باسل النيرب - لها أون لاين تمثل المرأة نصف المجتمع، فالمرأة هي الزوجة والأم والأخت، وهي ذاتها تواجه العنف سواء داخل المنزل أو خارجه، وقد استطاعت في ظل الشريعة الإسلامية أن تحظى بمكانة مرموقة وتأخذ جميع حقوقها، وان تعيش بكرامة، وبعزة، ولكن ما يندي له الجبين حقا ما تتعرض له المرأة من عنف وشدة وقسوة ومن من؟ من أقرب الناس إليها من أبيها تارة ومن أخيها وزوجها تارة أخرى. وبمرور اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة قبل أيام، وهو اليوم الذي أعلنته الأمم المتحدة يوماً دولياً للتخلص من العنف ضد النساء، في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام، فقد خصصت الجمعية العامة هذا اليوم في عام 1999 لتركيز الانتباه على عمق ونطاق العنف الممارس ضد النساء في كل طبقة اقتصادية-اجتماعية، ومن كل خلفية إثنية ودينية وقومية. وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفال بهذا اليوم كان قد نُظم أول في أمريكا اللاتينية في الثمانينات من القرن الماضي تكريماً للأخوات \"ميرابيل\"، وهن ثلاث نساء نشطات سياسياً في جمهورية الدومينيكان ثم قتلن في العام 1960. -bbbb- أرقام وإحصاءات دولية ومما يستحق الرصد في هذه القضية ما تجمع عليه الدراسات من أن تقدم الدول العلمي والتقني والاقتصادي والسياسي لا يرتبط من قريب أو بعيد باحتمالات انخفاض العنف ضد المرأة بأي شكل من الأشكال. فقد ذكرت دراسة غربية نشرت مؤخرا أن المرأة أكثر تعرضا للاغتصاب والانتهاك البدني في أمريكا والهند وكينيا، على الرغم من مستويات التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المختلفة. كما ذكرت أيضا أن مشكلة شديدة البدائية مثل ضرب الزوجات مثل ما هي موجودة في بعض بلدان الشرق الأسيوي والعربي هي موجودة أيضا في بلدان غربية وصناعية مثل كندا وبريطانيا،وفي هذا الاتجاه يرصد بحث إحصائي أجرته منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة أن 66.6%من نساء العالم يتعرضن للأذى في بيوتهن منهم 61% في المدن الكبرى. وتثير مثل هذه الدراسات ارتباكا غير محدود في مفاهيم \"الحركات الحقوقية\" حيث لا تتطابق السلوكيات الإيجابية مع مؤشرات النمو البشري الأخرى الإيجابية بشأن ما يحدث في المجالات الأخرى. وأظهرت دراسات جامعة هارفرد عام 1995 عن الصحة النفسية في البلاد النامية أن النساء يعانين من الاضطرابات النفسية التي يسببها العنف 6.6% ضعف ما يصيب الرجال 3.2%. ومن الأرقام التي أوضحتها الدراسات أن 20- 60 % من النساء في الدول النامية تعرضن للضرب في داخل الأسرة أو من أزواجهن، كما أن 35% من المصريات المتزوجات تعرضن للضرب من قبل أزواجهن على الأقل مرة واحدة منذ زواجهن، وأن الحمل لا يحمي المرأة من هذا العنف، فإن 69.1% من الزوجات يتعرضن للضرب في حالة رفضهن معاشرة الزوج، أو في حالة الرد على الزوجب لهجة لا تعجبه. وقد اعتمد هذا البحث على 7 آلاف زوجة في الريف والحضر، وتبين من البحث أيضاً أن المرأة الريفية تتعرض للضرب أكثر من المرأة الحضرية. وفي بلدان كثيرة قالت نسبة من النساء في العالم تراوح بين 20- 50 % ممن شملهن البحث أنهن قد تعرضن لضربٍ من الأزواج، وقالت 18% منهن في غينيا الجديدة إنهن قد احتجن إلى علاج بالمستشفى نتيجة إصابات أحدثتها تلك الاعتداءات. وفي عينة واسعة من نساء الولايات المتحدة الأمريكية قالت 22- 35% إنهن قد ذهبن لأقسام الطوارئ بالمستشفيات نتيجة العنف المنزلي، كما تقول الدراسات الأمريكية إن المرأة التي يطالها العنف المنزلي تتعرض للانتحار أو محاولة الانتحار خمسة أضعاف ما تتعرض له النساء الأخريات، نفس الشيء في العلاج الطبي (فالمضروبات والمعتدى عليهن) يحتجن إلى فرص علاج تعادل خمسة أضعاف ما تحتاج إليه نساء أخريات لا يتعرضن للعنف، كما أن النساء يتعرضن للعنف خلال طفولتهن أكثر من الرجال بعشر مرات. وفي فرنسا على سبيل المثال تتعرض امرأة واحدة من أصل كل خمس نساء لضغوط أو عنف جسدي أو كلامي في الأماكن العامة.