حسيبة بن بوعلي

حسيبة بن بوعلي، هي شهيدة من شهداء الثورة الجزائرية وواحدة من أصغر مناضلاتها. يُسر أحوال اسرتها ، لم يمنعها من الانضمام إلى صفوف الفدائيين. لتترك حياة الرفاهية، وتقاوم مع رفاقها الاحتلال الفرنسي وتستشهد في سبيل الوطن.

 من هي حسيبة بو علي

حسيبة بن بوعلي هي رمز ثمين  من رموز الثورة الجزائرية وواحدة من أيقونات مقاومتها، وشهيدة من المليون ونصف مليون شهيد في سبيل استقلال الوطن وحرية الشعب.، ودحر الاحتلال الفرنسي.

متى ولدت حسيبة بن علي؟

ولدت حسيبة بن بوعلي، في الـ18 من كانون الثاني/يناير للعام 1938، في منطقة سنجاس الصغيرة (بوغانفيل سابقاً) عند سفح جبل وارسينيس في الأصنام - ولاية الشلف، الواقعة على بعد 14 كم جنوب العاصمة.والدها هو عبد القادر بن بوعلي، كان يعمل في مديرية الزراعة في الحكومة العامة بالجزائر العاصمة، وكانت والدتها مناضلة في جبهة التحرير الوطني. 

حياة حسيبة بن بو علي

كانت حياة حسيبة بو علي مرفهة، فقد تربت في اسرة ميسورة الحال وبرجوازية. اخذت تعليمها الإبتدائي في مسقط رأسها. واصلت تعليمها في الجزائر العاصمة، بعد انتقال عائلتها إليها في العام 1948.بعد حصولها على شهادة المدرسة الابتدائية في العام 1950، التحقت بمدرسة ليسيه باستور (ثانوية محمد راسم حالياً)، أمضت فيها عامين، وعُرف عنها اجتهادها وذكاؤها. وكانت تتلقى دروس الموسيقى في نفس الوقت. 

بداية مسيرة حسيبة بن بو علي النضالية

حيث قامت بالانضمام إلى الكشافة، وخلال قيادتها للمشي لمسافات طويلة في كافة أنحاء البلاد، اكتشفت الظروف المعيشية المزرية للجزائريين، خاصة الفلاحين. إنضمت إلى الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، ولم تكن بلغت الـ16 عاماً. فانغمست أكثر فأكثر في النضال الوطني.

نشاط حسيبة بن بو علي الفدائي

في بداية العام 1955 إنضمت إلى صفوف الثورة التحريرية، وهي في سنّ الـ17 كمساعدة اجتماعية. برز نشاطها في نهاية العام 1956، حين انضمت حسيبة إلى إحدى مجموعات الفدائيين في الجزائر العاصمة، وأصبحت عنصراً نشطاً في فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل. كانت مسؤولة عن نقل القنابل وزرعها في المكان المُستهدف.

إذ كانت ملامحها الخارجية أوروبية، لا تلفت نظر جنود الاحتلال الفرنسي، ما سهّل إنجاز المهمات الموكلة إليها. سواء بنقل القنابل أو بنقل الإمدادات من مستشفى مصطفى باشا، الذي تطوعت فيه للقيام بدورة إسعافات أولية، ما أتاح لها الوصول بسهولة إلى المواد المستخدمة في صناعة القنابل. المجموعة التي انضمت إليها، "شبكة القنابل" التابعة لياسف سعدي، كانت تتكون بشكل أساسي من الطلاب، منهم عبد الرحمن طالب والدكتور دانيال تيمسيت.

ملاحقات واعتقالات

في تشرين الأول/أكتوبر من العام 1956، تم الإبلاغ عن حسيبة ورفاقها من أحد الخونة لشرطة الاحتلال الفرنسي، التي كثفت جهودها للبحث عنها، لكنها تمكنت من الإفلات منهم، ما اضطرها لمغادرة بيت عائلتها نهائياً، والاختباء في قلب القصبة العتيقة.

استشهاد حسيبة ورفاقها

ولمّا لم تقبل المجموعة الاستسلام، فجر مظليو الاحتلال المبنى، حسيبة بن بوعلي، البالغة من العمر 19 عاماً ونصف، استشهدت مع رفاقها تحت الأنقاض. وتعد عملية قتل أعضاء هذه الخلية التي كان علي لابوانت منهم، واحدة من أكثر عمليات الجيش الفرنسي تعقيداً. إذ اضطر لإنزال قوات من المظليين والمشاة بقيادة الجنرال مارسيل بيجار، الذي أمر بتفجير المنزل في نهاية المطاف، وقد أسفر هذا العمل عن انهيار مباني مجاورة، فقتل أيضاً 24 جزائرياً بينهم 8 أطفال.

بحسب أرشيف وزارة الدفاع الفرنسية، فإنه تمّ تحديد هوية الشهداء، علي لابوانت وحسيبة وبوحميدي وعمر الصغير من قبل عائلاتهم.استشهدت حسيبة بن بو علي ورفاقها، ودُفن جثمان الشهيدة، في مقبرة سيدي محمد، في الجزائر العاصمة.

بطولات الشهيدة حسيبة بن بوعلي 

ما يُعرف عن حسيبة دورها الفعال القوي  هي ورفاقها من المجاهدين، في إشعال فتيل ثورة التحرير الجزائرية، ولكن نشاطها النضالي برز بشكل أكبر في عام 1956، حيث صارت عضواً نشطاً في خلية الفدائيين بصناعة القنابل ونقلها. وظيفتها كممرضة ساعدتها في الحصول على المواد الكيميائية، التي صنع منها الفدائيون القنابل المتفجرة. 

بالرغم من الملاحقات لم تتراجع حسيبة، واصلت نضالها ضد الاحتلال الفرنسي، وشاركت في إضراب الـ8 أيام وتفجيرات المقاهي وسط الجزائر العاصمة.كان لها دور كبير في إشعال فتيل معركة الجزائر خاصة بعد التحاقها نهائياً بالمجاهدين بحي القصبة. 


المراجع

almayadeen.net

التصانيف

جزائريون  عسكريون جزائريون  شهداء حرب التحرير الجزائرية  جبهة التحرير الوطني الجزائرية  مواليد 1938  وفيات 1957  أعلام الشلف   التاريخ   العلوم الاجتماعية   التاريخ   المرأة العربية في القيادة