مدرسة ابن يوسف (مراكش)
مدرسة ابن يوسف بمدينة مراكش من ابرز مدارس المغرب الأقصى وهي تحفة معمارية ترجع إلى زمن الدولة المرينية، بناها السلطان أبو الحسن المريني سنة 747هـ، 1346م. وهي تشتهر بتناسق عمارتها وروعة زخرفتها، تتالف من الداخل من صحن أوسط مكشوف يحفه من الجانب الجنوبي إيوان القبلة. ومن جوانبه الثلاثة الشرقية والغربية والشمالية ثلاث ظلات تحمل جميعها حجرات وسكن الطلاب، وقد جددت عمارة المدرسة في عصر السعديين، دون أن تغير شيئاً من عناصرها القديمة.
تاريخ
النواة الأولى لهذه المدرسة ترجع لفترة الدولة المرينية، وارجع بعدها السلطان السعدي عبد الله الغالب بناءها بين سنتي 1564 - 1565، فأعاد بذلك السعديون الحياة للنواة الأصلية لمدينة مراكش ببنائهم للمدرسة ذات الشكل المربع.تكونت المدرسة، ذات الشكل المربع والتي تبلغ مساحتها إلى نحو 1680 متراً مربعاً، على امتداد أربعة قرون، معقلا للعلماء ومقصداً للطلبة المتعطشين للعلم والمعرفة في مختلف العلوم خاصة منها الدينية والفقهية، قبل أن تتحول إلى مزار سياحي وتحفة أثرية وعلامة ازدهار حضاري مغربي سابق.
زخرفة
تنوع مواد البناء والزخارف يصنع من مدرسة بن يوسف تُحفة فنية من المعمار الأصيل وسجلا يؤرخ للفن المغربي في زمن المرينيين، فخشب الأرز الذي جُلب من جبال الأطلس يوجد في كل ارجاء المعلمة، في القبب الفخمة للدهليز وقاعة الصلاة، وسقوف الممرات، والإفريزات. أما الرخام الإيطالي فقد استخدم كثيراً في هذه المدرسة، إذ نجد عمودين منقوشين في جوانب باب قاعة الصلاة، بالإضافة إلى أربعة أعمدة أخرى في ذات القياس وذلك في المحراب وقاعة الوضوء. أما الجبس فيبدو أنه الأكثر استعمالا في تزيين المدرسة، كما تدل على ذلك اللوحات الكبيرة من الجبس المنقوش، والتي تغطي واجهات الفناء وقاعة الصلاة. ويميز هذه المعلمة استعمال الزليج بألوانه المتنوعة وأشكاله الهندسية وتقنياته المختلفة، إذ يغطي أسفل الجدران وكذا الأعمدة، أما الأرضية فمرصعة بالرخام الإيطالي، خاصة الصحن، كما يغطي أرضية قاعة الصلاة والغرف، كما نجد قطع الزليج الصغيرة، في الممرات والأدراج والصحون الصغيرة.
تصميم العمارة
وقبل الولوج إلى داخل بناية المدرسة، تستقطب انتباه الزائر قبة من المقرنس بالجبس تحمل نقوشاً بالألوان، أما باب المعلمة فمغطى بالبرونز المنقوش. ويتم الولوج إلى المدرسة عبر ممر مغطى بسقف يضيء المكان عن طريق ل مجموعة من الفتحات، قبل أن يفضي إلى دهليز يؤدي إلى مختلف أنحاء البناية.وفي الجهة الوسطى من الواجهة الشمالية يوجد بيت الصلاة، المكوَّنُ من ثلاث بلاطات عرضية يفصلها صفان من الأعمدة الرخامية، وهي بلاطات جانبية تتوفر على خزانات خشبية كانت تستعمل، في السابق، كمكتبة خاصة بنزلاء المدرسة. ويكشف المحراب عن زخارف بديعة، ومواد متنوعة، تعبر عن غنى هذه المعلمة، مثل الرخام والخشب والجبس بأشكال مختلفة الألوان. ويشكل المحراب المزود بشرفات خماسية الأضلاع قوساً تاماً مدعماً بأربعة أعمدة صغيرة من الرخام تُغطيه قبَّة صغيرة من المقرنس بالجبس.
وتتوفر قاعة الوضوء في أول الممر الغربي، وهي تشتمل على حوض مربع الشكل يستخدم للوضوء، تغطيه قبة جبسية مُقرنسة، فيما الكل مدعم بأربعة أعمدة رخامية.وفي الطابق العلوي، وعبر درج تقليدي يناسب المكان، توجد باقي حجرات الطلبة، ومن بين خصوصيات المدرسة وجود ممرين يحيطان بالساحة المركزية ويؤديان إلى سبعة صحون صغيرة توجد بها حجرات الطابق السفلي، ويعيد الطابق العلوي تصميم الطابق السفلي.
التدريس
لم تكن الدروس تلقى بالمدرسة ذاتها ، ولكن بداخل مسجد بن يوسف المجاور، حيث كانت عبارة عن «حي جامعي»، بالمفهوم المتعارف عليه اليوم، سكن الطلبة، ويصل مجموع الغرف المخصصة للطلبة 132 غرفة، حيث كان يعيش الطلبة ويراجعون دروسهم، في حين كانت قاعة الصلاة تُستعمل لأداء الواجب الديني.
المراجع
areq.net
التصانيف
مواقع أثرية في المغرب مراكش المغرب مدارس