تظهر الكتابة اليدوية الكثير عن الكاتب؛ فهي تدل تقريـبـًا على الفرد، كما تدل بصمة أصابعه عليه، وتعكس إلى حد ما نموذج الكتابة اليدوي، الذي دُرِّس للكاتب من قبل بالإضافة إلى شخصيته. فقد قال بعض الخبراء إن زيادة قوة الشخصية في الفرد ربما تظهر في كتابته اليدوية.

والحروف المكتوبة على صفحة ورقية النتيجة المباشرة والأثر المرئي لحركة اليد ؛ لذا فالشخص المحتد أثناء الكتابة يظهر أثر ذلك في كتابته، والشخص الهادئ البال تكون كتابته كذلك. تظهر كتابة كل من هذين الشخصين مختلفة، برغم أنهما دُرِّبا على أن يكتبا بالطريقة نفسها. وتُظهر الكتابة اليدوية أيضًا إحساس الكاتب أثناء الكتابة وربما تختلف كتابة الشخص اليدوية إلى حد بعيد من زمن إلى آخر. وتظهر هذه الاختلافات غالبـًا في سن المراهقة، عندما يكون الشخص في حالة نمو وتطور شامل. وتختلف أيضًا الكتابة اليدوية وفقـًا لهوى واتجاه الكاتب نحو موضوع الكتابة.

استخدام الكتابة اليدوية

اختلف استخدام الكتابة اليدوية إلى حد بعيد في السنوات الأخيرة بعد إدخال التقنية الحديثة مثل، إدخال البيانات، ومعالجة النصوص بالحاسوب في المدارس والكليات والمكاتب. وبالرغم من هذا التقدم، مازالت الكتابة اليدوية الذاتية الجيدة مهارة حيوية في العديد من أمور الحياة المختلفة.

تحمل الرسالة المكتوبة بخط اليد معنى خاصا للأصدقاء والعائلة. وتذكّر كتابة العنوان على الظرف باليد بالكاتب نفسه، ويجلب محتوى الرسالة وكتابتها بخط اليد إما الارتياح أو القلق للقارئ. وتستطيع أن توحي رسالة يدوية لصاحب العمل الكثير عن المتقدم للوظيفة، وتكون الكتابة اليدوية وسيلة تشخيصية نافعة للطبيب العام المتمرس.

يتم التركيز، في السنوات الأولى للتعليم في المدارس، على الكتابة اليدوية، حيث يركز المدرسون على تعليم الكتابة بوضوح وبحرية عند تدوين الأفكار ونسخها. وقد لايلقون بجل اهتمامهم على الكتابة بسرعة، ولكن في المدرسة الثانوية، والكلية، والجامعة تكون الكتابة اليدوية أمرًا مهمًا لأخذ الملاحظات وأداء الامتحانات التي تكون السرعة فيها ذات أهمية مماثلة لأهمية الوضوح. ومن غير المناسب أن تحل الآلات الكاتبة، وإدخال البيانات، ومعالجة النصوص بالحاسوب محل القلم في تدوين الملاحظات، وأداء الامتحانات على الرغم من تزايد استخدامها في أداء الواجبات وكتابة المقالات. ويحتاج الدارسون الراشدون إلى أخذ الملاحظات، وعمل المسودات، وحفظ السجلات في عدة مهن، وتكون مثل هذه الكتابات لاستخدام الكاتب نفسه، والتي قد يحتاج فيما بعد إلى كتابتها على الآلة الكاتبة، ثم طباعتها.

إذا كان من الضروري أن يقرأ ما يكتب من نصوص وتعليمات من قبل الآخرين، فإنه من الواجب أن تحظى المعيارية والوضوح في الكتابة اليدوية باهتمام بالغ. وهذا يعني أن تكون الكتابة أكثر بطـئـًا، حيث إن التعليمات غير الواضحة، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. فكتابة عنوان خاطئ قد تؤدي إلى عدم التمكن من حضور الاجتماعات، وإلى فقد الرسائل. والكتابة بطريقة غير واضحة قد تؤدي أيضا إلى أن يصرف الصيدلي علاجـًا خطأ، أو قد يقوم الطبيب بعملية جراحية خاطئة. وحيث إن الكتابة اليدوية تشمل أيضا الأرقام، بالإضافة إلى الحروف فإنه من السهل أن يُخطئ الشخص في قراءة الأرقام عند إساءة كتابتها.

