أُرسل إلياس إلى أهل بعلبك غربي دمشق فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه "بعلا". وقيل كانت إمرأة اسمها بعل والأول أصح. فكذبوه وقال إبن عباس: «إلياس هو عم اليسع». أما إبن كثير فيقول: أن إلياس والياسين إسمين لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها.
سيرته
قال تعالى: وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
هذه الآيات القصار هي كل ما يذكره الله تعالى من قصة إلياس. لذلك إختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أُرسل إلبهم. فقال الطبري: «أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بنهارون». و قيل: إلياس بن العازر بن العزار بن هارون بن عمران.
الروايات المختلفة حول دعوته
جاء في تاريخ الطبري عن ابن إسحاق ما ملخصه:
إن إلياس عليه السلام لما دعا بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام، والإستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال: «اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغيّر ما بهم من نعمتك». فأوحى الله إليه إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس: «اللهم فأمسك عليهم المطر». فحبس عنهم ثلاث سنين، حتى هلكت الماشية والشجر، وجهد الناس جهداً كثيراً، وما دعا عليهم أستخفي عن أعينهم وكان يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا هنا إلياس فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت إمرأة من بني إسرائيل لها إبن يُقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته وأخفت أمره. فدعا ربه لإبنها فعافاه من الضر الذي كان به وإتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمه فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غُلاماً شاباً ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوت الله أن يُفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما رأى إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضه ورفعه.
ويذكر إبن كثير أن رسالته كانت لأهل بعلبك غربي دمشق وأنه كان لهم صنم يعبدونه يُسمى "بعلا" وقد ذكره القرآن الكريم على لسان إلياس حين قال لقومه: إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ
ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب إنتهاء مُلْك سُليمان بن داود عليه السلام وذلك في سنة 933 قبل الميلاد إنقسمت مملكة بني إسرائيل إلى قسمين:
- الأول: يخضع لِمُلْك سُلالة سُليمان وأول ملوكهم رحبعام بن سُليمان.
- والثاني: يخضع لأحد أسباط أفرايم بن يوسف الصديق وإسم ملكهم جربعام.
وقد تشتت دولة بني إسرائيل بعد سُليمان عليه السلام بسبب إختلاف ملوكهم وعظمائهم على السُلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل، وكان قومها عباداً للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا الصنم الذي ذكره القرآن الكريم وأسمه "بعلا" فأُرسل إليهم إلياس عليه السلام.
وأرجح الآراء أن إلياس هو النبي المُسمى إيليا في التوراة.
إلياس حسب المعتقدين اليهودي والمسيحي
ذكر في الكتاب المقدس للمسيحيين واليهود باسم إيليا وهو الذي اعتقد اليهود أنه هو يحيى (يوحنا) 1:21 حيث ساله اليهود: من أنت المسيح أم إيليا أم النبي؟، فاليهود كانوا ينتظرون ثلاثة: إيليا والمسيح والنبي حسب معتقدهم. "19وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت؟. 20 فاعترف ولم ينكر واقرّ أني لست أنا المسيح. 21 فسألوه إذا ماذا إيليا أنت؟. فقال: لست انا. النبي أنت؟. فأجاب: لا."
إلياس حسب المعتقد الإسلامي
ورد ذكره في القرآن، والسنة النبوية، ورد ذكره في سورة الصافات في قول الله (إسلام) عز وجل: وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (سورة الصافات, سورة الصافات, الآيات 123-132).
المراجع
ويكيبيديا الموسوعة الحرة
التصانيف
أنبياء ورسل بحسب المعتقد الإسلامي