الشاعر زكي مبارك
ستمضى الليالي ثم تمضى ولا يرى جمالك أقوى من غرامي ولا وجدى
بلادي أكان الحب نورا تطاولت عليه غيوم من عقوق ومن جحد
توحدت مقهوراً فما لي إخوةٌ ولا صحبة يقوى برفقتهم زندى
توحدت لا خل أبث شكايتي إليه ولا حب يؤرقه سهدى
إذا آدني الدهر اللئيم بجفوة تحوّل أهلوه على عصبة لدّ
توحدت لا فالأسد يؤنسها الأسى بوحشتها في ظلمة الكثب الجرد
ليصنع زماني ما أراد فلن يرى ليصنع زماني ما أراد فلن يرى
بناني الذي يبنى الجبال شواهقاً وليس لحصن شاده اللَه من هدّ
فما بال أقوام تهاوت حلومهم يعادون بنّاء الجبال بلا عند
يعدّون أجناداً لحربى بواسلاً وقد جهلوا أنى سألقاهم وحدى
إذا اعتز باللَه القدير مجاهدٌ أذل ألوف الظالمين من الجند
أحباي في مصر الجديدة ما الذي دعاكم إلى تكدير ذيّاكم الورد
به جاد دهر لا يجود فكنتم أضنّ من الدهر المبخّل بالرفد
سقاكم فروّاكم غرامى ولم أجد على عثرات الدهر والوجد من يعدى
تمرّ ليالٍ أو أسابيع لا أرى على شغفى إلا مواعيد لا تجدى
عذرت أحباي الذين تصدّهم فيافٍ سحيقاتٌ عن البر بالوعد
عذرت الألى بالكرخ شطت ديارهم فليس لهم عن عصمة الصبر من بُدّ
فما صبركم أنتم وبيني وبينكم خطى هيناتٌ قد يقدّرن بالعد
إذا صلصل الهتّاف أصبحت عندكم وإن وسوس الهتاف أمسيتُم عندي
بخمسة أرقام تدار أركمُ وترأونني أهون بذلك من جهد
تعالوا ولا تصغوا لأقوال ناصح يسوق الكلام الحر عن خاطر عبد
نصيحةُ بعض الناس غشّ مقنّع وإشفاق بعض الناس ضرب من الحقد
أنسمع لغو الحاقدين ولا نعى هدير حميّا الحسن ينصح بالوجد
هو الحسن فليأمر بما شاء ولتكن مشيئته إنا له أطوع الجند
سمعنا ومن يهتف به الحسن يستمع ألا إنّ همس الحسن لحنٌ من الخلد
تعالوا فأوقات الصفاء ذواهبٌ وليس لوقت قد أضعناه من ردّ
تعالوا سراعاً لا تقولوا إلى غد غد عند صدق الشوق دهر من البعد
وإلا ففي مصر الجديدة أنجمٌ زواهر ترجو أن يكون لها ودّي
أبغدادُ في عهد الرشيد تأرّجت بأطيب من أنفاسها وهي في عهدي

المراجع

adab.com

التصانيف

شعراء   الآداب