الطلاء الزيتي هو عبارة عن طلاء بطيء التجفيف و يتكون من جزيئات الصبغات العالقة في الزيت الجاف وعادة مايكون زيت بذور الكتان. يمكن تعديل درجة لزوجة الطلاء بإضافة بعض المذيبات مثل: زيت التربتين و الوايت سبيريت و يمكن أيضاإضافة مادة الرينش لزيادة لمعان الطلاء وقد استخدمت الألوان الزيتية في أوروبا منذ القرن الثاني عشر للديكور البسيط و لكن لم يتم اعتمادها على نطاق واسع حتى أوائل القرن الخامس عشر و تتركز الاستخدامات الشائعة للطلاء الزيتي في التشطيب و حماية الخشب و المباني و الهياكل المعدنية المكشوفة مثل السفن و الجسور ولكن صعوبة خصائص الطلاء الزيتي والوانه المضيئة تجعله غير مرغوب في استعماله داخليا وخارجيا على الخشب والمعدن حيث أنه يستغرق وقت طويل ليجف، ولكن تم استعماله موخرا لطلاء الزجاج، وسمك طبقة الطلاء لها تأثير كبير على وقت جفافه أما الطبقات الرقيقة من الطلاء الزيتي فهي تجف بشكل أسرع.
التاريخ
إن التاريخ الفني لإدخال الطلاء الزيتي وتاريخ إدخال المواد المضافة المختلفة كالمجففات والمخففات لا تزال على الرغم من البحث المكثف منذ منتصف القرن الثامن عشر ليست واضحة حيث ازدهر الأدب عامة بالنظريات والمعلومات غير الصحيحة فأي معلومة أو نظرية أو عمل تم نشره قبل عام 1952 يعتبر مشبوه وحتى عام 1991 لم يعرف شيء عن الجزء العضوي من اللوحات الجدارية من فترة العصر الحجري ولكن قُدمت العديد من الافتراضات حول كيمياء المواد اللاصقة.
أول استخدام مسجل
تعد أقدم لوحة زيتية تاريخية معروفة منذ 560 ميلادي، حيث اكتشفت في عام 2008 في أحد كهوف وادي باميان في أفغانستان باستخدام الجوز وخشخاش بذور الزيوت.
الفترة الكلاسيكية والعصور الوسطى
على الرغم من أن الحضارات المتوسطة القديمة لليونان وروما ومصر تستخدم الزيوت النباتية، هناك القليل من الادله التي تشير إلى استخدامها كوسائل إعلام في اللوح، في الواقع لم يكن يستخدم زيت بذرة الكتان كوسيلة وذلك بسبب بطئ جفافه وعتامة الوانه وتشققه على عكس المستكة والشمع.
الكتاب اليونانيون مثل أميدينوس ايتويس سجل الوصفات التي يستخدم فيها بعض الزيوت للتجفيف مثل الجوز والخشخاش والخروع وبذر الكتان.عندما تم تسميك طبقة الزيوت أصبح من الممكن استخدامها لحماية اللوحات من المياه. بالاضافه إلى ذلك، عندما تم إضافة الصباغ الأصفر للألوان الزيتية. أظهر أمكانية انتشاره عبر رقاق القصدير كبديل اقل كلفة للأوراق الذهب.
حافظ على هذه السجلات الرهبانية المسيحية المبكرة و استخدمت التقنيات في العمال الخاصة بهم. ثيوفيلوس القسيس، راهب ألماني يعود للقرن الثاني عشر. أوصى بزيت بذرة الكتان و كان ضد استخدام زيت الزيتون. الطلاء الزيتي كان يستخدم كما يستخدم في الأيام الحالية بالديكور.
النهضة ومابعدها
وكالتفضيل العام للطبيعية دهانات التمبرا سريعة التجفيف أصبحت غير كافية لتحقيق أثار مفصله ودقيقة جدا كما التي تستطيع الطلاءات الزيتية تحقيقها. لوحة 'netherlandish' المبكرة من القرن الخامس عشر شهدت صعود لوحات بحته في استخدام الزيوت مثل الرسم الزيتي. في القرن السادس عشر أصبح استخدام اللوح الزيتية النقية تقليد. باستخدام كثير من التقنيات والمواد التي تم العثور عليها اليوم.
الادعاء من قبل فاساري ان يان فاك ايك اخترع الرسم الزيتي غير صحيح. لكن استخدام فان ايك للطلاء الزيتي حقق نتائج روايته من حيث التفصيل الدقيق وخاط الألوان بمهارة لا تكاد تعادل أحدا. خليط فان ايك تكون من الزجاج و عظام المكلس (calcined bones ) والإصباغ المعدنية بالاضافه إلى زيت بذرة الكتان المغلي حتى وصل إلى درجة اللزوجة أو انه ببساطة قام باستخدام زيوت الشمس ( تتأكسد قبل التعرض لأشعة الشمس ) لم يترك خلفه أي وثائق مكتوبة.
درب الفلمنكية أو تأثير انطونيلو دميسنا الذي ادخل الطلاء الزيتي إلى إيطاليا. قام بتطوير الطلاء الزيتي بإضافة litharge أو ثاني أكسيد الرصاص. الخليط الجديد اكتسب قوام كقوام العسل وكان سريع التجفيف. عرف هذا الخليط باسم الزيت المطبوخ.
في وقت لاحق قام ليناردو دافنشي بتحسين هذه التقنيات بطبخ الخليط بحرارة منخفضة وبإضافة شمع العسل مما يمكن الطلاء للتحول إلى سواد ولكن استخدام أي من الزيوت المطبوخة قد يظلم الرسم الزيتي، لا يوجد أسياد شعبيون ممن عملوا على هذه اللوحات على قيد الحياة لذا كل المكونات أصبحت شعبيه في القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الوقت أجريت تجارب لتحسين الطلاء والطلاء مع الزيوت الأخرى و يتم إنشاء الألوان الزيتية الحديثة من بلادربود و ironweed, calendula, Tintoretto . النباتات استخدمت لزيادة المقاومة أو للحد من وقت التجفيف.
