علي محمد سعيد
باحث بمركز البحر الأحمر للدراسات والبحوث
أما اليوم فهو أمسية الأربعاء التاسع عشر خلت من شهر جمادى الآخرة من عام ثمان وعشرين وأربعمائة للهجرة النبوية ( 19/6/1428هـ - 4/7/2007م ) وأما المكان فهو مقرن النيلين بالخرطوم وتحديداً في قاعة الصداقة .
والحضور هم كوكبة من أبناء الأمة الإسلامية الذين توافدوا من كل فج عميق ليتواثقوا كما تواثقوا من قبل في بيروت من أجل ترقية الوعي بالرسالة الإعلامية وأهميتها ودورها ومكانتها في ظل تحديات العولمة والأمركة والطغيان والجبروت الذي يقابله في الأمة الذل والاستكانة من قبل بعض الذين يتربعون على عرش الأمة والجاثمين على صدرها فجاء هؤلاء الحضور من أهل الاختصاص لإيقاظ الهمة وإيصال رسائل عديدة منها بان هذه الأمة لم تمت ولن تموت بإذن الله ما دام فيها ربانيون يقومون بأمر الله مهما انتفش الباطل وبغى وتجبر فما على شباب الأمة من الذين ازدانت بهم القاعة في تلك الأمسية والذين لم يتمكنوا من الحضور جسداً لكن عاشوا اللحظات روحاً ما عليهم إلا المضي قدماً في طريق الدعوة إلى الإسلام وإن النصر سيكون حليفهم في نهاية الأمر بإذن الله وما عليهم إلا أن يرددوا مع القائل :
لتستسهلن الصعب حتى تردها
- إلى كنف الرحمن بعد شتات
وقد يتأبى النصر حيناً على الفتى - لكنه رغم التأخر آتٍ
كانت أمسية الأربعاء يوماً مشهوداً ويوما خالدا في الذاكرة لن ينمحي بالنسبة لي واعتقد ذلك لدى كل الذين شهدوا ذلك المساء البهيج حيث اجتمع تحت خيمة رابطة الصحافة الإسلامية في مؤتمرها الثاني جيل التجربة من أبناء الأمة من العلماء والدعاة والمفكرين وجيل التخصص والمهنية في العمل الإعلامي والصحفي وجيل الشباب الذي يتطلع إلى الغد المشرق إنه يوم منقوش في الذاكرة وإن ننسى فلن ننسى تلك الكلمات المعبرات التي ألقيت علينا في حفل افتتاح فعاليات المؤتمر فقد كانت تحمل في طياتها الأمل الفسيح والتبشير بالمستقبل رغم كل التحديات التي تعيشها أمتنا وكأني بهم أرادوا أن يقولوا للشباب امضوا على بركة الله ولا يغرنكم هذا التزييف للحقائق وقتل روح جذوة المقاومة و الصمود في الأمة فلو لم يكن الإسلام عظيماً ولو لم يكن حاملاً مشروعاً يجبّ هذا الباطل ويحيله إلى ركام لما كانت صيحات أهل الباطل تتعالى ولما كانت هذه الجموع من الشباب والشابات في ديار الإسلام تُقبل في كل يوم إلى دين الله أفواجاً ، رغم كل ما يحدث ويجري على مشهد الأحداث في العالم المعاصر . ولما ازدادات ظاهرة البحث عن الإسلام في ديار الغرب بالوتيرة التي ترى وصدق الله حيث قال : (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ، إذن المستقبل لهذا الدين قالوها من قبل وسنظل نقولها ونرددها فهما طال السفر لابد من الوصول إلى المستقر .
كانت في هذه نظري ابلغ رسالة أراد المؤتمر إيصالها إلينا معاشر الشباب ، ورسالة أخرى أحسب أنها كانت مقصودة وقد وصلت وهي إن الظروف مهما تعقدت والقيود مهما فرضت من هنا وهناك على أهل الحق لا بد من التفكير العميق والبحث عن الفرص للوصول على الغايات والمقاصد الكبرى ، وإياكم إياكم أيها الشباب أن تيأسوا وتتقاعسوا عن العطاء والعمل والبذل والإقدام بخطى مدروسة ولا مكان للضعفاء والمتقاعدين والمتفرجين في هذا العالم .
فشكراًَ ثم شكراً لإخواننا في رابطة الصحافة الإسلامية إذ أشعلتم فينا جذوة الاتقان والعمل والإصرار لمواصلة طريق العطاء لنصرة الإسلام مهما كانت الصعاب .
وأخيراً :
حيتكم عني شمال طاف طائفها - بجنة تفتحت روحاً وريحان
هبت سحيراً فناجى الغض صاحبها - موسوسا وتنادى الطير إعلانا
وسيروا قدما والله ناصركم
( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
المراجع
شبكة المشكاة الاسلامية
التصانيف
عقيدة إسلامية عقيدة مسائل اجتماعية