التوقيع

استخدام آخر ومهم للكتابة اليدوية، ويساهم التتبع المرئي، والضغط المتساوي وغير المدرك ليد الكاتب في سلامة التوقيع على الشيكات والوصايا وأي وثائق أخرى مهمة. وعند استخدام التوقيع للتصديق على إجراء يكون التماسك في التوقيع أكثر أهمية من الوضوح. تحمل العديد من التوقيعات تشابها قليلا للحروف التي في اسم الشخص الموقِّع. الكتابة بالقلم أو فن الخط هي الكتابة الرسمية التي استُخدمت كشكل فني يُدرَّس في عصرنا الحاضر.

ويوجد نموذج من الكتابة اليدوية يستخدم بوساطة الكتبة والسكرتيرات والكتَّاب، وهو النموذج العادي للكتابة اليدوية الذي استخدم قبل عدة قرون. ويمكن أن تكون الكتابة اليدوية الجميلة غير رسمية. فقد أصبحت أشكال الحروف الذاتية والمكتوبة بالفرشاة أو بأقلام الكتابة اليدوية الملبدة بالليف ذات الرؤوس الرفيعة نوعًا من أنواع الفنون. والكتابة اليدوية الجميلة يجب ألا تنحصر في النماذج اليدوية الكلاسيكية. انظر: الخط، فن.

أنواع مختلفة من الكتابة

يمكن تصنيف الحروف المكتوبة في اللغة الإنجليزية على شكل فئات: الحروف المنفصلة والحروف المتصلة، والحروف الكبيرة والحروف الصغيرة، ولكل واحد منها استخدامات خاصة. هنالك عدة مستويات في الكتابة اليدوية، ولكن يجب أن تكون جميع الكتابات مقروءة، حيث إن الهدف من الكتابة هو الاتصال بين الناس. وفي عصرنا الحاضر ـ وحيث إن السرعة غالبـًا شيء مهم ـ فالاتجاهات نحو الكتابة تحتاج إلى مرونة أكثر. ربما نحتاج إلى نوعين أو ثلاثة أنواع مختلفة من الكتابة للتعامل مع المواقف المختلفة التي قد تشمل يدًا بطيئة في الكتابة خاصة للمناسبات الخاصة، ويدًا سريعة في الكتابة للمقالات وأوراق الامتحانات، ويدًا أكثر سرعة في الكتابة لأخذ الملاحظات أو القوائم.

يحتاج الممتحن أن يكون قادراً على قراءة الورقة، وليس مطلوبـًا من الطلاب أن يكتبوا ببطء أكثر مما ينبغي لكي تكون كتاباتهم أكثر وضوحاً، لأنهم سوف يفقدون درجات معينة، إذا لم يكملوا المطلوب، حيث إنه لايمكن أن تُعطى درجات لكلمات لم تُكتب. يُلقي المدرسون والممتحنون نظرة عابرة على الكتابة اليدوية ليحصلوا على المعلومات من سياق الكلام العام، وهذا يمكن أن يساعد في إزالة الغموض الذي يكتنف الكتابة اليدوية الشخصية السريعة. ربما تكون الدقة أكثر أهمية عند كتابة مقال أو ورقة امتحان بلغة أجنبية؛ لذا يحتاج الطلاب أن يكونوا متأكدين من أن تفاصيل كل الحروف واضحة، ويجب على الأطباء والصيادلة أن يكونوا أكثر حرصاً في الوضوح، حيث إنهم يكتبون معلومات مهمة.

يقترح مرارًا وتكرارًا أن تستخدم الحروف الكبيرة في اللغة الإنجليزية عند الإسهاب في التفاصيل. ويُقصد بالحروف الكبيرة أن تكون مفصولة وبذلك تسهل قراءتها. وبالرغم من ذلك يحاول الناس غالبـًا الإسراع وليس التأني في الكتابة بوساطة ربط الحروف بعضها ببعض، وهذا يؤدي إلى فقدان الهدف المقصود، حيث إن ربط الحروف الكبيرة أمر غير مألوف، ويصعّب قراءتها.

