تاريخ التعليم في الهند
كانت بداية التعليم في الهند بتدريس العناصر التقليدية مثل الديانات الهندية والرياضيات الهندية وعلم المنطق في العصور الهندوسية والبوذية المبكرة بواسطة مراكز التعليم مثل تاكسيلا ونالاندا قبل ظهور التاريخ. حيث أصبح التعليم الإسلامي متأصلWا في العصور الوسطى مع إنشاء الإمبراطوريات الإسلامية في الهند، وبعد ذلك انتشرت الثقافة الغربية مع مجيء الأوروبيين واستعمارهم للهند. وكانت سلسلة من التدابير المستمرة طوال النصف الأول من القرن العشرين وضعت في نهاية المطاف أساسًا للتعليم في جمهورية الهند.
بداية التاريخ
بدايات التعليم في الهند كانت تحت إشراف الغورو (زعيم القبيلة) وإن التعليم هو ممنوح على أساس الانتماء الطبقي والواجبات ذات الصلة الملقاة على عاتق الشخص بوصفه عضوا في طائفة معينة. فقد تعلم البراهمانيين حول الكتاب المقدس والدين في وقت أن أبناء طائفة الكشاتريا تلقوا تعليمهم في مختلف جوانب الحرب. وأبناء طائفة الفايشيا تعلموا التجارة ودورات أخرى محددة. في وقت أن أبناء طائفة شودراس (أدنى الطبقات) منعوا من التعليم المهني إلى حد كبير. ان حلقات التعليم الأولى في الهند في الغالب ما كانت منعزلة عن التجمعات السكانية الرئيسية. وكان من المتوقع أن يتبع الطلاب مبادئ رهبانية توجيهية صارمة كان يضعهاالغورو ويجب عليهم البقاء بعيدا عن المدن. ولكن مع ازدياد عدد السكان في إطار مراكز امبراطورية غوبتاأصبحت مراكز التعليم في الهند شائعة وملحوظة بشكل متزايد بشكل في المناطق الحضرية والمدن مثل فاراناسي ومركز بوذي في نالاندا.
التعليم في الهند في شكله التقليدي كان يرتبط ارتباطا وثيقا بالدين.من بين المدارس العقائدية كانت مدارس جاين والمدارس البوذية. حيث كان تعليم البوذيين الهيترودكس أكثر شمولا ومنفصل عن قواعد الرهبانية البوذية في التعليم فقد كان هناك مراكز تعليم متقدمة مثل تاكسيلا ونالاندا حيث كانت تعلم النحو والطب والفلسفة والمنطق والميتافيزيقيا والفنون والحرف اليدوية وما إلى ذلك. أولى المؤسسات العلمانية في التعليم العالي مثل تاكسيلا ونالاندا ظلت تعمل جيدا حتى بداية التاريخ والتحق بها طلاب من الصين وآسيا الوسطى.
حول موضوع التعليم كتب جوزيف برابهو ما يلي : "وخارج الإطار الديني فقد كان الملوك والامراء يتثقفون في الفنون والعلوم المتصلة بالحكومة والسياسة(danda-nıti) والاقتصاد(vartta) والفلسفة(anvıkski) والتقاليد التاريخية(itihasa). ومن مصدر موثوق فقد كان على الأغلب ما يقارن كاوتلياز ارذاشسترا بكتاب الأمير لنيكولا مكيافيلي لنظرته الدنيوية ونصب المكائد السياسية. يعود تاريخ الرجفيدا إلى 1500 سنة قبل الميلاد ويذكر الشعراء قصيدة البراشمافيندس جيدا وتحديدا لوبامودرا وغوشة. النساء قبل 800 سنة من الميلاد مثل غارغي ومايتريي تم اعتبارهن كرائدات في العلوم الدينية.كانت مايا والدة بوذا التاريخية الملكة المتعلمة بينما غيرها من النساء في الهند يساهمن في كتابة هذاالبالية الكنسي. وعلى الرغم من أن 154 ممن اخرجوا أدب سانجام هن من النساء. إلا أن التعليم والمجتمع في ذلك العصر كان يهيمن عليه الذكور المتعلمين.
أوائل التاريخ - العصور الوسطى
إن العلماء الصينيون مثل كسوان زانغ ويي جينغ قد وصلوا إلى المؤسسات التعليمية الهندية لدراسة النصوص البوذية. لاحظ يي جينغ بالإضافة إلى ذلك وصول 56 باحثا من الصين واليابان وكوريا. ومع ذلك فإن المؤسسات التعلمية البوذية صارت شيئا فشيئا وسيلة لإعطاء انبعاث التقليد البراهانزمي خلال تلك الحقبة. سافر علماء من الهند أيضا إلى الصين لترجمة النصوص البوذية. أثناء القرن العاشر سافر راهب اسمه دارمادفيا من نالاندا إلى الصين وترجم عددا من النصوص الهندية هناك. وهناك مركز آخر في فكراميشيلا حافظ على علاقات وثيقة مع التبت. المعلم البوذي اتيسا كان الراهب الأكبر في فكراميشيلا قبل رحلته إلى التبت.
