عائشة راتب

عائشة راتب
1928-

ولدت عائشة راتب في 22 فبراير، عام 1928، القاهرة.

تعلمت عائشة راتب وتخرجت من كلية (الحقوق)، الأولى على دفعتها مما أهلها للسفر إلى باريس فأكملت تعليمها بتفوق أيضا. وبعد عودتها شعرت عائشة أنها في عصر يقوم على المساواة، فلماذا لا تكون قاضية وفي مصر التي كانت تعد محطة استقبال كل وافد جديد يجعل الدنيا أفضل وأرقى؟ وكان سلك القضاء قد قبل من هم أقل من عائشة تفوقا في الدراسة القانونية.. فاحتجت على ذلك، وطالبت بحقها القانوني والدستوري فقامت بطلب لمجلس الدولة وكان الأول من نوعه لتعيينها قاضية في مجلس الدولة! .. فرفِض الطلب وتم إبعادها، فلم تستسلم وطعنت في قرار إبعادها أمام مجلس الدولة نفسه وأصدر الدكتور عبد الرازق السنهوري رئيس مجلس الدولة في ذلك الوقت حكما يؤكد أنه لا مانع دستوري أو شرعي أو قانوني يحول دون تعيين المرأة في سلك القضاة .. وإنما هي اعتبارات الملاءمة التي تقدرها الدولة فهي التي تحدد الوقت المناسب الذي تصبح فيه المرأة قاضية.

تولت عائشة راتب أرقى المناصب؛ فكانت ثاني امرأة تعين في الوزارة المصرية عام 1971 فكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والتأمين الاجتماعي لمدة 7 سنوات كاملة، و بعد ذلك أصبحت أول امرأة مصرية تعين كسفير فعينت عام 1979 كسفيرة لمصر في الدينمارك لمدة عامان . وبعدها وفي عام 1981 كانت سفير مصر إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية حتى عام 1984.

وكان حلم عائشة بمثابة الهام للكثيرات ممن جئن بعدها . وبالفعل كان طلب عائشة هو شرارة البدء؛ فمنذ أن تقدمت بطلبها، أقدم عدد هائل من المحاميات النساء على تقديم طلب للانضمام إلى السلطة القضائية لكنهن قوبلن بالرفض أيضا من قبل المجلس الأعلي للقضاة؛ أحيانا بدون ذكر أسباب وأحيانا بذكر السبب الذي ينحصر في أن جنس المتقدم هو السبب الرئيسي للرفض.

ومرت السنون على هذا الحال، 50 عاما حتى أضاءت الشرارة التي بدأتها عائشة شعلة لتضيء الطريق .. فجاءت تهاني الجبالي لتكون أول قاضية مصرية، والتي قالت معلقة على تعيينها عن الدكتورة عائشة راتب – دكتورة القانون الدولي بجامعة القاهرة وصاحبة قصتنا- وكأني أجني ثمار ما بدأت.

حازت عائشة ارتب على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة

، عام 1995.