أنابيب الطلاء
أنابيب طلاء مختلفة
تم اختراع أنبوب الطلاء في عام 1841 على يد الرسام غوفي راند حيث استخدام قرب الخنزير و المحاقن الزجاجية كأدوات بدائية لنقل الطلاء ويقوم الفنانون أو مساعديهم بخلط الاصبغة بعناية ملزمين بنسب معينة أما الآن يتم إنتاج الدهانات بكميات كبيرة تباع في أنابيب مقفلة مصنوعة من القصدير ويمكن للأنابيب ان تحفظ لفترات طويلة و تستخدم مرة اخرى في المستقبل توفر أنابيب الطلاء أيضا المرونة و الكفاءة للرسم الحر في الهواء الطلق حيث يمكن للفنان تخفيف الطلاء بمزجه مع زيوت أو مواد أخرى.
غيرت أنابيب الطلاء أيضا طريقة اتصال الفنانين بالرسم فقد قال الفنان بيري اوقست رينوار " بدون أنابيب الطلاء لن يكون هناك انطباعية" حيث تساعد الانطباعيين على الوصول لجميع الألوان بسهولة فتحفزهم على اختيار الالوان بعفوية مع الحصول على كميات أكبر من الطلاء لجعله أكثر سماكة
الخصائص
تتطلب الألوان الزيتية التقليدية زيت مجمد تدريجيا حيث يتشكيل غشاء جامد غير منفذ مثل الزيوت التي تسمى siccative أو الزيوت الجافة وتتسم هذه الزيوت بمستويات عالية من الأحماض الدهنية المشبعة من خصائص دهون siccative أو الدهون الجافة هو عدد اليود الموجود، فجرام من اليود يمكنه امتصاص 100 جرام من الزيت وتعتبر الزيوت التي يكون فيها عدد اليود أكثر من 130 جافة و عدد اليود من 130-115 زيوت شبة جافة. و تعتبر الزيوت الاقل من 115 غير جافة مثل زيت بذرة الكتان الذي يعتبر الأكثر انتشارا بين الفنانين.
عندما تتعرض الزيوت للهواء فهي لا تخضع لعملية التبخر كالماء فمن مميزات التجفيف البطيء انه يمكن للفنان ان يحدث بعض التعديلات التي يريدها باللوحة تدريجيا بعكس صباغة البيض سريعة التجفيف التي تمنع الفنان من اجراء تصليحات أو تغييرات فالتنقيح باستخدام هذا النوع من الطلاء ( الزيتية ) يكون أسهل أما عيبها فهو أن الزيوت قد تستغرق شهورا أو سنوات للانتهاء الذي قد يخيب بعض الفنانيين فالألوان الزيتية تندمج مع بعضها جيدا مما يجعل الاختلافات خفية بين الألوان ويمكن تخفيف الزيوت بإضافتها مع زيت التربينتين لرسم عدة طبقات.
أساليب الاستخراج و المعالجة
حالما يتم استخلاص الزيت يتم في بعض الأحيان إضافة مواد لتعديل خصائصه الكيمائية وبهذه الطريقة يمكن للطلاء ان يجف بصورة أسرع ( ان كان هذا هو المطلوب) اما الزيوت الحديثة فهي تحتوي على هياكل كيمائية معقدة فعلى سبيل المثال هي توثر على المقاومة للأشعة البنفسجية وتنطوي العملية باليد على خلط الأصباغ بزيت بذرة الكتان بمفتت الزجاج أو لوح رخام. ثم توضع كمية صغيرة على الأرض بين البلاط و الزجاج فالصباغ و الزيت هما الأرض معا و مع الصبر تتحقق عجينة فائقة السلاسة وبهكذا يتم وضع هذا الخليط في أنابيب الطلاء.
الصباغ
يستمد لون الطلاء الزيتي من جزيئات صغيرة من أصباغ ملونة مختلطة بالناقل ويعرف بعضها كالفحم ( الأسود) و أكسيد الحديد ( الصدأ الأحمر) و الجبس ( الأبيض) وتتضمن الأنواع الشائعة من الصباغ على الأملاح المعدنية مثل الأكسيد الأبيض الذي تم استبداله بمواد اقل سمية مثل الزنك و التيتانيوم، أيضا تم استبدال الأحمر إلى الأصفر ( cadmium pigments) و تتألف فئة أخرى من أنواع الأرض مثل sienna أو umber. و يأتي نوع أخر عضوي مثل الجذور.
تتوفر ألان صبغات اصطناعية اما الصبغات الطبيعية لها ميزة لكونها مفهومة منذ قرون من الاستخدام و لكن التركيبات قد زادات إلى حد كبير عن نطاق الألوان المتوفرة.
السمية
لقد كانت كثير من الاصباغ التاريخية خطيرة جدا، و كثير من هذه الاصباغ لازالت تستخدم حتى الآن ولكن بعض من هذه الاصباغ سامة جدا وهي باييس كوين واوبمنت وهذه الأصباغ قد ندر استخدامها لشدة سميتها.
ولا يزال هناك الكثير من الأصباغ شديدة السمية قيد الاستخدام مثل الأصباغ الحمراء و الصفراء المصنعة من الكادميوم و يستخدم الزنجفر الأحمر كبريتيدالزئبق الطبيعية أو الاصطناعية أو الزنجفر.
المراجع
Text
التصانيف
درجات الأخضر فنون مرئية ألوان العلوم الاجتماعية