هُوَيْنَاكَ مِنْ لَوْمٍ على حُبٍّ تَكَتّمَا،
وَقَصْرَكَ نَسْتَخبِرْ رُبُوعاً وأرْسُمَا
تَحَمّلَ عَنها مُنجِدٌ مِنْ خَليطِهِمْ،
أطاعَ الهَوَى، حتّى تَحَوّلَ مُتْهِمَا
وَمَا في سُؤَالِ الدّارِ إدْرَاكُ حَاجَةٍ،
إذا استُعجِمَتْ آياتُهَا أنْ تَكَلّما
نَصَرْتُ لهَا الشّوْقَ اللّجوجَ بأدْمُعٍ
تَلاَحَقْنَ في أعقابِ وَصْلٍ تَصَرّما
وَتَيّمَني أنّ الجَوَى غَيرُ مُقْصِرٍ،
وأنّ الحِمَى وَصْفٌ لمَنْ حَلّ بالحِمَى
وَكَمْ رُمتُ أنْ أسْلُو الصّبَابَةَ نازِعاً،
وَكَيفَ ارْتِجاعي فائِتاً قد تَقَدّما
أُؤلّفُ نَفْساً قَد أُعِيدَتْ على الجَوَى
شَعاعاً، وَقَلْباً في الغَوَاني مُقَسَّما
وَقد أخَذَ الرُّكبانُ أمسِ، وَغادَرُوا
حَديثَينِ مِنّا ظَاهِراً، وَمُكَتَّما
وَمَا كانَ بادي الحُبّ منّا وَمنكُمُ
ليَخْفَى، وَلا سِرُّ التّلاقي ليُعْلَمَا
ألا رُبّما يَوْمٌ مِنَ الرّاحِ رَدّ لي
شَبَابيَ مَوْفُوراً وغَيِّ مُذَّمَما
لَدُنْ غُدْوةً حتّى أرَى الأُفقَ ناشراً،
على شرْقِهِ، عُرْفاً من اللّيْلِ أسحَمَا
وَمَا لَيْلَتي في باطُرْنْجى ذمِيمَةٌ،
إذا كانَ بعضُ العيشِ رَنْقاً مُذَمَّما
طَلَعتُ على بَغدادَ أخْلَقَ طالِبٍ
بنُجْحٍ، وأحرَى وافِدٍ أنْ يُكَرَّمَا
شَفيعي أميرُ المُؤمِنِينَ، وَعُمْدَتي
سُلَيمانُ، أحبوهُ القَرِيضَ المُنَمْنَما
قَصَائِدُ مَنْ لمَ يَسْتَعِرْ مِنْ حلِيّها
تُخَلّفْهُ مَحرُوماً من الحمْدِ مُحرَمَا
خَوَالِدُ في الأقْوَامِ يُبْعَثْنَ مُثَّلاً،
فَما تَدرُسُ الأيّامُ منهُنّ مَعْلَمَا
وَجَدْنَ أبا أيُّوبَ، حيثُ عَهِدَنْهُ،
من الأنسِ لا جَهماً، ولا مُتَجَهَّمَا
فَتًى، لا يُحبُّ الجُودَ إلاّ تَعَجرُفاً،
وَلاَ يَتَعَاطَى الأمْرَ إلاّ تَهَجُّمَا
ثِقَافُ اللّيالي في يَدَيْهِ، فإنْ تَمِلْ
صُرُوفُ اللَّيالي رَدّ مِنْهَا، فَقَوّما
مَليءٌ بِألاّ يَغْلِبَ الهَزْلُ جِدَّهُ،
ولو رَاحَ طَلْقاً للنّدى، مُتَبَسِّما -tE-

 

عنوان القصيدة: هويناك من لوم على حب تكتما

بقلم البحتري


المراجع

poetsgate.com

التصانيف

شعراء   الآداب