كان بيرل صحفي من ذوي الخبرة العالية، حيث عمل لدى صحيفة وول ستريت جورنال بأتلانتا وواشنطن ولندن قبل أن ينتقل إلى مومباي ليصير مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط.

وقد أثنى عليه بسبب تساؤلاته، فعلى سبيل المثال، تساءل اثناء الحرب اليوغوسلافية في التسعينيات عما إذا كان قتل المئات من سكان كوسوفو على يد القوات الصربية يمكن أن يُصنف بأنه إبادة جماعية.

وكان أول الصحافيين الذين كشفوا بأن الولايات المتحدة بثت هجوما بالصواريخ على مصنع خاص للأدوية في سنة 1998 بدلا من مصنع للأسلحة الكيميائية لتنظيم القاعدة كما صرحت الحكومة انذاك. لقد أدت مثل هذه التقارير إلى اعجاب زملائه الذين وصفوه بأنه غير خائف من تحدي الحقائق المقبولة.

بتاريخ 23 كانون الثاني من سنة 2002، كان يعمل دانييل بيرل كمدير لمكتب جنوب آسيا لصحيفة وول ستريت جورنال في مكتبها في مومباي، اختطف بيرل من قبل مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة عندما كان في طريقه إلى كراتشي بباكستان لمحاكمة العقول المدبرة لمحاولة فاشلة بتفجير طائرة في كانون الأول سنة 2001 التي قام بها ريتشارد ريد، وهو إرهابي بريطاني معروف باسم “مفجر الحذاء”.

تزايد القلق بعد اختطافه واطلقت النداءات الدولية التي اشتدت بتاريخ 30 كانون الثاني عندما تلقت وسائل الإعلام المختلفة عبر بريد إلكتروني صور لبيرل بمسدس في رأسه. وهدد خاطفوه بقتله ما لم يتم يتلقى السجناء المحتجزين في غوانتانامو معاملة أفضل.

بتاريخ 21 فبراير ، أصدر خاطفو بيرل شريط فيديو يؤكدون فيه انه قتل بقطع الرأس. وبعد ثلاثة أشهر تم العثور على جثته المشوهة في قبرٍ ضحل.قبضت السلطات الباكستانية بسرعة على الخاطفين. وفي شهر تموز من سنة 2002، حكمت محكمة مكافحة الارهاب في كراتشي بالإعدام على زعيم عصابة الخاطفين، وبالسجن لمدة 25 عاماً على ثلاثة آخرين.

ومع ذلك، هناك شكوك بوجود شبكة أكبر متورطة في الجريمة.في سنة 2007، رفعت ماريان بيرل دعوى قضائية ضد أعضاء تنظيم القاعدة، وبنك في كراتشي، وجمعية خيرية لدورهم المزعوم في قتل زوجها. بعد أحد عشر عاما على قتله، يستمر اعتقال متهمين جدد من بينهم مقاتل في كراتشي عام 2013.

أنشئت أسرة بيرل مؤسسة دانيال بيرل بغرض  تشجيع “الاحترام المتبادل والتفاهم بين الثقافات المتنوعة من خلال الصحافة والموسيقى والحوار”، حيث تعتبره احتفال ومشاركة لشغف بيرل. وتقدم المؤسسة المنح الدراسية لجلب صحفيين من الشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى الولايات المتحدة للعمل مع الصحف الأميركية، كما تعمل على برامج تدريبية للصحفيين الشباب وبرنامج محاضرات ومشروع يوم الموسيقى العالمي والجمع بين الموسيقيين من مختلف أرجاء العالم.

إذا كان قتلة دانيال بيرل ينوون زرع الخوف وإخضاع الآخرين، فقد قاموا بدلا من ذلك بالهام إنشاء مجموعة من أجل عمل الخير. في سنة 2011، تم منحه بعد وفاته من قبل المعهد الدولي للصحافة جائزة بطل العالم لحرية الصحافة.

إن عملية خطف وقتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل عام 2002 في باكستان التي تسببت بصدمة في أنحاء العالم، تحولت إلى انذار لحدوث المزيد من الأحداث المأساوية في المستقبل. في السنوات اللاحقة، خطف المتطرفون في مناطق الصراع بالشرق الأوسط صحفيين آخرين، وعانى الكثيرون من قتل وحشية مثل ما حدث له.

بعد وفاة دانيال بيرل في سنة 2011، تم منحه جائزة بطل العالم لحرية الصحافة التي يمنحها المعهد الدولي للصحافة، وقالت أرملته ماريان بيرل بهذه المناسبة: تعرف الصحافة النوعية من خلال الإرادة الحقيقية لملاحقة الحقيقة من اجل تمكين المواطنين وتحقيق العدالة للجميع. من خلال تسليط الضوء على تلك القيم التي تحترمنا كمجتمع، فإن الذين يمارسون الصحافة النوعية مثل داني لن يفشلون في إلهام الآخرين.


المراجع

ifex.org

التصانيف

أعلام من لوس أنجلوس، كاليفورنيا  أمريكيون من أصل إسرائيلي  يهود أمريكيون  الأشخاص الذين قتلوا في باكستان  الأمريكيين الذين قتلوا في الخارج  الأميركيين الإسرائيليين  الإسلام ومعاداة السامية  الإعدام في باكستان  الصحفيين الأمريكيين الذين تم اغتيالهم  الهجمات المعادية للسامية والحوادث  الوفيات الناجمة عن قطع الرأس  اليهود الأميركيين من أصل عراقي  تصوير قتل  جامعة برينستون، نيو جيرسي  خريجو جامعة ستانفورد  رابطة خريجي جامعة ستانفورد  صحفيون أمريكيون  ضحايا الإرهاب الأمريكي  ضحايا الإرهاب في باكستان  مغتربون أمريكيون في الهند  مواليد 1963  وفيات 2002  وول ستريت جورنال  يهود ميزراهي   العلوم الاجتماعية   صحفيين