الأخصائية الصحية الاجتماعية: سهير الغالي. لقد تطور العمل الاجتماعي في الخمسين عام الماضيين في لبنان.فقد كان مفهوم العمل الاجتماعي قائم على المبادرات الفردية والتطوّع وتقديم الخدمات الصحية الاجتماعية الأساسية لحاجات الإنسان في ظل الظروف السياسية والاقتصادية المضطربة والمتغيرة في لبنان.
ولقد دخلت مهنة \"الأخصائي الاجتماعي\" في مضمون العمل الاجتماعي منذ عشرين سنة تقريباً وبدأت في مدرسة التدريب الاجتماعي École socialeوتطورت هذه المهنة حتى وصلت منذ سنوات قليلة إلى إنشاء نقابة العاملين الاجتماعيين في لبنان. . ومازالت هذه المهنة نقطة خلاف وتجاذب بين المسؤولين وأفراد المجتمع حول السؤال :\"هل نقبل ونعترف بأهمية دور الأخصائي الاجتماعي في المجتمع أم هي مهنة لا جدوى منها بل ينوب عنها فريق من الاختصاصيين من أطباء وممرضين وعلوم اجتماعية ونفسية ؟\"… إن مهنة الأخصائي الاجتماعي أصبحت اليوم علم يُدرّس في الجامعات ،له مبادئه العلمية وتقنيات وأساليب عمل متخصصة.لذلك كان لا بد من وجود الأخصائي الاجتماعي في عمل القطاع الأهلي والخاص والرسمي كعنصر علمي ومتخصص وفعّال في تحسين الظروف المجتمعية وفي تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة التي حولها تخطو السياسة الاجتماعية في لبنان. فإن للأخصائي الاجتماعي أدوار كثيرة ومختلفة الاتجاهات،منها: § يتدخل الأخصائي الاجتماعي مع الفرد والأسرة بأسلوبه العلمي ويعمل على تطوير الوعي الفردي والأسري في المجتمع ويقوم بعمليات الإرشاد والتوجيه الاجتماعي § يتدخل الأخصائي الاجتماعي مع الجماعات بهدف علاجي أو وقائي أو تحقيق قضايا مطلبيه § يتدخل الأخصائي الاجتماعي مع المجتمع المحلي وذلك لتطوير الوعي الجماعي وإشراك المواطنين بالتنمية ويعتمد الأخصائي الاجتماعي في عمله على نظريات ونماذج علمية ،منها: §نموذج التنمية المحلية §نموذج التخطيط السياسي الاجتماعي §نموذج التحرّك الاجتماعي §تقنية التدخل مع الجماعة §تقنيات التدخل مع الفرد والأسرة وهكذا نرى أن هذه الأدوار تصب في صميم عمل القطاع الأهلي في لبنان إذ ينقسم إلى عمل ذات طابع خدماتي ،مطلبي ، إنمائي ، وقائي وعلاجي. فإن للأخصائي الاجتماعي القدرات العلمية الكافية للدخول في دورة عمل القطاع الأهلي بل هو من أهم مكوّناته وذلك لمعرفة الأخصائي الاجتماعي بحاجات المجتمع ،عبر المسح الشامل الذي يقوم به مثلاً، ومعرفة ما هي الطرق والوسائل المجدية في إشباع هذه الحاجات. غالباً ما يكون هدف عمل القطاع الأهلي تنمية المجتمع، وهذا ما حاولت إثباته جمعيات القطاع الأهلي على مدار السنوات بغضّ النظر عن سياسات هذه الجمعيات. لكن لا يمكن أن تقوم التنمية على عاتق طرف واحد في المجتمع بل لا تنجح عملية التنمية إلا بالشراكة. ونقصد بالشراكة: \" شراكة العمل بين الدولة والقطاع الأهلي والقطاع الخاص.\"، وأكثر من ذلك لا بد من إشراك أفراد المجتمع نفسه في عملية التنمية .هنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي كوسيط وصلة وصل بين الدولة والقطاعين الأهلي والخاص وبين المجتمع.فيعمل على دراسة حاجات المجتمع وتحديد أولوياته في عملية التنمية، ويقوم بتوفير الوعي الاجتماعي وتحفيز النمو والإنتاجية والتحرّك الاجتماعي للوصول إلى التنمية المستدامة التي من أسسها مشاركة المواطن في التغيير. مثال على أهمية وجود الأخصائي الاجتماعي في هذه العملية انطلق من تجربة شخصية قمت بها كمتدربة في المحكمة الشرعية منذ عامين، إذ من خلال وجودي في المحكمة واطلاعي على المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الأسرة وما يشكله الطلاق من نسبة خطيرة في تهديد أمن واستقرار حياة الكثير من الأسر كان لا بدّ من التحرك فكانت المحاولة أولا بإعداد إحصاء عن عدد حالات الطلاق وما هي أبرز الأسباب المؤدية له من خلال الحالات الموجودة وقمت باستطلاع رأي في المحكمة عن أهمية وجود الأخصائي الاجتماعي في هذا المركز الاجتماعي للحؤول دون التفكك الأسري وللقيام بعملية الإرشاد والتوجيه ما قبل الزواج ،وانطلقت إلى الخطوة الثانية، بعد الانتهاء من إعداد الدراسة، وهي إطلاعها على الجمعيات الأهلية المهتمة بشؤون الأسرة بهدف القيام بتحرك مطلبي ضاغط على رئاسة المحكمة لقبول الأخصائي الاجتماعي كعنصر أساسي في عمل المحكمة .وبالفعل قد نجحت هذه التجربة ،وبقرار إداري من رئاسة المحاكم الشرعية في لبنان تم الاعتراف بأهمية دور ومشاركة الأخصائي الاجتماعي في عمل المحكمة . إن الأخصائي الاجتماعي عنصر تغيير وإصلاح في المجتمع أين ما وجد يحصل التغيير، لذلك على الأخصائيين الاجتماعيين أن يعوا أهمية دورهم ويؤدوه حق التأدية
المراجع
www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=474موسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث