سفانة بنت حاتم الطائي، من ربات الفصاحة والبلاغة والحسن والجمال والجود والكرم كان أبوها يعطيها من إبله فتهبها وتعطيها الناس فقال لها أبوها: يا بنية إن الكريمين إذا اجتمعا في المال أتلفاه فإما أن أعطي وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنه لا يبقى على هذا شيء. فقالت: والله لا أمسك أبداً. وقال أبوها: وأنا والله لا أمسك أبداً. قالت: فلا نتجاور.
فقاسمها ماله وتباينا. وأتي بسفانة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في أسرى طيء. قال علي بن أبي طالب: لما أتينا بسبايا طيء كانت في النساء جارية صماء حوراء العينين لعساء لمياء عيطاء شماء الأنف معتدلة القامة ردماء الكعبين خدلجة الساقين لفاء الفخذين خميصة الخصر ضامرة الكشحين مصقولة المتنين. فلما رأيتها أعجبت بها فقلت: لأطلبنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجعلها من فييء.
فلما تكلمت أنسيت جمالها لما سمعت من فصاحتها. فقالت: يا محمد هلك الوالد وغاب الوافد فإن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب.
فإني بنت سيد قومي كان أبي يفك العاني ويحمي الذمار ويقري الضيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط. (أنا بنت حاتم طيء) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جارية هذه صفة المؤمن لو كان أبوك إسلاميا لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق. ثم أسلمت وحسن إسلامها.
المراجع
encyc.reefnet.gov.sy
التصانيف
منطقة حائل صحابيات نساء رائدات شخصيات العلوم الاجتماعية