ضربت حنان بسمعتها عرض الحائط وراحت تبحث عن أي شاب ترتبط معه بعلاقة عاطفية وكانت تختاره بعيدا عن محل إقامتها وتنتقل من علاقة إلى أخرى من دون أن تعبأ بشيء...
ساءت سمعة حنان وبدأت الفتيات من أبناء الجيران يتعاملن معها بحذر ومن ثم شعرت حنان بأن طوق نجاة امتد إليها حينما طرق “سيد” بابها يطلب يدها.
أحاطت أسرة حنان “سيد” بالرعاية الكاملة منذ اللحظة الأولى على اعتبار أن حنان بدأت تدخل في المرحلة الحرجة لسن الزواج، وبعد أن تمت الخطبة بدأت مشاعر سيد تتحرك نحو حنان بقوة فأحبها وارتبط بها بشكل ملحوظ واستبشر البعض خيرا ظنا منهم في استقامة أمور حنان، وبالفعل هدأت ثورة الفتاة وبدأ الهدوء مخيما على تصرفاتها إلى حد كبير.. وتحقيقا لرغبة أسرة حنان وافق سيد على أن يبحث عن شقة بجوار أسرتها، وتم عقد القران والزفاف خلال فترة وجيزة.. واجتمع سيد مع حنان تحت سقف منزل واحد معاهدة إياه على أن تبذل كل ما في وسعها لإسعاده، واتفقت معه على أن تشاركه النفقات من خلال بحثها عن فرصة عمل وبدأت مسيرة الحياة الزوجية في الاتجاه الصحيح، وكم كانت سعادة سيد حينما أنجبت له طفلا. ودارت عجلة الحياة وبدأ الزوجان يشعران بالرغبة في الانتقال إلى مسكن اكثر اتساعا وخلال أيام عثرت حنان على المسكن المناسب في بيت سيدة تدعى “أم عبدالمجيد”، وخلال فترة بسيطة انتقلت الأسرة إلى المسكن الجديد وهناك بدأت الحلقة الأولى من السيناريو البشع للتخلص من سيد، فالشقة الجديدة كانت مقابلة للشقة التي تقيم فيها “أم عبدالمجيد” مع وحيدها “عبدالمجيد” مفتول العضلات قوي البنان.
لم يكن عبدالمجيد بطبعه مشاغبا أو زير نساء بل كان شابا مكافحا يسعى إلى رزقه من خلال عمله كسائق، وظلت والدته حريصة على تشجيعه من أجل أن يبحث عن بنت الحلال ليكمل نصف دينه إلا انه كان يتعلل بعدم رغبته في ذلك، وبحكم الجيرة تبادل عبدالمجيد النظرات مع حنان وبدأت تتحدث معه بالطريقة التي توقظ مشاعره وتلهب أحاسيسه، وبعد فترة وجيزة شعر بأن حنان قد حركت كل ساكن داخل نفسه فملكت مشاعره وأضحت كل شيء في حياته، اصبح يفكر فيها طوال الليل ويعود بسرعة قبل انتهاء عمله لينعم برؤياها والتحدث إليها كلما حانت الفرصة. في البداية لم يكن عبدالمجيد يعرف ما الذي ينتظره من هذه العلاقة سوى انه يشعر بأحاسيس داخلية تحركه نحو حنان، وذات مساء التقى العشيقان واستغلت حنان تأخر الزوج في العمل ودعته لتناول الشاي بمنزلها وأثناء ذلك تجاذبا أطراف الحديث وبدأ كل منهما يوجه نظرات ساخنة إلى الآخر، بعدها شعر كل منهما بأنه لا يستطيع الاستغناء عن الآخر مهما كانت التضحيات، وتعددت اللقاءات المحرمة بينهما فأصبحت حنان مستعدة للاستغناء عن كل شيء في الوجود في سبيل الحفاظ على هذه العلاقة.
وذات مساء بينما بلغت حنان ذروة النشوة فاتحت عبدالمجيد في رغبتها في التخلص من الزوج كي يخلو لهما الجو وتتزوجه بعد ذلك، صمت العشيق طويلا وفي النهاية أبدى موافقته واستعداده لتنفيذ هذا الاقتراح الإجرامي، فاتفقا على أن يدلف عبدالمجيد في منتصف الليل إلى الشقة عن طريق الشباك الذي ستتعمد حنان تركه مفتوحا ليرتكب جريمته في هدوء، وحينما حانت ساعة الصفر التي اتفقا عليها قفز عبدالمجيد من شباك المنزل، وحينما شعر بأن الزوج يتقلب في نومه اختبأ في إحدى الحجرات وظل بها نحو ساعة حتى اطمأن تماما إلى نوم الزوج، فاقتحم غرفة النوم ووجه إلى صدر “سيد” طعنة قوية تلتها طعنات متوالية، وبعد دقائق لم يحتمل جسد الزوج المسكين مقاومة الطعنات المتلاحقة في أجزاء متفرقة من جسده فخر على أثرها مغشيا عليه ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
واتفق عبدالمجيد معها على أن تطلق صراخا قويا وتدعي أن ملثمين اقتحما الشقة وقتلا الزوج وبالفعل نفذت الخطة، إلا أن نظرات الرعب الصامتة التي كانت تطل من وجه حنان دفعت رجال الشرطة للتركيز على استجوابها وبتضييق الخناق عليها انهارت واعترفت تفصيليا بالحادث.
وبعد إلقاء القبض على عبدالمجيد تبادلا الاتهامات وادعى كل منهما أن الآخر حرضه على ارتكب الجريمة. أحالت النيابة المتهمين إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد حيث أصدرت حكمها بالإعدام شنقا للعشيق، والسجن مدى الحياة للعشيقة.
المراجع
الموسوعة الإلكترونية العربية
التصانيف
قصص مجتمع الآداب قصة