يرتبط الزواج في المجتمع السعودي بالتعاليم الإسلامية، التي لا يجوز فيها الاتصال المباشر بين المرأة والرجل إلا من خلال شروط وضوابط دينية معينة، إلا أن التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية بشكل عام، وغزو الإنترنت لكل البيوت، أفرزت عادات جديدة في الزواج، حيث اصبح مئات الشباب والفتيات يتعارفون بشكل يومي من خلال الإنترنت أو من خلال رسائل البريد الإلكتروني أو من خلال إعلانات الزواج المختلفة. والسؤال هو: كيف ينظر الشباب السعودي لهذا الأسلوب الجديد من الزواج؟ في البداية تروي هالة خضر تجربتها الشخصية حول الزواج عبر الإنترنت قائلة: \"هناك مساوئ كثيرة مرتبطة بهذه الطريقة الغريبة للزواج، أهمها انه يفتقر للثقة بين الطرفين، لقد قبلت أن أتزوج بهذه الطريقة، وها أنا ادفع الثمن من سعادتي وكبريائي،
حيث اكتشفت أن الشخص الذي تعرفت عليه عبر الإنترنت وتعلقت به لم هو الشخص نفسه الذي تزوجته، وانه إنسان عصبي شديد الغيرة وعديم الثقة بي وبنفسه، وانه يجب افتعال الشجار لاتفه الأسباب، كما كان يعايرني بالطريقة التي تزوجنا بها، ووصلت درجة غيرته عليُ وشكه في سلوكي أن بيتنا اصبح يخلو من أية وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي إلا هاتفه النقال فقط، لقد سئمت هذا العذاب الذي لا ذنب لي فيه، سوى أنني صدقت أوهام الحب عبر أثير الشبكة العنكبوتية المرعبة
\". ومن جهته عبر عهد الخالدي (25 سنة)، عن رفضه للزواج عن طريق الإنترنت، قائلاً: \"مصير هذا الزواج بلا شك هو الفشل، لانه يثير شكوكاً لدى الزوج في زوجته، فالإنترنت مثل أي جهاز آخر يستخدمه الشباب للإتصال بالفتيات بعيداً عن أي رقابة، حيث يعطي كل طرف للآخر صورة وهمية عن نفسه وشخصيته ونظرته للمستقبل أيضاً، ومع مرور الوقت وإستمرار الحديث من خلال الشبكة قد يتم ترتيب لقاءات وتنكشف من خلالها حقيقة كل منهما أمام الآخر، مما يثير في نفس الشاب الكثير من الشكوك والتساؤلات، لذلك تنتهي هذه العلاقة بالفشل والفراق لأنها مجرد نزوة عابرة، وهنا يجب التأكيد على أهمية إحكام الأهل الرقابة والمتابعة لأحوال فتياتهن، وإلا يتركونهن أمام الإنترنت من دون رقيب أو في الأسواق والمقاهي برفقة الخدم والسائقين بلا وعي أو رادع، لان ذلك يجعلهن في نظر الشباب مجرد مستهترات غير صالحات لان يكن زوجات وأمهات\". أما صالح السهلي (25 سنة) فلا يمانع في الزواج بهذه الطريقة على اعتبار أن الإنترنت مجرد وسيلة تعارف حديثة بين الطرفين حيث يقول: \"على الرغم من غرابة الفكرة بالنسبة لمجتمعنا الشرقي المحافظ، إلا أنني اعتبر الإنترنت وسيلة تعارف بين الجنسين لا اكثر ولا اقل، شأنها في ذلك شان بقية وسائل الاتصالات الأخرى، فالزواج يخضع لإتفاق الطرفين وللعديد من الإعتبارات والمقاييس المتعارف عليها في مجتمعنا، والأمور هنا تخضع لحكمة الطرفين ومدى ملاءمتها وتفهمهما لحاجات بعضهما بعضاً\". من جهته يشدد يحيى بابعير على بعض النقاط التي يجب أن يعيها الشباب، في كيفية التعامل مع هذه التقنية الحديثة بقوله: \"المجتمع السعودي متحضر، يقبل الحضارة ويأخذ ما يناسبه منها، لكن وفق التعاليم الإسلامية والعادات والتقاليد التي نعتز ونفخر بها جميعاً، وأنا ارفض الطرح القائل أن الإنترنت سوف تغير ذلك، وستصبح تلك التعاليم والتقاليد ضرباً من الماضي، الإنترنت مجرد وسيلة تواصل وستظل كذلك، والدليل على ذلك كثرة التقنيات الحديثة التي غزت المجتمع السعودي من قبل، فهل غيرت من تقاليدنا العريقة؟00 الجواب بالطبع لا\".
المراجع
www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=338موسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث
|