مراد رايس؛ بحّار تحمل إحدى أكبر بلديات الجزائر العاصمة اسمه منذ القديم، وحكم "جمهورية سلا" في المغرب، لكن كثيرين لا يعرفون قصته، فمن يكون هذا البحّار؟

القرصان الهنولندي 

اسمه الحقيقي يانس يانسن فان هارلام، وهو هولندي ولد سنة 1575 في مدينة هارلم وتوفي في 1641، مسيحي الديانة وعاشق كبير للبحر، كان يجوب البحر المتوسّط للقرصنة، لكن حكايته أخذت منحى آخر بعدما أسره البحارة العثمانيون والجزائريون.

​​يشير كتاب "يوتوبيا القراصنة"، للكاتب الأميركي بيتر لامبورن ويلسن، إلى أن "يانس أُسر من طرف القراصنة البربر سنة 1618، وترك المسيحية في الجزائر العاصمة واعتنق الإسلام".

لم يكن مراد يانس يفرّق بين السفن خلال أعمال القرصنة، المهم أن يجمع أكبر قدر من الذهب والأموال والأشياء الثمينة، يقول المصدر السابق، فلم تكن تهمه السفن المسيحية أو الإسلامية أو غيرهما، لكنّه كان يفضل الإغارة على السفن الإسبانية انتقاما منهما ومن عقليتها الاستعمارية.

الأسر.. 

خلال قرصنته كان يرفع العلم الهولندي مرة ومرة علما بالهلال، إلى أن تمكنت البحرية العثمانية والجزائرية من أسره في منطقة غير بعيدة عن جزر الكناري.

حسب كتاب "يوتوبيا القراصنة"، فإن مراد بقي في الجزائر أسيرا إلى أن تعرّف عليه "القائد الجزائري العظيم القرصان سليمان رايس، حيث سبق والتقاه، فسليمان رايس هولنديّ أيضا اسمه الحقيقي إيفان ديركي دوفينبوار، اعتنق الإسلام، وكانت هذه بداية عمل مراد تحت إشراف سلميان رايس".

تزوّج مراد رايس من جزائرية، وظل يعمل قرصانا وارتقى في المراتب إلى أن بات قائدا بحريا يمارس التجارة أيضا، وبعد مقتل قائده سليمان رايس انتقل مراد رايس إلى ميناء مدينة سلا بالمغرب، وهناك تعرّف على الموريسكيين الذين عادوا من إسبانيا فارّين، وتعاون معهم على الانتقام من الإسبان عبر أعمال القرصنة.

أميرال سلا 

كان مراد رايس يتنقل بين الجزائر العاصمة وسلا في المغرب بكل حرية، وكأنه يحمل جنسيتين اثنتين، واستمر في ممارسة القرصنة والتجارة.

وحسب المصدر السابق، فإن "مهارة مراد رايس وشخصيته، جعلت سلطان المغرب مولاي زيدان يعيّنه حاكما لسلا سنة 1624"، ويضيف بأن مراد كان يطمع أن يصير حاكما لكورسيكا.

غلاف كتاب 'سلا وقراصنتها'
غلاف كتاب "سلا وقراصنتها"
غلاف كتاب "سلا وقراصنتها"

​​وورد في كتاب "سلا وقراصنتها" للكاتبة المغربية ليلى مزيان، بأن مراد رايس "كان أميرالا تزامن ظهوره مع ميلاد جمهورية سلا، وصار رئيس ديوانها والحاكم الأوّل لها".

أنهى مراد رايس أعمال القرصة سنة 1631 وعاد إلى الجزائر، عندما أغار على مدينة بالتيمور في إيرلندا وأسر 108 من سكانها وطلب الفدية فلم يتمكنوا من الدفع، فعاد بحمولته من بالتيمور إلى الجزائر وباع الأسرى في أسواق العبيد.

ويذكر المصدر السابق بأن مراد رايس "أنهى مسيرته أميرالا للجزائر، وكان من بين كثير من الرجال الأوروبيين، الذين جرّبوا حظهم في الضفة البربرية لأفريقيا".


 


المراجع

maghrebvoices.com

التصانيف

عثمانيون من القرن 16  القرن 16 في البرتغال  القرن 16 في إسبانيا  تاريخ العثمانيين البحري  أميرالات عثمانيون  اليونان في العهد العثماني  العراق العثمانية  بحارة عثمانيون  بيري رئيس  مواليد 1534  وفيات 1638  تاريخ قبرص  تاريخ العراق  تاريخ مالطا  مواليد 1575  وفيات 1641  أمراء بحر عثمانيون   العلوم الاجتماعية