حزب اتحاد عام جنوب وشمال الفونج

كان لأبناء هذا الفونج في مدينة الخرطوم نادي ثقافي اجتماعي رياضي، وكان ذلك النادي يعتبر تلاقي مهمة لكل أبناء ذلك الفونج وعنوان مشهور في مدينة الخرطوم حي الديوم الشرقية، وإبان فترة الأحزاب السياسية كانت منطقة النيل الأزرق وبصفة أخص جنوبها، تنتمي روحيا ل"طائفة الختمية وسياسيا للحزب الوطني الاتحادي"، حينما أتت انتخابات البلاد فيما عرف بالديموقراطية الثانية تقدم أبناء جنوب الفونج بترشيح أحد ابناءهم بإسم الحزب الوطني الاتحادي وهو (الشريف الجاك الإمام)، إلا ان ذلك المرشح قوبل بالرفض من مؤسسة الحزب وذلك لان دائرة الكرمك تم تحديدها للمرشح الامدرماني بشير محمد سعيد الصحفي، وكذلك دائرة قيسان للمرشح الخرطومي عبد المجيد وصفي المحامي.

تلك التصرفات التي لم تحترم إرادة شعب ذلك  الإقليم خلقت وعي بأهمية انتزاع الحقوق وتغيير الولاء السياسي، لذا قدم أهالي الكرمك مرشحا اخر باسم حزب الأمة وهو المرشح (عبد الباقي زروق) وفاز بالدائرة.

وهذه هي نقطة البداية في التفكير العميق في تلك الممارسات الحزبية التي تجعل من الأقاليم مناطق نفوذ لمرشحيها في مواسم الانتخابات، وبالتالي التفكير في تكوين تنظيمات سياسية تعبر عن تلك الأقاليم سياسيا في الإطار القومي مركز صنع القرار.

كانت تلك الخلفية الدافع الأساسي لتكوين تنظيم اتحاد عام جنوب وشمال الفونج وذلك منذ فجر 1966م - 1967م، واكتملت الفكرة بعد انتفاضة أبريل ضد الرئيس نميري.

التأسيس

بدأت مراحل تشييد هذا الحزب اعتمادا على "للحيثيات السابقة" وتحولت الجلسات من النادي الثقافي إلى منزل السيد الهادي التنجور فضل الله بالسجانة الذي اعلن استضافته للفكرة في إطارها السياسي وتحمله تبعات ذلك.

بعد جلسات عديدة ونقاشات عميقة ومقترحات كثيرة توصل أعضاء التنظيم إلى اختيار الاسم ليكون (اتحاد عام جنوب وشمال الفونج)، معتبرين فيه البعد الجغرافي وليس العرقي، مستندين في ذلك على ان الفونج كانت دولة في ارض السودان وشملت كل المكونات الاجتماعية السودانية دون استثناء، أيضا اخذين في الاعتبار ان سنار كانت عاصمة الدولة ومركز حضاري لها ومنها كانت جنوب خط عرض وشمال خط عرض الفونج على حسب تقسيم خطوط الطول والعرض جغرافيا، معنين بذلك السودان على امتداد جغرافيته. بهذا فليس المعني هنا أبناء الفونج وإنما كل سوداني بغض النظر عن دينه أو لونه أو عرقه أو منطقته.

عليه تمت كتابة البرنامج السياسي للتنظيم تحت مسمى (ميثاق العمل الوطني) متضمنا "الرؤية السياسية والأعراف والمبادئ ووسائل تحقيق تلك الأهداف والمبادئ ولوائح تنظيم العمل" وبذالك تم تسجيل التنظيم رسميا في الدولة بتاريخ الأول من اغسطس 1985م.

الأعضاء

أعضاء مكتب التنفيذي الأول هم كما يلي:

• عثمان أحمد عثمان الريح (رئيس)

• عبد الملك ادم حمدان (نائب الرئيس)

• الهادي التنجور فضل الله (أمين لشؤون التنظيم)

• عبد الرحمن إبراهيم عيسي (سكرتيرا)

• مصطفي عبد الله فضل الله (أمين المالية)

• الباقر عوض يوسف

• عبد الولي نورين

• عبد الرحمن رجب إبراهيم.

• مبارك مختار

• فضل الله حسن فضل الله

• امين نايل حمدان

• بخيته الطيب ابشر

• عوضية التوم عبده اونسة.

- وهنالك قائمة طويلة بأسماء المؤسسين للحزب..

المشاركات السياسية

• شارك في مؤتمر الانتفاضة المدنية.

• شارك في مؤتمرات خارجية منها (امبو وكوكادام) بأثيوبيا.

• شارك في انتخابات البلاد القومية في الديموقراطية الثالثة من ضمن تجمع (تضامن قوي الريف السوداني).

مرشحو الحزب 

• جبارة عيسى البشير (بالكرمك).

• ميرغني عبد الرسول علي (بقيسان).

• إدريس عبد الله الجاك (جنوب الدمازين).

• الطاهر طه الشايب (بالروصيرص).

وسلمت قيادة الحزب في العام 1987م للسيد/الهادي التنجور فضل الله، والذي ظل يدير الحزب في احلك الظروف السياسية التي مر بها السودان وتعرض في سبيل ذلك للعديد من الاعتقالات وتجرع فيها من كأس الظلم والتعذيب.

التنظيم من بين التنظيمات والأحزاب السياسية التي جمدت أنشطتها السياسية بعد عهد الإنقاذ في 1989م.

الا ان التنظيم ظل متواصلا مع "قواعده ومحافظا لبرنامجه وملتزما بخطه السياسي".

في عام 2004م تم إلغاء المادة 21 المقيدة لعمل الأحزاب السياسية في السودان، وبالتالي تقدم الحزب بأوراقه لمسجل التنظيمات والأحزاب السياسية، وبالتالي منح الحزب شهادة اخطار بالرقم 54 يسمح بموجبه ممارسة النشاط السياسي.

في عام 2009م أعاد الحزب تسجيل برنامجه لدى مجلس شؤون الأحزاب السياسية وفقا لقانون الأحزاب السياسية السوداني لسنة 2007م.

في عام 2010م خاض الحزب انتخابات البلاد القومية في ثلاث ولايات (الخرطوم، سنار، النيل الأزرق) منتخبا "(التيتل ) رمزا "انتخابيا" ولم يفز بدائرة.

في سنة 2013م أقام الحزب مؤتمره العام الرابع في الدمازين، حيث انتخبت مؤسسات تنفيذية وتشريعية على المستوى القومي والولايات والمحليات والقواعد، وانتخب السيد المهندس/ عبد الجليل محجوب عبد السيد حاكم رئيسا للحزب، والمهندس/ حسن إدريس ادم صالح "أمينًا عاما".

في سنة 2015م خاض الحزب انتخابات البلاد القومية في أربعة ولايات (الخرطوم، الجزيرة، سنار، النيل الأزرق) ومكاتب فاعلة بولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر، وهؤلاء كانوا مؤتمرين في المؤتمر العام القومي الثالث للحزب.

حص الحزب الفوز بدائرة جغرافية قومية ودائرة ولائية وقوائم الأحزاب والمرأة، وبالتالي شارك في الجهاز التنفيذي بوزير في حكومة ولاية النيل الأزرق ورئيس لجنة بمجلس تشريعي ولاية النيل الأزرق.