الرياض: هالة الناصر - سيدتي يعتبر بعض الأزواج نجاح الزوجة وتفوقها على الصعيد العملي والاجتماعي، انتقاصاً من شخصيته أو رجولته أو مكانته كزوج. وهناك من الأزواج من يشعر بالغيرة من نجاح زوجته، ويسعى إلى محاربة أو تقييد نجاحها، على اعتبار أن ذلك يشكل انتقاصاً له وعلواً لمكانتها على مكانته
.
\"سيدتي\" استمعت لزوجات يعانين من هذه الحالات، وخرجت بهذه الشهادات… من بين هؤلاء أم تركي، التي تقلدت عدداً من المناصب القيادية في عملها، إلا أن نجاحها في وظيفتها يقابله فشل في حياتها الزوجية، بسبب محاربة زوجها لنجاحها، وهي تروي قصتها قائلة: \"تزوجت بعد التحاقي بوظيفتي الحالية بحوالي خمس سنوات، وكانت السنة الأولى من زواجي سعيدة، لكن بعد ذلك، عينتني مديرة القسم الذي اعمل فيه مساعدة لها، وقد سعدت كثيراً بهذا المنصب، الذي رأيت فيه تقديراً لجهدي وكفاءتي، وعندما زففت البشرى لزوجي، أجابني بسؤاله: هل هناك زيادة في الراتب؟ وعندما أجبته بالنفي، لم اسمع منه حتى كلمة \"مبروك\" | . لقد كانت إجابته بالنسبة لي صدمة، جعلتني امتنع عن الكلام معه لعدة ايام، الا انه لم يكترث لغضبي، حاولت أن أتناسى ما حدث إلا أنني صرت ألاحظ انه لا يحبذ أي حديث عن عملي، خاصة عندما يتعلق الأمر بإنجازاتي في وظيفتي، واشادات رئيساتي وزميلاتي بعملي، وهذا ما يجعلني استغرب من غيرته مني ومن نجاحي\". أما بشاير فمشكلتها مع زوجها انه يعمد دائماً إلى التقليل من شأنها في عملها أثناء حديثه معها، وهي تشرح ذلك بقولها: \" إلى جانب عملي في التدريس، أنجز بعض اللوحات الإرشادية والتوجيهية، واسمع اشادات كثيرة من مديرة المدرسة ومن زميلاتي، لكنني لا اسمع ذلك من زوجي، فعندما أتحدث معه في أمور عملي يبتسم في وجهي ابتسامة ساخرة واستهزائية ويقول أنني لا أجيد سوى الطبخ وغير ذلك من عبارات التهكم | . حاولت أن اعرف سبب استهتاره بعملي، لكنني لم افلح في ذلك، وهو ما اثر فيُ نفسياً\". وتتحدث سارة عن تضييق زوجها عليها في مجال عملها، حيث تقول: \" اعمل في مجال التجارة، وامتلك مع اثنتين من شقيقاتي محلات للخياطة النسائية، وأنا والحمد لله ناجحة في تجارتي، لكن مشكلتي الوحيدة مع زوجي فرغم أنني لا اقصر معه في أي مبلغ يطلبه أو يحتاجه البيت والأولاد، يتجاهل ذلك ويشعرني بان نجاحي فشل له، رغم أنني دائماً أؤكد له أننا نكمل بعضنا بعضاً، كما يتضايق إذا تحدث أحد عني أو إذا تحدثت عن عملي. وهناك تصرفات أخرى يحاربني بها، مثل المماطلة في استخراج إذن تنقل أو سفر أو يرفض أحياناً من دون سبب أو يماطل في تسليمي التصريح ويساومني عليه أحياناً، لا ادري لماذا يتعامل معي زوجي بهذا الشكل، وقد حدثته كثيراً عن سبب ذلك، وسألته أن يبوح بسبب تصرفاته، إلا انه ينكر انه يحاربني، ويقول: يكفي أنني أتركك تعملين، وكثيراً ما منت اطلب منه أن يعمل معي في بعض الأنشطة والمهام المتعلقة بعملي، إلا انه يرفض ذلك، بدعوى انه لا يريد أن يعمل لدي، رغم أنني أؤكد له انه سيعمل معي وليس عندي\". أما سيدة الأعمال نورة فقد مارست عملها في منزلها من خلال الهاتف والإنترنت، إلى أن حدث لها موقف من زوجها كان بمثابة قصة النهاية لنجاحها، وهي تشرح ذلك بقولها: \"أعاني الكثير من مضايقة زوجي لي في مجال عملي ومحاربته لنجاحاتي في أنشطتي التجارية، فهو يستغل حاجتي إلى استخراج تصريح أو ترخيص أو متابعة الدوائر الحكومية بكل ديكتاتورية وأنانية، يمارس تسلطه علي ويرفض إعطائي ما احتاج إليه منه، كما صار يرفض حتى خروجي من المنزل لممارسة أعمال التجارية رغم ضرورتها، ورغم تضييقه علي وعدم السماح لي بالخروج من المنزل، إلا أنني احب ممارسة الأعمال والأنشطة التجارية، واشعر أن لدي من الطاقة والقدرات ما يؤهلني للنجاح في أي نشاط أو مشروع تجاري، وهذا هو السبب الحقيقي لمحاربة زوجي لاعمالي، فهو يشعر بان لدي مواهب وقدرات لا يمتلكها ويشعر بأنه في حاجة إليها، حتى الآن لم يستطيع النجاح خارج وظيفته، ولا ادري لماذا يشعر بان نجاحي وما امتلكه من موهبة وقدرة على الإبداع والإنتاج في العمل التجاري، يعني فشله هو وانتقاصاً من قدراته؟ ولتعويض هذا انقص، بدأتن أتواصل من خلال الإنترنت مع شركات ملابس أطفال، وتوصلت معهم إلى اتفاق نهائي ولم يتبق سوى السفر إلى مقر الشركة خارج السعودية وتوقيع الاتفاق على هذه الصفقة، إلا انه وبكل ديكتاتورية وبرود رفض، فقلت له أن كان لديه أية اعتراضات على سفري فليسافر هو وليوقع العقد نيابة عني، إلا انه رفض ذلك أيضاً، وبعد رفضه هذا لم أيأس وحاولت معه مرتين وثلاثاً واربعاً، فهذه الصفقة بالنسبة لي تستحق الصبر والتعب، وكنت أحاول معه بالأسلوب المحبب الهادئ حيناً وبالترغيب والأغراء أحياناً اخرى، وباستعدادي لدفع المقابل الذي يريد لكن من دون جدوى، فقد وجد زوجي هذا الموضوع فرصة للقضاء على طموحاتي وتوقيف نجاحاتي، وكان له ما أراد، فليس في يدي أية وسيلة للخروج عن رأيه وتحديه، وكانت هذه القصة هي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، كما يقولون، واضطررت للاعتذار للشركة التي استغربت اعتذاري عن هذه الصفقة، رغم ما أبدوه من تنازلات بذلت كثيراً من الجهود والحنكة في تحقيقها\". ولا تقتصر غيرة بعض الأزواج من نجاح زوجاتهم في مجال أعمالهن، بل تجاوزوا ذلك إلى غيرتهم من نجاحهن في هواياتهن وأنشطتهن الفنية، إلى حد قيام زوج السيدة هيفاء بتحطيم إحدى لوحاتها الفنية فوق رأسها بعد نجاحها في معرضها الفني الثالث. تقول هيفاء: \"احب الفن التشكيلي لانه هوايتي المفضلة منذ طفولتي، وقبل زواجي كان زوجي يعلم بهذه الهواية، وبعد زواجي واصلت ممارسة هذه الهواية من دون أن أخل بواجباتي الزوجية، حيث كنت أمارسها في أوقات الفراغ فقط، لكن بعد تنظيمي لمعرضي الأول وما لقيه من نجاح وأصداء، لاحظت انه لم يكن متحمساً مع هذا النجاح، وقد استغربت منه هذا الشعور، وكنت اعتقد بأنه سيكون أول السعداء بهذا النجاح، خاصة انه رجل متحضر وصاحب مركز عملي واجتماعي جيد، ولم تمض فترة طويلة حتى نظمت معرضي الثاني ولقيت نجاحاً اكبر وأصداء أوسع، وفي هذه المرة تغير كثيراً وبدلاً من سكوته أثناء الحديث عن أعمالي أو أثناء الحديث عن أعمالي أو أثناء ممارستي الرسم، فقد بدأ يستهين بأعمالي ويتهكم بها ويقول بان ما أقوم به ليس سوى (خرابيط)، ولم يقتصر الموضوع عند هذا الحد، بل انه من شدة استهتاره بفني ولمحاربتي نفسياً، فقد بدأ يقوم بإعطاء أدوات الرسم لأطفالنا لكي يلعبوا بها في غيابي، حاولت أن أتفاهم معه، أن أقنعه بأنني احب هذا الفن وطلبت منه ان يرغب بمساعدتي فعلى الأقل أن يكف أذاه عني، إلا انه تجاهل كلامي، وكنتيجة لذلك، لم اعد أتحدث معه بأي شيء يتعلق بالرسم إلى أن نظمت معرضي الثالث، وكان إن حققت فيه نجاحاً كبيراً، ولقيت لوحاتي أصداء جيدة، وبدا الكثيرون يسألون عن فني وصرت أتلقى اتصالات من الصحافيات للحديث معي وإجراء لقاءات صحافية، وهذا ما أثار غضب زوجي، الذي شعر بالغيرة من نجاحي والحقد تجاهي، وكان أن دخل علي في ذلك اليوم غاضباً وهو يقول: \" قلت لك مراراً أن تتفرغي لأمورك المهمة وتتركي الرسم التافه، إلا انك لا تسمعين كلامي\"، ولم يجد أمامه سوى لوحة كنت قد رسمتها قريباً، فحملها وحطمها فوق رأسي | . ورغم أنني أصبت من جراء ذلك إصابات طفيفة في رأسي، إلا أن إصاباتي المعنوية والنفسية كانت اشد وأقسى، واتخذت بعدها قراراً بالتوقف عن ممارسة هذه الهواية، رغم ما سببه هذا التوقف من معاناة نفسية لي، لكن قررت أن أضحى بهذه الهواية العزيزة لدي من اجل أبنائي الأربعة، لكني بين الحين والآخر انتهز فرص غيابه وارسم في السر دون ان يدري\".
المراجع
www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=725موسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث
|