تعليم الكتابة الكتابة ليست مهارة طبيعية، بل تحتاج إلى تدريس منتظم ودقيق. إنها مهارة حركية مثل العزف على آلة موسيقية، وترويض العضلات في الرياضة البدنية (الجمباز). فيجب أن تدرّب اليد على الحركات المعقدة للقيام بكل حرف، كما ويجب أن تعمل اليد والعين معًا. ولتعليم الكتابة للأطفال، يجب أن يكونوا مستعدين للكتابة؛ وذلك بأن يصلوا إلى مرحلة نمو تمكنهم من التعرف على الحروف وإعادة كتابتها، وأيضاً إلى المرحلة التي يرغبون فيها الاتصال بالآخرين.

التدريب المبكر

وهو شيء مهم، ويتعلم المتدرب على كيفية تشكيل الحروف من الموضوعات التي من الأفضل التعامل معها منذ بداية الحياة الدراسية. ومن الممكن تقسيم تعليم الكتابة إلى جزءين لهما الأهمية نفسها؛ يهتم الجزء الأول بالنظام الكتابي والحروف ذاتها، ويهتم الجزء الثاني بالنواحي العملية للكتابة اليدوية، والتي تشمل كيفية الجلوس، وكيفية وضع الورقة، وكيفية مسك القلم لكي يكون الكاتب مرتاحاً في كتابته. ويحتاج الكاتب أن يحرك ذراعه بحرية أثناء الكتابة، ويجب عليه أن يضمن أن الكتابة لن تصبح شيئاً مزعجاً له.

نشأت الألفباء الكتابية قبل مئات السنين. انظر: الألفباء. وصُمِّمت الألفباء لتتناسب مع اللغة التي نتحدثها والأدوات التي نستخدمها. لكل نظام كتابي قوانين خاصة به؛ ففي اللغة العربية توجد القوانين التالية: 1- اتجاه الكتابة من اليمين إلى اليسار بدءًا من أعلى الصفحة. 2- يجب أن يبدأ الحرف من مكان معين ويتحرك في اتجاه خاص. وربما لاتبدو أهمية ذلك مع الحروف المنفصلة، ولكن مما لاشك فيه، أن الحروف يجب أن تربط بنمط متحرك ومدرك. حالما تتكون الحركة الخاطئة يكون عادة من الصعوبة بمكان تغييرها، ولهذا السبب فالتدريب المبكر في حركة الحروف أمر مهم 3-للحروف ارتفاعات وانخفاضات مختلفة تساعد على سهولة قراءة الكتابة اليدوية.

إن أول ما يحتاج إليه الأطفال هو تعلُّم الحروف بسيطة الرسم. وهناك أمور أخرى من الواجب شرحها للمتعلِّم مثل الحروف المتصلة والمنفصلة والمسافات، وهذه أكثر أهمية من معرفة مقدار الانحدار أو تناسق الحروف بعضها مع بعض. إن علامة الكتابة اليدوية الجيدة لأي أسلوب كان، هو الثبات على نمط واحد. ويكون استخدام النماذج شيئـًا مفيدًا للأطفال، ولكن حالما يستطيعون الكتابة بحرية، وحركة جيدة، يكون التدريب الكامل مريحـًا لهم. وبهذا يستطيع الأفراد البدء في تطوير حروفهم الذاتية وطرقهم المختصرة التي تؤدّي بدورها إلى النضج والكفاية في الكتابة اليدوية. وإن من شروط هذا التطور الذاتي عدم الخروج عن الوضوح والقدرة على قراءة المكتوب.

