أفلوطين، هو فيلسوف من مصر واليونان بين عامي 202-204م في مدينة ليكوبوليس في مصر. وعندما بلغ سن الثامنة والعشرين عكف على دراسة الفلسفة في الإسكندرية حيث تتلمذ هناك 11 عاماً ودرس الفلسفة على يد امونيوس زاكاس وقد كان مهتما بالفلسفة الرواقية، ودرس الفلسفة الهندية كذلك. وفي سن الاربعين انتقل إلى روما في عهد حكم فيليب العربي حيث استقر هناك حتى وفاته في سنة 270م.
لقد كان المفكر الأكثر تمثيلاً للقرن الثالث لأنه جمع في شخصيته أرفع تقاليد العالم القديم. ويعتبر أبو الأفلاطونية المحدثة، وكان يُعرف بالشيخ اليوناني.
مؤلفاته:
أهم مؤلفات أفلوطين هي "الإنيادة أو التاسوعات " الذي جمعها تلميذه فرفوريوس الصوري. والتاسوعات هي عبارة عن 54 رسالة صغيرة جمعت في ست مجموعات تحتوي الواحدة منها على تسع رسالات تبحث في مواضيع مختلفة. التاسوع الأول يتضمن موضوع الأخلاق، أما الثاني موضوعات في الطبيعة، والثالث موضوعات تتناول العالم الإلهي، والرابع يختص بالنفس، الخامس بالروح الإلهي، السادس والأخير بالخير الواحد.
فلسفته:
تدور فلسفة أفلوطين من خلال تاسوعته حول مصير النفس البشرية والكون وتركيباته. وقال عن النفس بأنها هي من العالم الأعلى ثم تجيء إلى العالم الأسفل وهي لاتزال مرتبطة بما بقي منها في العالم الروحاني بعد أن أخذت تجري إلى هذا العالم، مثلما ينبعث الشعاع من مركزه. فإذا جاءت إلى عالمنا لم تنقطع عن لجوئها إلى ذلك الجزء الأعلى منها في مشاهدتها. وبذلك الجزء ذاته تحفظ كل ما هي عليه وكل صفاته.
كما قال أن النفس البشرية التي جعلت في الجسد هي عرضة للشر والألم، وهي تعيش في الشقاء والخوف والشوق والسرور. والجسد لها بمثابة سجن، والعالم بمثابة كهف ومغارة. فالنفس بطبيعتها نقية وطاهرة، ولكن اتصالها بالمادة يفقدها نقاوئها من دون أن يدخل ذلك تغييراً في وجودها.
ويُعتبر أفلوطين أول من قال بنظرية الفيض في تفسير الوجود، وجعل مبدأها الواحد أو الخير أو الله. والله هو واحد مطلق بسيط غير مركب، غير متحرك غيور ساكن، ليس في زمان ومكان، وهو كامل لايعتريه مبدأ الوجود جميعاً، فيتأمل الله ذاته فيعقلها، فيفيض عنه كائن أول وهو العقل، والعقل يعقل نفسه ويعقل الله، ويتأمل ذاته فتفيض عنه النفس الكلية التي تملأ العالم. تتأمل النفس العقل فتفيض عنها نفوس الكواكب ونفوس البشر والأجسام.
وقال أفلوطين عن الخالق : هو هنا وهناك في كل مكان، فالطبيعة الإلهية غير متناهية، فلا حدّ لها، وهذا يعني أنها لاتغيب أبداً، وإن كانت لاتغيب فهي حاضرة في جميع الإشياء.
وأخيراً نختم المقال بمقولة لهيجل عندما تحدث عن أفلوطين : السمة الأهم والأكثر تمييز لدى أفلوطين هي تحمسه السامي والخالص لارتفاع الروح نحو ماهو خيَّرٌ وحق، نحو المطلق .... وكل فلسفته تسوقنا نحو الفضيلة ونحو المعاينة العقلية الأبدية.
المراجع
syr-res.com
التصانيف
فلاسفة ورحالة شخصيات التاريخ العلوم الاجتماعية