أبو الهول مخلوق وهمي من الخرافات القديمة. وكان للمصريين والإغريق وأهل الشرق الأدنى قصص حول هذه المخلوقات. وحسب ما جاء في بعض الروايات فإن لأبي الهول جسم أسد ورأس إنسان أو صقر أو كبش. ويظهر تمثال أبي الهول أحيانًا وله جناحان وذنب أفعوان.
أبو الهول الكبير تمثال ضخم من الحجر الجيري، مقام في الصحراء قرب الجيزة له رأس إنسان وجسم أسد. يبلغ طوله 73 م وارتفاعه 20 م. وبني منذ نحو 4500 سنة.
تماثيل أبي الهول المصرية. معظم تماثيل أبي الهول المصرية تحمل رأس إنسان وجسمًا وأقدامًا وذنبًا لأسد. والبعض يحمل رأس كبش أو صقر. وكان المصريون يصنعون هذه التماثيل في الغالب لتخليد ملك أو ملكة. وكان النحَّات يقوم بتجسيد وجه التمثال ليُلائم وجه الشخص المطلوب تخليده. وكثيرًا ما صور الملوك في الفنون المصرية، على هيئة أُسُود وهم يهزمون أعداءهم، وأصبح تمثال أبي الهول رمزًا للحماية الملكية.
وكثيرًا ما نجد تماثيل أبي الهول مصطفة على جوانب الطرق التي تؤدي إلى المعابد، كما تشاهد في المعبد الكبير في الكرنك. وهناك تماثيل أخرى لأبي الهول تمثل حورس، الذي زعموا أنه إله السماء، وإله الشمس أيضًا الذي كان يعتقد بأنه حامي المُلْك. أما أكبر وأقدم تماثيل أبي الهول وأكثرها شهرة فيوجد في الصحراء قرب الجيزة في مصر، ويسمى أبا الهول.
يصل طول هذا التمثال إلى 73 م بينما يصل ارتفاعه إلى 20 م، وعرض وجهه 4,7م. وقد بُني هذا التمثال منذ حوالي 4,500 سنة. لقد نحت المصريون رأس التمثال وجسمه من صخرة ضخمة من طبقة جيرية، ثم قطعوا كتلاً حجرية فبنوا منها الأكفَّ والأرجل.
يرتدي أبو الهول غطاء رأس ملوكيّا ويقبع قرب هرم خَفْرع. ويعتقد المؤرخون أن وجه أبي الهول تجسيد لوجه خَفْرع، الذي أمر بنحت التمثال.
كثيراً ما تُغطي الرمال التمثال حتى منطقة العنق، وقد قام الملك تُحُتْمس بإزاحة الرمال فيما يبدو، عندما اعتقد أن حورس قد طلب منه ذلك في الحلم. وفي العهد الحديث أزيحت الرمال من حول التمثال في الأعوام 1818، 1886، 1926، 1938م.
وبمرور السنين تآكلت بعض حجارة التمثال بفعل رمال الصحراء والرياح والمطر والحرارة . ويوجد جَدْع في أنف التمثال نتيجة إطلاق المدافع عليه إبان الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م. وفي السبعينيات من القرن العشرين بدأ العلماء جهودًا لصيانة الحجارة المتساقطة من جسم تمثال أبي الهول بمعالجتها ببعض المواد الكيميائية. وفي القرن الرابع عشر الهجري، تسعينيات القرن العشرين الميلادي، ازدادت معاناة أبي الهول نتيجة لعوامل التعرية المختلفة، فاقتضى ذلك مزيدًا من المعالجة الكيميائية والترميم واكتملت هذه الأعمال عام 1998م، بعد أن شاركت فيها بعض الدول والمنظمات العالمية.
أبو الهول تصوره الأسطورة الإغريقية برأس امرأة وجسم أسد وجناحين وذنب أفعوان. وقد نحت هذا التمثال الحجري لأبي الهول الإغريقي حوالي 540 قبل الميلاد.
أبو الهول الإغريقي. يَحملُ هذا التمثال رأس امرأة وجسم أسد وذنب أفعوان، وأجنحة. وتأتي شهرة أبي الهول في الأسطورة الإغريقية من قصة أوديب، التي تقول إن أبا الهول عاش على قمة جبل خارج أثينا. وحينما كان يمر عليه شخص ما، كان يطرح عليه لغزًا يقول: ما المخلوق ذو الصوت الواحد الذي يدبّ على أربع ثم على اثنتين ثم على ثلاث. وكان الموت هو مصير كل من يعجز عن إجابة السؤال.
وحين مر أوديب على ذلك المكان وهو في طريقه إلى أثينا، طرح عليه أبو الهول اللغز. وأجاب أوديب: إنه الإنسان الذي يحبو طفلاً على أربع ثم يمشي على اثنتين وفي شيخوخته يحتاج إلى عصا تساعده على السير. اشتاط أبو الهول غضبًا لأن أوديب استطاع حل اللغز، وسقط من الجبل ليُلاقي حتفه.
تماثيل أخرى لأبي الهول.
لم تنفرد بأبي الهول مصر وبلاد الإغريق؛ ففي نواحي العالم القديم رسومات ومنحوتات وتماثيل لأبي الهول في آشور وفينيقيا في الشرق الأدنى وفي آسيا الصغرى (تركيا الحالية). ومعظم هذه التماثيل صُنعت من الفخّار أو المعدن.
وكشأن المصريين القدماء، فإن شعوبًا أخرى من العالم القديم قامت بتزيين المقابر والمعابد بمنحوتات ورسومات لأبي الهول، وربما قصد هؤلاء ـ وفق اعتقادهم ـ أن يقوم أبو الهول بدور الحارس للأماكن المقدسة.
المراجع
الموسوعة المعرفية الشاملة
التصانيف
تصنيف :أعلام