"الميلية" عبارة عن بلدية تتبع إقليميا إلى دائرة الميلية ولاية جيجل الجزائر، حيث تعتبر ثاني أكبر مدينة في الولاية بعد مدينة جيجل.

أصل التسمية

توجد ثلاث قصص أكيدة عن أصل تسمية المدينة بالميليّة:أولها أنّ أهل ميلة كانوا يقصدون موطن قبيلة أولاد عيدون للتسوق في أكبر سوق بالمنطقة ذلك الزمن، وينزلون دوما بموقع قرب وادي الكبير، فكان سكان المنطقة يسمونهم "الميليّة" نسبة إلى بلدتهم ميلة ومع مرور الزمن ارتبط هذا الاسم بذلك المكان.

ثانيها أن امرأة صالحة كانت تسكن ظهر هضبة الدائرة اليوم وتعالج الناس من السحر والمس والمرض، كان يقال لها "الميليّة" نسبة لبلدتها ميلة، فكان الذين يقصدونها للعلاج يقولون إننا ذاهبون إلى الميليّة، وبعد وفاتها ارتبط الاسم بالمكان.

ثالثها هو أن القاضي "بن نيني" الذي ولّته فرنسا حاكم الأهالي، سمى المنطقة إداريا المايلة بسبب طبيعة تضاريسها المائلة، وسمى أولاد عيدون الذين كانوا يسكنونها "المايليّة"، ثم قام الفرنسيون ببناء البرج العسكري المشهور باسم "برج المايليّة" وتطور الاسم الرسمي إلى إن أصبح "الميليّة"، وكل ذلك قريب من الصحّة.

الميلية

للميلية موقع استراتيجي هام في منطقة الشمال القسنطيني فبالإضافة إلى موقعها الجيد على الضفة اليمنى للوادي الكبير، فهي تتوسط غابات الفلين الكثيفة، وتعد همزة وصل بين المدن الرئيسية، مثل جيجل، ميلة، قسنطينة، وسكيكدة والقل. وقد حاول الاستعمار فرض سيطرته عليها، ولم يتمكن من ذلك إلا بعد ثورة 1871، رغم اقامة المركز العسكري بها منذ 1858. وكانت تخضع للحاكم العسكري، في شكل ملحقة إدارية يسيرها متصرف برتبة كابيتان، ويساعده المكتب العربي والقياد. وفي 25 أوت 1880 أنشئت بلدية الميلية المختلطة، على مساحة: 95975 هكتارا، وتمتد من القرارم جنوبا إلى ساحل البحر المتوسط شمالا. وفي سنة 1888 انفصلت عنها القرارم. وقد شهدت بلدية الميلية حركة استيطان واسعة بعد ثورة 1871 بحيث بلغت نسبة الأراضي المصادرة حوالي 27% سنة 1888. ومع تزايد حركة الاستيطان، ومصادرة المزيد من الأراضي، أصبح المستوطنون الذين يمثلون 48.0% من السكان، يسيطرون على 39% من الأراضي والغابات، بينما الأهالي الذين يمثلون99.52 % من السكان، يمتلكون 61 % من الأراضي، أي أن نصيب الفرد الجزائري من الأرض لا يتجاوز 0.52 هكتارا، بينما نصيب الفرد المستوطن بلغ 71.20 هكتارا. واستمرت عملية التوسع الاستيطاني في بلدية الميلية بإنشاء مركز استيطاني بأراغو (برج علي) سنة 1902، وعدة مزارع استيطانية في كاتينا (سطارة) سنة 1923، على حساب ممتلكات السكان لفائدة المستوطنين الذين أسسوا عدة مؤسسات صغيرة. وفي سنة 1957 أصبحت الميلية مقر دائرة، تشمل الكثير من البلديات، منها: سطارة، العنصر، سيدي معروف... وتعدّ من أهم معاقل الكفاح التحرري خلال ثورة نوفمبر، وقد ساهم طابعها الجبلي، وغاباتها الكثيفة، في تميزها بهذا الدور. وقد شهدت تأسيس أول منطقة محرمة في الجزائر سنة 1957، وفي مذكراته يروي الكولونيل ترانكي، ما قاله الجنرال شال، عندما أرسله إليها، لتنفيذ مخطط التهدئة، المعروف باسم (خطة شال) حيث خاطبه قائلا : " أريد أن أعطيك قطاعا صعبا في الجزائر : الميلية، الكولونيل ماري الذي كان يحكمه قتل على بعد 100 متر من المدينة، انه الكولونيل الثاني الذي يتم اغتياله في هذا القطاع. رئيسي دائرة تم اغتيالهما في مكتبهما السنة الماضية، وخلال عملية عسكرية جند لها فيلق كامل ودامت عدة أيام، لم يتم استرجاع سوى بندقية صيد، انه شيء مؤسف وهذا ما لا أريد تكراره. الميلية هي مملكة الفلاقة، وهنا أريد إنهاء الحرب. عندما يهدأ القطاع ستنتهي الحرب".

ولكن الكولونيل ترانكي رحل، والميلية لم تهدأ حتى تحقق حلم الاستقلال. وقد أنجبت هذه المنطقة العديد من الشخصيات البارزة والأبطال منهم : العلامة مبارك الميلي، علي بن عيسى، الشيخ أحمد حماني، الشيخ محمد الصالح بن عتيق، مسعود بوعلي، الشهيد محمد سعيداني، الشهيد محمود بلارة وغيرهم، ممن قدموا خدمات جليلة، كل بطريقته الخاصة.

 


المراجع

areq.net

التصانيف

بلديات ولاية جيجل   الجغرافيا   تجمعات سكانية