشيء، وحتى يتضّح ذلك يُمكن ضرب مثال اختلاف بعض العلماء حول حكم تناول الدجاج المستورد، فاختلافهم سببه اشتباههم في حال الدجاج، فقد بيّن البعض أنّ الدجاج لا يُذبح ،وإنّما يُضرب بصعقة ٍكهربائيةٍ، أو غير ذلك من الوسائل غير الشرعيّة، بينما قال آخرون بجواز أكله؛ لأنّه من طعام أهل الكتاب، وقد أحلّ الله -تعالى- أكل طعامهم، وفي مثل هذه الحالات يعتبر ترك هذا الدجاج والامتناع عن تناوله من الورع، ومن الجدير بالذكر أنّ الورع يشمل مجالات الحياة كلّها، من بيعٍ وشراءٍ، وغير ذلك، ويضم كذلك حواسّ الإنسان كلّها، من سمعٍ، ونظرٍ، ولسانٍ، وفرجٍ، وبطنٍ.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
خطب العلوم الاجتماعية الدّيانات الآداب