الإعراب

تعريف الإعراب لغة واصطلاحًا

ما المقصود بالبناء والإعراب؟

إنَّ اللّفظ في اللّغة العربية نوعان، فإمّا أن يكون مُفردًا أو أن يكون مركّبًا، وعلمُ الإعراب يدرس اللّفظ المركّب من حيث أنّه جزءٌ من غيره، وتعريف الإعراب والبناء كالآتي:

إنّ معنى الإعراب في لسان العرب من ناحية اللغة هو: هو الإبانة والإفصاح كما نصّ عليه غير واحد من أئمّة اللغة ، وأمّا الإعراب اصطلاحًا: فهو العلم بأصولٍ تُعرفُ بها أحوال الكلمات من حيث البناء والإعراب، أي من حيث ما يُصيبها من تغييراتٍ في حال تركيبها مع غيرها، وبه نعرف ما يكون آخر الكلمة عليه من الضّبط الإعرابي، أو لزوم حالة واحدة للاسم، وذلك بعد انتظام اللّفظ ضمن الجمل وضمن الحالة الإعرابية.

أمّا البناء: فهو عبارة عن لزوم حركة ثابتة للفظ مهما تغيّر العامل، فمثال الإعراب قولهم: ذهب الطفلُ إلى الحديقة، ورأيتُ طفلًا يلعب، ومررتُ بطفلٍ، فإنّ كلمة "طفل" قد وردت في الرفع والنصب والجر، ومثال البناء قولهم: ذهب هذا الطفل إلى الحديقةِ، ورأيتُ هذا الطفلَ يلعب، ومررتُ بهذا الطفلِ، فإنّ "هذا" اسم إشارة مبنيٌّ على السكون في الجمل الثلاث مع اختلاف الحالة الإعرابية

نشأة علم الإعراب كيف ظهر علم الإعراب؟

حيث نصّت الروايات على أنّ أول من وضع علم النحو هو أبو الأسود الدُّؤلي، وأنّه أخذه عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، ثمّ تتابع من بعده العلماء وصولًا إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه والكِسائي، ثمّ صار الناس بعد ذلك إلى فرقتين "كوفيّة وبصريّة"، وقد مرّ هذا العلم في نشأته في أربعة مراحل، فالمرحلة الأولى كان الوضع والتكوين الذي ظهر بجهود علماء البصرة، ثم لحقته مرحلة النشأة والنمو، ثم النضج والكمال، وهاتان المرحلتان كانتا نتيجةً لتضافر جهود البصريين والكوفيين.

المرحلة الأخيرة كانت مرحلة الترجيح والبسط في التصنيف، وهذه المرحلة كانت نتاجًا لجهود العلماء الأندلسيين والبغداديين والشاميين معًا، وقد صار هذا العلم متداولًا بين العرب، فأقبلوا على دراسته وبرعوا فيه، ومن ثم أصبح علم الإعراب علمًا أساسيًّا يدرّس في البلاد العربيّة.

أنواع الإعراب مع الأمثلة

هل هناك فرقٌ بين الكلمات في الإعراب؟

إذا انتظمت الكلمات في جملةٍ، فمنها ما يتغيّر آخره بتغيُّر موقعه من الإعراب، ومنها ما يبقى آخره ثابتًا بالرغم من اختلاف موقعه، وعلى هذا فإنّ الاسم المُعرب من حيث علامة إعرابه ينقسم إلى:

الإعراب الظاهر هو اللفظ الّذي يظهر على آخره أثر العامل فيه، وهذا النوع يكون في الكلمات المُعربة غير معتلّة الآخر، ومن ذلك إعراب جملة "اللغة العربية لغة ساطعة البيان"

  • اللغةُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة.
  • العربيةُ: صفة مرفوعة وعلامة رفعها الضّمة الظاهرة.
  • لغةٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضّمة ساطعة: صفة لغة مرفوعة وعلامة رفعها الضّمة الظاهرة.
  • ساطعةُ: صفة للغة فهي مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة الظاهرة.
  • البيانِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة.

