ترجمة: مصعب زين العابدين- كراتشي: أصبح هنالك تزايد في عدد الباكستانيين الذين يمارسون زواج المتعة من أجل إضفاء شرعية على تعاطيهم للفاحشة، وكذلك من أجل التحايل على قانون البلاد الذي يجرم الزنا. ففي أحياء الفاحشة القذرة في \"حيدر أباد ولاهور وكراتشي ومولتان\" وعدد آخر من المدن الباكستانية، فإن الشرطة الباكستانية تقوم بالمداهمات وإلقاء القبض على عدد من الذين يحاولون الإفلات من تهمة الزنا من خلال ادعائهم الانتماء إلى بعض الفرق الإسلامية التي تجيز زواج المتعة.
ووفقا لبعض الفرق المنحرفة فإن زواج المتعة جائز في حال الاتفاق بين الرجل والمرأة على الدخول بهذا الزواج ولو لمدة قصيرة ربما لا تتجاوز عدة ساعات، وتكفي الموافقة اللفظية لإتمام هذا الزواج دون الحاجة لوجود الشهود أو التوثيق. ولكن الشريعة الإسلامية لأهل السنة والجماعة تحرم هذا النوع من الزواج الذي انتهى العمل به في صدر الإسلام ولا حاجة إليه في هذا الزمن، حيث لم يعد هنالك فتوح إسلامية كما كان في السابق ولم يعد الجند مضطرون للابتعاد عن أوطانهم لأشهر أو سنوات طويلة. كما أن المتعة مقابل المال محرمة شرعا وهي من كبائر الذنوب ويرى فقهاء الشريعة أن لزواج المتعة مضارا اجتماعية خطيرة، حيث ترفع المسؤولية عن الرجال في أمور الحمل والنفقة وشرعية المولود. ولكن المتعة تجد قبولا عند صنف آخر من المنتسبين لبعض الفرق المنحرفة وتعتبر\"مغنما وعملا مستحبا\" فهذا \"سيد مجتبى ركني موسوي\" الذي ألف كتاب \"الحضارة الغربية بعيون إسلامية\" يرى أن المتعة قد شرعت لمحو الدعارة والأعمال المحرمة من المجتمع
؟ ورغم قيام الشرطة باتخاذ إجراءات صارمة ضد البغاء إلا أن الوضع يصعب السيطرة عليه في بعض ألاماكن كما في بعض أحياء لاهور السيئة السمعة. وإذا نظرنا إلى حال المتعة في ظل رؤساء باكستان السابقين فإن صناعة الدعارة قد ازدهرت في عهد \"ذو الفقار علي بوتو\" بسبب تبنيه لسياسات ليبرالية، ورغم تحريم المتعة أيام الرئيس ضياء الحق إلا أن غالبية المشتغلين بها انتقلوا إلى أماكن أخرى. وبعد الرئيس ضياء الحق بدأ تجار المتعة العمل خارج المناطق القذرة، حيث أعطتهم هذه الحجة غطاء ضد المداهمات التي تشنها الشرطة أو الجهات القانونية الأخرى. تقول إحدى النساء العاملات بالمتعة والتي أطلقت على نفسها اسما مستعارا، أنها استعانت بالمتعة لمواجهة المصاعب المادية، وأن زواج المتعة يريحها من عقدة الذنب | وتضيف: \" أرى أن ما أفعله في نهاية اليوم لم يكن بغاءً\" | إن حالات زواج المتعة ليست محصورة في باكستان، فهذا الأمر يتم في حيدر آباد في الهند أيضا، عندما يأتي بعض السياح الأثرياء للبحث عن فتيات شابة للمتعة، غالبا لا يستمر الزواج بهن أكثر من ليلة واحدة. ويقوم بعض المحسوبين على علماء الدين الجشعين بإصدار شهادات الزواج والطلاق لتأمين شرعية هذا الفعل الرخيص. ويبدو أن الجهل والفقر والعهر يفسح المجال لاستغلال النساء في كل من الهند وباكستان.
المراجع
www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=878موسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث
|