من أمثلة الرعاية الملكية تشييد المباني أثناء حكم سلالة راستراكوتا في سنة 945 م.رتبت المؤسسات لمساكن متعددة للمتعلمين كما أن الدولة أيضا عملت على رعاية التعليم والترتيبات للطلاب والباحثين.ترتيبات مماثلة قدمتها سلالة تشولا في سنة 1024 م، والتي وفرت الدعم الحكومي للطلاب الذين يتم اختيارهم في المؤسسات التعليمية.من المدارس الكنيسة في الفترة بين القرن الثاني عشر والثالث عشر كانت مدرسة ناتاراجا الواقعة في تشيدامبارام وكان يعمل بها 20 امين مكتبة، من بينهم 8 من ناسخي المخطوطات و 2 كانوا يعملون من أجل التحقق من المخطوطات المنسوخة. بقية الموظفين وكلت اليهم واجبات أخرى بما في ذلك الحفاظ على المواد المرجعية وصيانتها.
منشأة أخرى لأثناء هذه المدة هو معهد اداندابورا الذي أنشئ خلال القرن الثامن تحت رعاية أسرة بالا. وطورت هذه المؤسسة العلاقات مع التبت وأصبحت مركزا للالتانترا البوذية.خلال القرنين العاشر والحادي عشر وصل عدد الرهبان إلى ألف أي ما يعادل قوة الرهبان في ماهابودي المقدسة. بحلول موعد وصول الداعية الإسلامي البيروني للهند كن لدى الهنود نظام راسخ للعلوم والتكنولوجيا بالفعل. وفي القرن الثاني عشر عطلت الغزوات من الحدود الشمالية على الهند نظم التعليم التقليدية لأن الجيوش الأجنبية داهمت المعاهد التعليمية وغيرها من المنشآت.
أواخر العصور الوسطى وبدايات العصر الحديث
مع ظهور الإسلام في الهند أصبحت الأساليب 2 التقليدية في التعليم على نحو متزايد تحت النفوذ الإسلامي.قبل الحكام المغول مثل قطب الدين أيبك مسعود والحكام المسلمين بدأت المؤسسات الأخرى التي تم الكشف عنها المعرفة الدينية.العلماء مثل نظام الدين عوليا ومعين الدين تشيشت أصبحوا مربين وأنشأوا الأديرة الإسلامية. طلاب من بخارى وأفغانستان زاروا الهند لدراسة العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعة.
المؤسسة الإسلامية للتعليم في الهند شملت المدارس الدينية التقليدية والمكتبات التي تدرس قواعد اللغة، والفلسفة، والرياضيات، والقانون تأثرت بالتقاليد اليونانية التي ورثها الفرس والعرب قبل أنتشار الإسلام من هذه المناطق في الهند. ومن سمات التعليم الإسلامي التقليدي كان تركيزها على العلاقة بين العلوم والإنسانيات.بين مراكز التعليم في الهند أثناء القرن الثامن عشر في دلهي كانت المدرسة الرحيمية تحت إشراف شاه ولي الله أحد المعلمين الذين يفضلون اتباع نهج يوازن بين الكتب الإسلامية والعلوم. وبطبيعة الحال كانت المدرسة الرحيمية تقوم بتدريس كتابين في العلوم النحوية وكتاب في الفلسفة وكتابين في المنطق وكتابين في الفلك والرياضيات وخمسة كتب في التصوف. مركز آخر للبروز نشأت في (لكناو) تحت اشراف الملا نظام الدين السهلاوي الذي تلقى تعليمه في (محل فرنجي) والذي اعتمد نظام اسماه (درس نظامي) حيث يجمع بين الدراسات التقليدية والحديثة مع التركيز على وضع المنطق.
كما أن نظام التعليم في ظل سيادة (أكبر) اعتمد نهجا شاملا مع العاهل بمحاباة دورات إضافية تتكون من الطب، والزراعة، والجغرافيا، وحتى من النصوص من اللغات والأديان الأخرى، مثل عمل البتنجلي في السنسكريتية.فالعلم التقليدي في هذه الفترة كان متأثرا بأفكار أرسطو وبسكرى وابن سينا. هذا النهج الشمولي لم يكن غير شائع في الهند المغولية.وأكثر تحفظا كان العاهل أورنجزيب أيضا يفضل تدريس المواد التي يمكن تطبيقها في الإدارة.اعتمد المغول في الواقع نهجا ليبراليا للعلوم كما أن الاتصال مع فارس زادت العلاقة أكثر مع المدرسة العثمانية للتعليم المنغولي التي جاءت لتكون تدريجيا الاستعاضة عن المدرسة الأكثر استرخاء (المغولية).
القرون الوسطى شهدت أيضا ارتفاع رسوم التعليم الخاص في الهند.وكان المعلم شخصا مهنيا يمكنه كسب لقمة العيش المناسبة عن طريق أداء المهام، مثل خلق التقاويم أو توليد تقديرات الايرادات للاغنياء.وهناك اتجاه آخر في هذا العصر هو التنقل بين المهن، ومن أمثلته القائم خان، وهو الأمير الشهير لبراعته في صياغة الاحذية الجلدية ومدافع تزوير.