​الإعراب المقدر

هو الاسم الذي لا يظهر عليه أثر العامل فيه، وهذا النوع يكون في الكلمات المُعربة مُعتلّة الآخر بالألف أو الياء أو الواو،  فمعتل الآخر بالألف تُقدّر عليه الحركات الثّلاث "للتّعذّر"؛ أي: لتعذّر النّطق بها، بمعنى آخر الاستحالة، وتُحذف ألفه في حالة جزم الفعل المضارع،  فمثلًا في جملة: "يهوى الطفل المطالعة " يُقال في إعراب يهوى إنّه: فعلٌ مضارعٌ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المقدّرة على الألف للتّعذّر، وكذا لو قيلَ: لم يهوَ الطّفل المطالعة فإعراب الفعل المضارع "يهوى" يكون: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة "الألف"من آخره.

أمّا معتل الآخر بالياء والواو، فتقدّر عليهما الضّمّة والكسرة "للثّقل"، أمّا علامة النّصب الفتحة فتظهر عليهما لخفّتها، وذلك مثل: "يحكمُ القاضي على الجاني"، فيكون إعراب "القاضي والجاني":

  • القاضي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الياء للثقل.
  • الجاني: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الياء للثّقل.

ممّا يندرج تحت هذا النّوع أيضًا الاسم الذي اتّصلت به ياء المتكلّم إن لم يكن مقصورًا أو منقوصًا أو مثنّى أو جمع مذكّر سالم، فتقدّر الفتحة والضّمة على ما قبل ياء المتكلّم لانشغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلّم، وهي الكسرة غالبًا، ومثال ذلك جملة: "قابلتُ صديقي"، ففي إعراب كلمة "صديقي" يُقال: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منعَ من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلّم.

الإعراب المحلي

هو التّغيير الذي لا يظهر ولا يقدّر على الاسم، ويُعرف من العامل فقط؛ وذلك لأنّ الاسم يأخذ شكلًا واحدًا في كلّ المواقع الإعرابيّة، وهذا النّوع يشمل جميع الأسماء المبنيّة، فمثال ذلك جملة: "قابلتُ ذلك الرجل"، فاسم الإشارة "ذلك" يُقال في إعرابه: ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به، واللام للبعد والكاف للخطاب.

وقُد سُمّيت هذه الألفاظ "مُعربة محلًا" لأنّها قد حلّت مكان اسمٍ معربٍ "منصوبٍ أو مجرورٍ أو مرفوعٍ أو مجزومٍ" محلًّا، فالفعل المضارع المبني هو مرفوعٌ أو منصوبٌ أو مجزومٌ محلًّا، مثال: "يكتبْنَ، ولن يكتبَنّ، ولم يكتبْنَ" فالفعل الأوّل بتمامه في محل رفع، والفعل الثّاني في محل نصب، والفعل الثالث في محل جزم.، وكذلك الفعل الماضي فيكون في محل جزم إذا سبق بأداة شرط جازمة، مثال "إن درس الطالبُ ينجحْ"، فالفعل "درس" في محل جزم.

الإعراب المحكي

الحكاية هي إيراد اللفظ على ما تسمعه، مثال: "كتبتُ: يعلمُ"؛ أي كتبتُ هذه الكلمة، كلمة "يعلَمُ"، فـ"يعلم" هي فعل مضارع مرفوع لتجرّده عن الناصب والجازم، وهذا هو الإعراب المحكي له، وهو أيضًا مفعول به للفعل "كتبتُ"، وقد منع من ظهور حركته حركة الحكاية، وبهذا يكون الإعراب إمّا ظاهرًا وإمّا مقدّرًا وإمّا محليًّا وإمّا محكيًّا.

 


المراجع

sotor.com

التصانيف

ثقافات اللغة العربية   الآداب   اللغة العربية   قواعد في اللغة العربية