ونسبة من يتعرضن للضرب من أزواجهن في الأردن بصورة دائمة تتراوح بين 28.6% من النساء. وأثبتت دراسة عن العنف أجريت في الأردن على نحو 590 امرأة وجود صلة من الدرجة الأولى بين الجاني والضحية بنسبة 64.8% واحتل الأخ المقام الأول يليه الزوج ثم الأب. ويذكر أن 30% من النساء الأمريكيات يتعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهن، و95% من ضحايا العنف في فرنسا من النساء، ويمارس 6% من الأزواج في كندا العنف ضد زوجاتهم، وفي الهند 8 نساء بين كل 10 ضحايا للعنف، و7% من الجرائم المسجلة في الشرطة في البيرو نساء تعرضن للضرب من أزواجهن،أما عدد النساء اللاتي يقتلن سنوياً في الهند بسبب المهر فيقدر بـ 5 آلاف امرأة. وترصد منظمة مراقبة حقوق الإنسان (محقاً) حدوث ما بين 25 ـ 30جريمة تتعلق بالشرف في الأردن. وتحاول السلطات حماية النساء اللاتي تهددهن عائلاتهن بالقتل حفاظاً على الشرف وذلك باحتجازهن في مؤسسات إصلاحية، أو بصيغة أدق عبر وضعهن رهن الاعتقال لفترة تراوح بين بضعة أشهر وثلاث سنوات وتصل آرقام المحتجزات سنوياً من50 ـ 60 امرأة. أما تقارير منظمة الصحة العالمية فتؤكد أن ثلثي نساء العالم يتعرضن للعنف والضرب من أزواجهن. وأن 96% من الأزواج يضربون زوجاتهم و86% من الزوجات يوافقن على مبدأ الضرب. ومن أشد أشكال العنف ضد المرأة خارج نطاق الأسرة: خدش الحياء في الطريق العام أو المعاكسات، وهذه وصلت نسبتها إلى 1.91% حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. -bbbb- موقف يونيفم تقول\"نويلين حيزر\" المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للتنمية النسائية \"يونيفم\": إنه ينبغي تحويل القضية إلى أولوية عالمية جدية يخصص لها المزيد من الموارد والبرامج، وأكدت في تقرير المنظمة الذي حمل عنوان \"ولا دقيقة أخرى: وضع حد للعنف ضد النساء\": \"نعرف جميعاً أن العنف ضد النساء قد دمر حياة الكثيرين. وقد خرّب ومزق الكثير من مجتمعاتنا وقضى على مواهب وإمكانيات الكثير من البناتِِ والنساء، ونعرف أن هناك ثمناً رهيباً للعنف ضد النساء. وهو ثمن أضخم من أن يمكن تحمله، ويجب علينا أن نضع حداً للعنف ضد النساء.. والواقع هو أننا لا نستطيع تحمل ذلك ولو دقيقة أخرى إضافية.\" وأشارت إلى أن \"هناك الكثير من الاستراتيجيات التي أثبتت نجاحها. وقد أصبحنا، في الكثير من الأماكن، في وضع أفضل مما كنا عليه قبل عشر سنينمن حيث الإطار القانوني، ومن حيث الأولويات، ومن حيث معرفة ما سينجح، والتوعية،وإقامة الاتصالات، واستمالة الرجال والأولاد إلى الانضمام إلينا على حد وصفها\". وأكدت أن التقرير يجسد السنوات العشر التي انقضت على انعقاد مؤتمر حقوق الإنسان الذي خرجت فيه النساء عن صمتهن وتحررن من ثقافة الإحساس بالخزي والعار والخوف الشخصي التي تشجع العنف، وحققن الاعتراف بأن القضية هي انتهاك لحقوق المرأة الإنسانية. كما أكدت على أن التحدي الأساسي الآن هو تحويل القضية من مسألة وعي بأنها انتهاك لحقوق الإنسان وجريمة إلى قضية مرفوضة اجتماعياً، ومقاومة قواعد السلوك المألوفة في المجتمعات. وعمل الصندوق على تحديد عدة أشكال من العنف ضد النساء ومنها: العنف المنزلي الخصوصي؛ العنف الجنسي كالاغتصاب والتحرش الجنسي والإكراه على ممارسة البغاء؛ الممارسات التقليدية الضارة كختان البنات، وجرائم القتل بسبب الدوطة أو البائنة (مهر تقدمه عائلة العروس)، وجرائم الشرف والزواج المبكر؛ والاتجار بالنساء والفتيات؛ ومرض نقص المناعة المكتسبة، والعنف؛ والجرائم ضد النساء أثناء الحروب. وتشير معلومات \"يونيم\" إلى أن النساء لا ينجون من العنف المنزلي والحميم في أي مكان في العالم. فقد جاء في التقرير أن 16% من النساء في كمبوديا يتعرضن لإساءات جسدية على يد أزواجهن، في حين أن 30% من النساء في المملكة المتحدة يتعرضن للأذى الجسدي على يد شركاء حياتهن أو شركاء حياتهن السابقين؛ وتتعرض لمثل ذلك 52% من النساء في الضفة الغربية، 21% منهن في نيكاراغوا، 29% في كندا، 22% في الولايات المتحدة. وفي حين ازدادت معارضة ختان البنات منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي إلا أن هذا التقليد ما زال متبعاً في أكثر من خمسة وعشرين بلداً إفريقياً وبين بعض الأقليات في آسيا وفي أوساط بعض المهاجرين في أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة. وقال التقرير إن عدد النساء اللاتي تعرضن لعملية الختان يقدر بحوالي ثلاثين مليون أُنثى وأن هناك مليوني صبية وامرأة يخضعن لهذه العملية في كل عام. وجاء في التقرير أيضاً أنه يتم سنوياً الاتجار بحوالي مليوني طفلة وصبية تراوح أعمارهن ما بين الخامسة والثالثة عشرة، أو يتم بيعهن أو إجبارهن على ممارسة الدعارة.

المراجع

www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=758موسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

الأبحاث