عصر الاستعمار، الاستقلال
أثناء القرنين التاسع عشر والعشرين سقطت أغلب الولايات الأميرية الهندية تحت الحكم البريطاني.لم يتخذ الحكم البريطاني أثناء القرن التاسع عشر تدابير كافية للمساعدة في تطوير العلم والتكنولوجيا في الهند وركز بدلا من ذلك على المزيد من الفنون والعلوم الإنسانية.حتى سنة 1899 فقط قدمت شهادة منفصلة في العلوم في جامعة بومباي. وفي سنة 1899 أصبحت جامعة كلكتا تقدم برامج البكالوريوس والماجستير.
ولكن بحلول أواخر القرن التاسع عشر كانت الهند قد تخلفت في مجال العلوم والتكنولوجيا وبرامج التعليم ذات الصلة. ومع ذلك، فإن النبلاء والارستقراطيين في الهند تابعوا إلى حد كبير تشجيع تطوير العلوم والتعليم التقني، سواء التقليدية أوالغربية.
في وقت أن بعض المواضيع ذات الصلة بالعلوم التطبيقية لم يكن مسموحا بها في المناهج الدراسية الحكومية في اواسط القرن التاسع عشر كما أن مؤسسات القطاع الخاص تتمكن أيضا من اتباع الدورات العلمية بسبب نقص الأموال اللازمة لإنشاء مختبرات والتجهيزات. كما كانت رسوم التعليم العلمي في ظل الحكم البريطاني عالية أيضا. وكان الرواتب التي يحصل على الشخض في الإدارة الاستعمارية ضعيفة مما جعل من فكرة تحقيق التعليم العالي قاتمة لأنه لم يسمح للسكان المحليين لم بتولي مناصب عالية في ظل الإدارة الاستعمارية. حتى المواطنين الذين تمكنوا من بلوغ التعليم العالي واجهوا قضايا التمييز من حيث الأجور والامتيازات.
حجة واحدة للكتيبة البريطانية نحو دراسة العلوم في الهند هو ان انكلترا كانت تتفوق تدريجيا في العلوم والتكنولوجيا عن أوروبا وألمانيا والولايات المتحدة حتى احتمالات الحكم البريطاني في اعتماد سياسة طبقة العلوم العالمية العالم لحكم مستعمراتها انخفضت بشكل متزايد. ومع ذلك لاحظ ديباك كومار بدوره ان السياسة البريطانية تحولت للتعليم المهني خلال العقد السابع من القرن التاسع عشر وقدرة المبادرات الفرنسية على رفع مستوى الوعي حول العلوم والتكنولوجيا في المستعمرات الفرنسية. قام البريطانيون أنفسهم بمبادرات العلوم في كندا وجنوب أفريقيا.كان لتزايد الوعي بضرورة التعليم التقني في الهند الدور المهم بإنشاء مؤسسات مثل المعهد الهندي للعلوم التي أنشأها محسن جامشيتي تاتا في سنة 1909.حتى العام 1930 كان لدى الهند ما مجموعه 10 مؤسسات تقدم دورات في الهندسة. ولكن مع مجيء الحرب العالمية الثانية في سنة 1939 "حرب التخطيط وتدريب الفنيين " تحت إرنست بيفن تبع ذلك إرساء أسس التعليم التقني الحديث في الهند.في وقت لاحق بدأ التخطيط لتطوير التعليم العلمي تحت اردشير دلال في سنة 1944.
افتتحت مدراس كلية الطب في سنة 1875 وعملت على توفير التعليم الطبي للنساء حتى يتمكن من معالجة السكان من الإناث الذين في العادة ما يتهربن من العلاجات الطبية تحت المهنيين من الذكور المؤهلين. مفهوم من النساء المتعلمات في صفوف المهنيين الطبيين اكتسبت شعبية خلال أواخر القرن التاسع عشر وبحلول عام 1894تم تأسيس في لودهيانافي ولاية البنجاب "كلية المرأة المسيحية للطب" وهي كلية طبية خاصة للنساء.
واثناء فترة ثلاثينيات القرن الماضي وطد إنشاء مدارس الإرساليات اسس التعليم البريطاني في الهند. سياسات جديدة في سنة 1835 أدت إلى استخدام اللغة الإنجليزية كوسيلة للتعليم والعلوم الغربية.كتب فريتز بلاكويل ما يلي : 'ومع إنشاء خمس جامعات في المدن الكبرى في منتصف القرن، وزيادة الوعي في المدارس الابتدائية والثانوية، أدى إلى ازدياد الوعي السياسي. وكان التجاوب مع المنهج الغربي رائعا فعلى سبيل المثال كانت جامعة كلكتا في سنة 1900 في حسبما ورد أكبر جامعة في العالم مع أكثر من ثمانية آلاف طالب وطالبة. كذلك فإن عددا من الهنود، بما في ذلك غاندي ونهرو انتسبو إلى الجامعات في انكلترا.
Modified by: Ayoub Younis
المراجع
areq.net
التصانيف
تاريخ التعليم حسب البلد التاريخ الاجتماعي للهند تاريخ التعليم في الهند التاريخ