أَحَقُّ الأَيادي أَن تُجَلَّ وَتُعظَما
أَحَقُّ الأَيادي أَن تُجَلَّ وَتُعظَما
وَتُسلَكَ في الأَعناقِ سَمَطاً وَتُنَظَّما
وَتَلبِسُها الأَيّامُ حَلياً وَكِسوَةً
وَتَسني لَها الأَحقابُ عيداً وَمَوسِما
أَيادي الأولى كانوا مَصابيحَ عَصرِهِم
لِمُدَّرِعٍ لَيلاً مِنَ الجَهلِ مُظلِما
وَمَن أَوضَحوا لِلحائِرينَ مَحَجَّةً
فَساروا بِهِم في العَيشِ نَهجاً مُقَوِّما
لَعَمري إِذا الأَعلامُ قيسَت جُهودُها
وَكُلٌّ أَتى عَمّا فَراهُ مُتَرجِما
وَجاءَ الكِرامُ الكاتِبونَ فَقيدوا
لِكُلِّ عِصامِيٍّ حِساباً مُرَقَّما
فَمَن مِثلُ عَبدُ اللَهِ في الشَرقِ عالَمٌ
لَهُ مِثلُ مِن رَبّي وَرقى وَعَلَما
تَلاميذُهُ عَدُّ الحَصى وَتَراهُم
بُدوراً بِآفاقِ البِلادِ وَأَنجُما
أَفاضَ عَلى الأَرجاءِ عِلمٌ عَلِمَهُ
فَعَجَّ وَمَن لِلبَحرِ كَقفوَ إِذا طَمى
وَبَثَّ لِسانُ العَرَبِ خَمسينَ حَجَّةً
يُقَوِّمُ مُنآداً وَيُوَضِّحُ مُبهَما
وَسَلَّ سُيوفاً مِن قَرابِ دِماغِهِ
فَفَلَّ بِها اللَحنَ جَيشاً عَرَمرَما
وَمَن يَبتَذِل في خِدمَةِ العِلمِ نَفسَهُ
فَأَجدَرَ بِأَن يَغدو عَزيزاً مُكَرَّما
رَقى مِن ذَرى التَحقيقِ في النَحوِ ذَروَةً
يُقَصِّرُ عَنها مَن مَضى وَتَقَدَّما
فَلَو كانَ لاقى سيبَويهِ وَرَهطَهُ
لَعادَ لَعَمري سيبَويه اِبنُ أَعجَما
وَلَم يَكُن ذِياكَ الكِتابَ مَرجَبا
وَرائَحَةُ التُفّاحِ لَم تَكُ مَغَنما
وَلَو كانَ في العَصرِ القَديمِ مَجيئَهُ
لَفَتَّ بِعَينِ الجحِظِ العَينِ حَصرَما
وَأَصبَحَ مَعَهُ الفارِسِيُّ وَاِبنُ فارِسٍ
وَقَد بَرَّئتَ تِلكَ الفَراسَةِ مِنهُما
لَباتَت بِأَحشاءِ المُبرَدِ غُلَّةً
وَكادَ اِبنُ جَنِيٍّ يُجِنُّ تَأَلُّما
وَصارَ اِبنُ عُصفورَ مَهيَضاً جَناحَهُ
وَلَو كانَ قَبلَ اليَومِ طارَ إِلى السَما
وَلَو ناظَروهُ في الفَرائِدِ مَرَّةً
رَأَوا مِن عُلاهُ ما يَفوقُ التَوَهُّما

المراجع

موسوعة العالمية للشعر العربي

التصانيف

شعر