ثورة رشيد عالي الكيلاني، هي عبارة عن ثورة وطنية حصلت في العراق وأحد أهم الأحداث التي غيرت تاريخ العراق، بدأت في العراق في شهر شباط/فبراير وامتدت لغاية 2 / أيار 1941، ونتج عنها إسقاط عبد الإله الوصي على العرش وتكوين حكومة جديدة برئاسة رشيد عالي الكيلاني، ولقبت هذه الثورة بالعامية دگة رشيد عالي الكيلاني.
في 4 نيسان عام 1939 مات الملك غازي الأول في حادث سيارة، وأصبح ابنه فيصل ذو الأربعة سنوات ملكا على العراق. ليحكم العراق من خلال حكومة عراقية موالية للبريطانيين بقيادة الوصي على العرش عبد الإله بن علي ورئيس الوزراء نوري السعيد. وفي 1 أيلول 1939 اشتعلت الحرب العالمية الثانية وأعلنت كل من بريطانيا وفرنسا في 3 أيلول الحرب على ألمانيا النازية وطلبت الحكومة البريطانية من العراق قطع العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا وتقديم المساعدات الضرورية التي تحتاجها بريطانيا وفقاً لبنود معاهدة 1930.
سارع رئيس الوزراء نوري السعيد باشا إلى تنفيذ تلك المطالب وقطع العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا في 5 أيلول وأكد دعم حكومته الكامل لبريطانيا، بل أكثر من ذلك وضع العراق في حالة حرب في الوقت الذي لم تكن العمليات العسكرية تتصاعد سوى في بولندا في قلب أوروبا، حيث فرض حظر التجول، وأصدر قانون الحصة التموينية الحربية، وصادر بعض الممتلكات الراجعة لدول المحور وفرض نظام الرقابة على الصحف والأحزاب والجمعيات وغيرها.
بعبارة أخرى فرض نظام الطوارئ والأحكام العرفية وعزز من سلطاته دون مبرر يذكر في تلك الآونة. وقد فسر موقف نوري السعيد هذا على أنه موقف انتهازي أراد أن يستثمر اندلاع الحرب ومبررات ودواعي الالتزام بمعاهدة عام 1930 مع بريطانيا، لترتيب أوضاعه السياسية ضد خصومه ولاسيّما إنه كان في بداية عمله السياسي كرئيس وزراء وله الكثير من المنافسين والخصوم والتيارات الفكرية المناوئة، والتي يتحتم عليه تسوية مواقفه معها الواحدة تلو الأخرى ليشق طريقه السياسي ويفرض مبادئه وبرنامج عمله واستراتيجيته.
في المعسكر المقابل كان الفريق حسين فوزي رئيس الأركان العامة يقود التيارات المعارضة لسياسة نوري السعيد، وتحالف مع الفريق فوزي عدد من قادة الجيش وبعض الأحزاب والشخصيات الوطنية بزعامة رشيد عالي الكيلاني باشا رئيس الديوان الملكي، الذين تزعموا معارضةً برلمانيةً وسياسيةً مثلما كانت تقاوم وتنتقد في الشارع أيضا تلك التيارات الطامحة لفصل العراق عن التبعية لبريطانيا والتي رأت في سياسة الحكومة بزعامة نوري باشا خطرا على استقلال العراق وبقائه يدور في فلك بريطانيا وهيمنتها على العراق سياسيا واقتصاديا.
وما لبث ان اشتعل النزاع السياسي بين التيارين الذي أدى إلى استقالة نوري السعيد وتولي رشيد عالي رئاسة الوزراء بدلا عنه، حيث صّعد نوري باشا الصراع، وهو من موقع المعارضة شيئا فشيئا إلى مواجهة مسلحة بين التيارين مما أدى ببريطانيا للتدخل لمناصرة حلفائها في تيار نوري السعيد والوصي على العرش، عبد الإله بن علي الهاشمي، بعد دنو أجلهما وفشل تيارهما امام تيار رشيد الكيلاني وحسين فوزي، ثم هرب الوصي ونوري السعيد وباقي زعماء ذلك التيار إلى خارج العراق، عندئذ أدركت بريطانيا بان العراق قد خرج عن دائرة طوعها واستراتيجياتها فتدخلت لإعادة الوصي ونوري باشا، فأعلنت حربا لإسقاط حكومة رشيد عالي الكيلاني ونتج عنها احتلال العراق.
المراجع
areq.net
التصانيف
تاريخ العراق حروب العراق معارك الحرب العالمية الثانية نزاعات في 1941 حروب ألمانيا التاريخ