طريقة الكتابة اليدوية

وضْع الكاتب أثناء الكتابة أمر مهم في الكتابة اليدوية الجيدة. تؤدي الطريقة التي يجلس بها الكاتب، وطريقة مسك القلم، وأماكن وضع الورقة إلى اختلافات كثيرة للكتابة الفعلية للحروف. فيجب أن يكون الكرسي والطاولة أو المنضدة في الارتفاع المطلوب، ويكون السطح المائل غالبًا أفضل من السطح المستوي، وموقع الورقة شيء مهم ومشجع للكتابة الجيدة. ويجب أن تعطى المسافة الكافية للأطفال لتجريب وإيجاد الوضع المناسب لهم. ومن الأفضل عادة، وضع الورقة إلى جانب اليد المستخدمة في الكتابة، وهذا يؤدي بدوره إلى أن يرى الكتَّاب مايقومون بكتابته. ويضع مستخدمو اليد اليمنى الورقة في الجهة اليمنى، بينما يضعها مستخدمو اليد اليسرى في الجهة اليسرى وبهذا يمكن إمالة الورقة قليلاً، لو رغبوا في ذلك.

أقلام الرصاص والحبر

إن الذي يكون مريحًا ليد ما، أو يناسب نوعًا معيَّنًا من الكتابة، ربما لايناسب تمامـًا الأخرى. وهنالك العديد من الأقلام، فمنها الثخين والرفيع والدائري والمثـلـث والمسدس الشكل، وهنالك أيضا اختلاف في درجة النعومة والثخانة. ويحتاج الأطفال إلى مجموعة منوعة من الأقلام، ويكون من المناسب تشجيع كبار التلاميذ على تجريب الأنواع المختلفة من الأقلام.

يوجد العديد من الطرق لإنجاز الكتابة، لذا لاتوجد قوانين سهلة عن كيفية مسك القلم. حققت الطريقة التقليدية لمسك القلم بالقوائم الثلاثة (الأصبعين الأوليين ـ الوسطى والسبابة ـ مع الإبهام) نتائج جيدة في استخدام أقلام الرصاص وأقلام الحبر. وتعمل الأقلام الحديثة جيداً بزاوية أكثر استقامة، وهذا بديل آخر لمسك القلم، والذي قد يساعد الذين يكتبون كثيراً وذلك باستخدام الأقلام ذات الرؤوس الليفية الرفيعة، وكذلك الأقلام ذات الرؤوس الكروية، والتي من الممكن تقريـبـًا مسكها بطريقة عمودية.

يضع الطلاب الذين يعانون من عدم الارتياح في الامتحانات القلم بين السبابة والوسطى ؛ وذلك قبل ترتيب أصابعهم عند رغبتهم في مسك القلم. توصل إلى فوائد هذه المسكة العالم البلجيكي في الجهاز العصبي كلورت من عام 1940م إلى عام 1960م، وتسمى هذ المسكة أحيانا بمسكة كلورت للقلم.

أدرك معلمو الكتابة في الماضي مثل جراردوس مركاتور (1512 - 1594م) العلاقة بين طريقة الإنجاز ومسكة القلم وما ينتج من أشكال الحروف. فعندما يتغير عنصر يؤدي إلى تغير الآخر. وقد تمت في العالم الحديث، تغييرات واسعة في أدوات الكتابة بغض النظر عن نتائج ذلك للكتابة اليدوية.

مستخدمو اليد اليسرى

ربما يجد مستخدمو اليد اليسرى مشاكل في حروف الكتابة التي يبدو أنها صُمّمت لتناسب مستخدمي اليد اليمنى. يجب ألا يغير الإنسان اليد المستخدمة في الكتابة إذا كان هو بطبيعته يستخدم اليد اليسرى؛ فقليل من الأفكار قد تجعل الحياة له أسهل، لذا قد يستفيد الأعسر من التالي:

  1. كرسي مرتفع قليلاً.
  2. قلم ذي رصاص ناعم لايترك ثقوبًا على الورقة، وبمرور الوقت يستخدم قلمًا حديثًا لايلطخ الورقة.
  3. مسافة على الطاولة لوضع الورقة في الجهة اليسرى في مكان يريح اليد والعين.
  4. عدم مسك القلم قريبـًا من السنّ. هذه التوجيهات العملية تساعد مستخدمي اليد اليسرى في الكتابة ؛ وذلك في رؤية مايكتبون، وكذلك الكتابة براحة من الجهة اليمنى إلى اليسرى.

