إبراهيم الضحاك

في منطقة صحراوية تقع في الجنوب التونسي، ولد إبراهيم الضحاك سنة1931، بالزاوية من قرية القصر بقفصة. وهو من أبرز الفنّانين التونسيّين الذين تخصّصوا في فنّ الحفر ويعزى إليه الفضل في تركيز صفحات كبرى داخل ملف الحفر الفنّي بتونس، إذ هو أوّل فنّان تونسي واظب على ممارسة هذا الفنّ في تجربته الابداعيّة. وفنّ الحفر فرع من الفنون التشكيليّة، يبتدئ من داخل الرسم الخطّي وينتهي بتقنية الطباعة التقليدية.

وتعود نشأة هذا الفنّ إلى نشأة الطباعة نفسها. إنّ الرسم الخطّي هو منطلق فنّ الحفر. فلا يمكن للفنّان أن يحفر أشكاله على طبقة الخشب دون أن يرسمها. ومن ثمّة، فلا غرابة في أن يكون إبراهيم الضحّاك رسّاما قبل أن يكون حفّارا. ومن مزايا الرّسم أنّه يساعد الفنّان على تحديد موضوعه والتحكّم فيه. وذلك لتأمين التواصل بين المتلقّيتوالصورة المحفورة، تواصلا يعتمد أساسا على الدلالة المباشرة كما في فنّ الطباعة. لذلك يسعى الضحّاك إلى وحدة الموضوع ووضوحه.عرض الضحّاك أعماله عام 1952.

ثم عرضها مع جماعة مدرسة تونس لفنّ الرسم منذ عام 1956، أي قبل أن يلتحق بأكاديميّة الفنون الجميلة بروما التي تخرّج فيها سنة 1961. ورغم سفره إلى إيطاليا مهد الفنّ الكلاسيكي فقد ظلّ إبراهيم الضحّاك متمسّكا في تجربته الحفريّة بموضوعات حميميّة مستمدّة من البيئة التونسيّة طبيعة وثقافة. أمّا مجال معارضه فكان من السّعة بحيث مكّنه من أن يؤكّد حضورا عالميّا بداية من معارضه التي أقامها في النصف الثاني من الستّينات بكلّ من روما وميونيخ وزيوريخ وباريس ولوزان ووصولا إلى معارضه التي أقامها، فيما بعد، بكل من فيينّا وجونيف وفالانسيا والاسكندريّة، كما أنجز الضحّاك عدّة كتب تضمّ مجموعات حفريّة مبوّبة منها الكتاب الفنّي الذي أعدّه صحبة الفنّان هاب غريشابر. وهو أحد الروّاد الكبار لفنّ الحفر المعاصر بألمانيا. انتقل الضحّاك من تونس إلى إيطاليا وألمانيا ولبنان وإلى غيرها من أنحاء العالم.

ولعلّ من شأن هذا الترحال أن يؤكّد مدى قدرة الشكل الفنّي على تجاوز الحدود. إن موضوعات الجمل والخيل والجازية الهلاليّة التي استمدّها الفنّان من التراث الشفوي بالجنوب التونسي، وإن نشأت داخل خصوصيّة ثقافيّة وتاريخيّة، فهي تراهن من داخل العمل الفنّي على اكتساب طابَعٍ كونيّ إنسانيّ.كيف يمرّ موضوع اللوحة، في مشروع الفنّان، من البعد التاريخي والثقافي إلى الأفق الجماليّ الكونيّ؟ فإلى أيّ مدى يرتقي الفنّان بلوحته أسلوبيّا من تسجيليّة الذاكرة الشعبية إلى إبداعيّة الرؤية الجماليّة؟ كيف يتجاوز الموضوع أفقه المرجعي في الذاكرة والطبيعة ليصبح موضوعا تشكيليّا محضا؟


المراجع

mawsouaa.tn

التصانيف

مواليد 1931   وفيات 2001   رسامون تونسيون   الفنون   العلوم الاجتماعية