يراودها التمنُّع والجفاءُ

وتلقاني ولقياها ازدراءُ

وتبسم لي وبسمتها تداعت

يكفِّنها من الذكرى بقاءُ

تُشيح بوجهها عني وتُغضي

مخافةَ أَن يهمَّ بها الحياءُ

تضنُّ عليَّ بالنُّعمى وتنأى:

جحودٌ ، أَم غنىً ، أَم كبرياءُ ؟

..

أَتنسى يومَ أَفرغت الأَماني

يسربلها من الحسنى وفاءُ

ويوم حملت عن شغفٍ صباحي

لى غدها، وفي غدها مساء؟

أَتنسى؟ كيف تنسى يوم كنا

كان لها على صدري ارتماءُ

تتمتم لي لواعجها عناقاً

وتفلتني أُدغدغ ما أَشاءُ

فأَغرق في الطيوب ولا نجاةٌ

وأَشرد في المباح ولا نداءُ.

..

أَنا في أَمسها ذِكَرٌ هنيءٌ

يعيه، إذا تناسته ، الرُّواءُ

ينشِّره الصباح، فكلُّ صوبٍ

يهشُّ به وتغمره السماءُ

ويهمسه العبير إلى الأقاحي

فيسكر من نوافحه الهواءُ

وتحدوه مدى الآتي قوافٍ

لها في كل قافلةٍ حداءُ.

..

أَتنسى ؟ ليت ينفعها التناسي

ولي أَنَّى تلفتتِ اختباءُ:

يلملمني السواد من الليالي

وينثرني على الكون الضياءُ

أَنا أحببتها ومعي رجائي

وأَمضي الآن ينكرني الرجاءُ

تعلِّلني بها الذكرى وحسبي

من الذكرى التعلُّل والعزاءُ.

 

اسم القصيدة: أتنسى؟

اسم الشاعر: يوسف الخال.


المراجع

diwandb.com

التصانيف

شعر   الآداب