قد يحتاج مستخدمو اليد اليسرى عند كتابة الحروف إلى مساعدة محددة مثل:

  1. التوجيه في المراحل الأولى في الاتجاه عند كتابة الانجليزية من اليسار إلى اليمين، وفي حركة الحروف المنفردة.
  2. يجد بعض مستخدمي اليد اليسرى في الكتابة صعوبة في كتابة الحروف المائلة الإنجليزية إلى الأمام. وتُصبح هذه مشكلة فقط عندما يُطلب أو يُجبر مستخدمو اليد اليسرى على اتباع نموذج معين أو يُنتقدوا على كتابة الحروف مائلة إلى الخلف 3- ربما يجد مستخدمو اليد اليسرى صعوبة في ربط بعض الحروف السهلة على مستخدمي اليد اليمنى. تؤدي قلة الربط بين الحروف، ورفع القلم عن الورقة غالبـًا إلى زيادة في راحة الكاتب وفاعلية الكتابة.

نماذج الكتابة باليد

تمتلك بعض الدول نماذج وطنية للكتابة اليدوية. ويتدرّب كل طفل على محاكاة النموذج نفسه في المدرسة الابتدائية وأحياناً فيما يليها. وفي بعض الدول يُترك القرار للحكومات المحلية، وفي دول أخرى يترك القرار للمدارس ذاتها. ويمكن أن يواجه الطلاب بعض المشاكل عند الانتقال إلى مدرسة جديدة في منطقة أخرى، ولهذا يلزمهم تغيير نموذج كتابتهم وأسلوبهم، وهو أمر ليس سهلاً.

يتجنب النموذج الوطني للكتابة اليدوية مثل المشكلة المذكورة سابقًا ولكن يقع في مساوئ أخرى. قد يعني الإلحاح على نموذج بعينه أن يحقق الأطفال كتابة متشابهة ومنتظمة في مظهرها، وفي مقدور مثل هذه الكتابة أن تعطي عرضاً جذاباً داخل الفصل، ولكن لايتعلم الكاتب اختصارات شخصية وحيوية، وعندما يحين الوقت للكتابة بسرعة، قد لايستطيع التلميذ ذو الكتابة الجميلة والمبنية على المعايير السليمة للكتابة اليدوية أن يستمر بأخذ الملاحظات في المراحل التي تلي المرحلة الابتدائية.

لايوجد برهان على أن نموذجـًا أفضل من الآخر، ولكن يعتقد الكثير من الناس أن طريقة ومدخل المدرس شيء مهم. وعلى كل حال لاتعني زيادة الحرية في الأسلوب أن ننسى محاسن العرض الجيد. وفي المقابل، من الخطأ أن نخلط بين الكتابة اليدوية الجميلة التي تحظى بطبيعة جمالية وفنية تقليدية وبين الكتابة اليدوية اليومية.

الوصل

تقسَّم الحركات التي تُستخدم في الكتابة باليد إلى حركات يمكن أن يراها الكاتب، حيث يكون القلم على الورقة، وحركات لايراها الكاتب لرفع القلم عن الورقة وتتبع اليد في موازاة السطر. والاختلاف الوحيد بين الحروف المنفصلة والحروف المتصلة هو أن القلم في الحروف المتصلة لايرفع من الورقة ليربط بين الحروف. تُملي بعض المدارس بعض نماذج الكتابة وترى أن تكتب الكلمة الواحدة بدون رفع القلم، بينما ترى أخرى بأن الربط يجب أن يكون فقط لنوع معين من الحروف.

كتب الناس في الماضي بأقلام مصنوعة من الريش أو بأقلام ذات رؤوس معدنية، فلو توقف الكاتب في منتصف الكلمة سال القلم وترك آثارًا أو نقطـًا من الحبر، ولذا كان الاستمرار أو الربط في الكتابة شيئًا ضروريًا. ونستخدم اليوم الأقلام الحديثة التي تمسك بطرق مختلفة.

