عبد القيس

هي واحدة من القبائل العربية الرَّبَعية العدنانية الشمالية، وبنو ربيعة بن نزار قبائل كبيرة وكثيرة وعظيمة، يقال لها ربيعة الفَرَس، سكنت في تهامة ونجد، ثم ارتحلت قبائلها وبطونها في مواقع متفرقة. وتنتسبُ قبيلة عبد القيس إلى أفصى بن دُعْمي بن جَديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

والنسبة إليها: عَبدي، أو قَيسي، أو عبد قيسي، أو عَبْقَسي.

ولعبد القيس أبناء كثر  تفرعت منهم قبائل وبطون عديدة ، فمن أولاده: اللبوء «حيٌّ عظيم» ذهب كثير منهم إلى مدينة (توج) في بلاد فارس. وأفصى؛ ومن ولده بنو شَن بن أفصى، وبنو لُكيز ابن أفصى، «قبيلتان عظيمتان»، «وشن» هي التي أطبقت على قبيلة إياد وأجبرتها على الرحيل إلى العراق، واستقرت في أماكنها شمالي البحرين، وثار الشعراء الشنيون على ملوك الحيرة وشقوا عصا الطاعة وحملوا راية الثورة والتمرد على سلطان المناذرة. ومن بطون لكيز: وَدِيعة وصُباح ونُكرة، ويبدو أن قبيلة نكرة كانت تميل إلى السلم، وتقوم بالسفارة بين القبيلة الأم وأعدائها، وتنصف خصومها، ويهيئ القبيلةَ لهذه الخصال الحميدة جمالُ منازلها بالذات ما حول مدينة القَطِيف حاضرة عبد القيس في القديم. ومن بطون عبد القيس عامة: بنو أنمار بن عمرو بن وديعة، وبنو عِجْل ابن عمرو؛ وبنو مُحارب بن عمرو، وكانوا «أشداء أقوياء، واسمهم يدل على أنهم رجال حرب فكانوا يقومون بصناعة الأسلحة من دروع ورماح، ومنهم الحَطمة بن محارب الذي نسبت إليه الدروع الحطمية». وبنو الدِّيل بن عمرو، وبنو غنم بن وديعة، وبنو عَميرة ابن أسد بن ربيعة، وبنو عَنَزة بن أسد.

وكذلك من مشاهير هذه القبيلة: الأَفْكل؛ وهو عمرو بن الجُعيد بن صَبْرة؛ كاهنٌ وسيد من سادات قيسٍ وربيعةَ في الجاهلية، قاد جموعهم من تهامة إلى البحرين، «وكان ذا بغي، فسارت إليه بنو عَصَر فقتلوه». ورئاب بن البراء الشَّنّي وكان من حكمائهم «على دين عيسى عليه السلام»، وتزعم عبد القيس أنه كان نبياً، والريّان بن حُويص بن عوف «صاحب الهِراوة التي تضربها العرب مثلاً، وهي فرسه»، والجارود بِشر بن عمرو بن حَنَش، «وكان خطيباً وحكيماً وسيداً من سادات العبديين»؛ أسلم وله مكانة وصُحبة، وصُحار بن عياش وكان نسّابةً وخطيباً. ومن شعرائهم الممزِّق العبدي والمثقِّب العبدي، وابن أم حَزْن ثعلبة بن حزن بن زيد مناة، وعلقمة بن أَسْوى، والصَّلَتان العبدي، والأعور الشني، ورُشَيد بن رُمَيض العَنَزي، والمفضل بن معشر بن أسحم النُّكري صاحب القصيدة المنصفة، ومطلعها:

ألم ترَ أن جيرتنا استقلوا

                  فنيَّتُنا ونيتُهم فريق

فدمعي لؤلؤ سلِسٌ عُراه

                  يَخِرُّ على المهاوي ما يليقُ

كما كانت منازل بني عبد القيس في الجاهلية مع بني ربيعة في تِهامة على ساحل البحر الأحمر، إلا أنها ارتحلت عنها لأسباب عديدة  على عادة القبائل العربية في الحل والترحال؛ إما لثأر وغزو وقتال، وإما لظروف الحياة ومتطلباتها. ولذلك ذهب  بنو عبد القيس شرقاً واستقروا في البحرين، أي على الشاطئ الغربي للخليج العربي، ووصلت إقامتهم إلى عُمان، «وكان العرب يسمون الشاطئ الممتد من البصرة إلى عمان بالخط؛ ويطلقون عليه: خط عبد القيس وكانت مدينة القطيف عاصمة هذا الخط»، وأشارت المصادر إلى وصول القيسيين إلى عُمان، فقيل: «وشأن عبد القيس عجيب، وذلك أنهم بعد محاربة إياد تفرقوا فرقتين: الأولى وقعت بالبحرين وشِق البحرين وهم أشعر قبيل في العرب، والثانية وقعت بعمان وشِق عمان وهم خطباء العرب». وكانت البيئة الجديدة متشابهة مع موطنهم السابق من حيث الطبيعة والمناخ والقرب من البحر. وحملتهم إقامتهم الجديدة على التنازع مع القبائل المقيمة هناك من بني تميم، وبكر بن وائل والأزد وإياد، «وأجلت بعضها عن البلاد، واختلطت بالسكان الذين ظلوا فيها»، ومن أشهر مواضعها: القَطِيف وهَجَر والمُشقّر والخَط والأحساء.​

كما كان القيسيون يعبدون الأوثان، ولما اتى الإسلام وفدوا عام 9هـ «على النبيr وأسلموا ومقدمهم يومئذ المنذر بن عائد فكان له مكان عند النبي». وكان بعض القيسيين من المرتدين، ثم عادوا، وكانوا ممن ناصر علي بن أبي طالب، ثم قاتلوا مع المُهَلَّب ابن أبي صُفْرة.


المراجع

arab-ency.com

التصانيف

قبائل العرب في الجاهلية  قبائل عربية  قبائل عدنانية  بحرينيون   العلوم الاجتماعية   التاريخ