قد تحتاج أصابعنا للراحة في وسط الكلمة أو قد نحتاج لتحريك أيدينا على طول السطر. يقترح مدرسو الكتابة عادة على الكتَّاب أن يرفعوا القلم، عندما يرغبون في ذلك. وقد تحتاج الكتابة الدائرية الكبيرة إلى رفع القلم أكثر من الكتابة الصغيرة البيضية الشكل.

تساعد بعض الروابط في الإسراع في الكتابة اليدوية؛ وذلك لقلة الوقت الذي يُصرف في رفع القلم وإعادة وضعه مرة أخرى. وتظهر بعض الروابط الكتابة أكثر جمالاً ونضوجـًا، وتكون الكتابة اليدوية المتصلة بطريقة سيئة أكثر صعوبة في القراءة وأقل كفاءة في الكتابة ذاتها

.

عند تعلُّم وصل الحروف، يُنتقد الطلاب غالباً على عدم ترتيب كتابتهم، وبهذا ينصرفون لكتابة الحروف المنفصلة، وهم يائسون من تطوير كتابة ناضجة. ويحتاج الوصل إلى التدريب الجيد والجدير بالوصول به إلى مستوىً يناسب حاجات الأفراد.

مشاكل الكتابة اليدوية

تظهر المشاكل عادة عندما يدرَّس الأطفال تدريسـًا غير واف أو غير مناسب، أو عندما تكون هناك مشاكل بدنية. فمشكلة البصر أو الرؤية، ومشكلة التنسيق بين اليد والعين تظهر في الكتابة، وذلك لاشتراك اليد والعين معـًا في العمل الكتابي. وتكون الكتابة السيئة نتيجة مشاكل أخرى تؤثر في كتابة الحروف، فنجد أن صعوبات التهجئة والتوتر وعدم الارتياح تؤثر جميعـًا في الاسترسال في الكتابة. تدل الكتابة الضعيفة على أن هنالك مشكلة، وأن التحدي الحقيقي للمدرسين هو التعرف على تلك المشكلة ومن ثم التغلب عليها.

وإذا كانت الحركة الأساسية لأي حرف غير صحيحة وجب تغييرها. ولكن تغيير حركة الحرف لابد أن تتم من خلال التغلب على الكتابة من الزوايا الجسمية. وهذا يتطلب أن يؤخذ في الاعتبار ما إذا كانت الطريقة التي يمسك بها الكاتب القلم تؤثر على الرسم الكتابي أم لا. وكذلك امكانية انتقال التوتر الحاد بشخص إلى يده وتأثير ذلك على طريقة كتابته للحروف. ويقترح لتغيير حركة الحرف أن يتعلم الكاتب تحريك يده في اتجاه مختلف.

هناك ارتباط وثيق بين اليد والحروف. فتغيير إحداهما يؤدي إلى تغيير الأخرى. إن خصائص مثل الميل وانسجام الحروف بعضها مع بعض تعتمد على كيفية مسك الكاتب للقلم، أو أماكن وضع يده. وبمعرفة هذا يستطيع الكتَّاب التجريب ومن ثم الارتياح، وبالتالي حل مشاكلهم. قد يكون من النادر أن يحسِّن الكاتب كتابته عن طريق تقليد نموذج آخر للكتابة. ويعتقد الكثير من مدرسي الخط أنه من الأفضل لتحسين الكاتب لكتابته أن يتبع طريقة أخرى أفضل.

ومن المحتمل أن تساهم المساعدة العملية والإطراء في تحسين الكتابة أكثر من النقد. والنقد غير الموضوعي شيء مثبط وغير مجدٍ. قد تشير بعض التعليقات الناقدة مثل "كتب بطريقة سيئة" إلى أنه كتب خارج إطار الصفحة أو أن به محوًا متكررًا بسبب أخطاء إملائية أو أن حروفه غير مقروءة. إضافة إلى ذلك، فإن الحكم لما هو مقروء أو مقبول شيء ذاتي ومتأثر بتوقعات القارئ وخبرته وتفضيله الشخصي لأسلوب معين من الكتابة.

نبذة تاريخية

طرق الكتابة الأولى. اختُرع أول أنظمة الكتابة عندما شعر الناس بأهمية الحاجة إلى حفظ سجلات دائمة. ويمكن تتبع ظهور واختفاء الحضارات القديمة من خلال كتاباتهم. لذلك قد تتلاشى الحضارات وتصعب إمكانية تتبع حركة تطورها إذا لم يتوفر نظام كتابي لحفظ تاريخها. نشأت نظم الكتابة منفصلة من خلال عدة حضارات وتأثرت بالمواد الطبيعية التي وجدت بمناطق مختلفة. نشأت الكتابة المسمارية في سومر حوالي عام 3000 ق.م. انظر: الكتابة المسمارية. ونشأت هذه الكتابة على النظام المقطعي، وهو شكل من أشكال الكتابة التصويرية أساسـًا. وفي نفس الزمن تقريبًا، نشأت الكتابة الهيروغليفية في مصر. انظر: الهيروغليفية.

كُتبت تلك العلامات على ورق البردي باستخدام أقلام القصب أو حفرت على كتل صخرية. وفي أقصى الشرق ـ في الصين ـ ظهر نوع من الكتابة، وتطورت إلى أن أصبحت حروفـًا أو رموزًا تمثل أفكارًا، وما زال هذا النوع مُستخدمـًا في عصرنا الحاضر. واستخدم أصحاب حضارة وادي السند الكتابة التصويرية وهي تمثيل تصويري للأشياء. فعلى سبيل المثال ترمز صورة الشمس للشمس ذاتها. أما الكتابة الفكرية أو الرمزية فصورة الشمس تمثل الضوء. وكلا النظامين مفيدان حيث إنه يمكن فهمهما في أي لغة وكلاهما مستخدم في عصرنا الحاضر في لافتات الشوارع المميزة عالميـًا.

انتشرت الحضارات والكتابة حول منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتطورت حروفنا الهجائية الحالية من الحروف النبطية. انظر: الكتابة؛ الكتابة العربية.

اخترعت الطباعة الآلية في الصين. وقد انتشرت هذه الوسيلة في أوروبا وباقي بلدان العالم في بدايات القرن الخامس عشر الميلادي، وساعد هذا على إخراج الكتب بسرعة كما ساعد على انتشار التعلم وتطور النظام المدرسي. وأصبحت المدرسة والتهجئة من المعايير الأكثر رسوخاً في المجتمع، والكتابة من علامات التعليم الجيد، لذا وُظف البارعون في الكتابة عند الأسر الكبيرة لتعليمهم الكتابة. ومن خلال الدواوين الحكومية والجامعات الجديدة في الشرق والغرب، كان هناك عمل كتابي شامل أدى إلى استخدام الكتابة في عدة أمور دينية وغير دينية. وظهرت أشكال مختلفة من الكتابة لأهداف متنوعة، وهذه الأشكال والأهداف تختلف من دولة لأخرى.

تغيرت طرق استخدام الكتابة اليدوية في جميع أنحاء العالم، حتى اختراع الآلة الكاتبة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي والتي قضت على كثير من معاناة الكتبة. استطاع الحاسوب والتقنية الحديثة الأخرى في عصرنا الحاضر التقليل من الإجهاد في إنتاج كتابة تتميز بالثبات والوضوح والسرعة.

تطورت الكتابة اليدوية مع التطور الهائل في أدوات الكتابة، وأدت الأقلام العريضة المصنوعة من الريش لظهور الأقلام ذات الرؤوس، ومن ثم لذوات الرؤوس المعدنية الرفيعة، وإلى أقلام الحبر، وأخيرًا إلى الأقلام ذات الرؤوس الكروية الحديثة، والأقلام ذات الرؤوس الليفية الرفيعة.

جلب كل تغيير أشكالاً جديدة خاصة في اللغات وطرقا جديدة في مسك القلم. والكتابة اليدوية بحد ذاتها شيء مشوق ومثير عند نشأتها الأولى؛ لذا عمل الناس على تطوير أشكال جديدة لها لتناسب احتياجاتهم، وكذلك طرق وأدوات الكتابة في المستقبل.


المراجع

الموسوعة المعرفية الشاملة

التصانيف

تصنيف :فكر  تصنيف :اصطلاحات   تصنيف :مصطلحات أدبية