د. أحمد أبو غنيمة
<
Jo24-mobile>
الشكر الموصول لكل النشامى في أجهزة الدولة من دفاع مدني وأمن عام وأمانة عمان والأشغال العامة والبلديات والكهرباء والمياه وقواتنا المسلحة وغيرهم ممن يصلون الليل بالنهار لتخفيف معاناة المواطنين جراء العاصفة الثلجية التي تضرب وطننا الحبيب منذ أيام. كل التقدير والإحترام لهؤلاء النشامى الذين يدارون بهمتهم العالية تقصير وعجز مسؤولينا منذ سنوات طويلة في تحمّل مسؤولياتهم في تأمين بنية تحتية تبدو اكثر إهتراءاً مع كل عاصفة جوية نعيشها، فلا تمر عاصفة جوية دون أن يتبين للشعب الأردني كم قصّر هؤلاء المسؤولين في حقنا وحق وطننا.
هؤلاء المسؤولين الذين ابتلينا بهم منذ سنوات طويلة، يعيشون في قصور منيفة، تحفها الرعاية الرسمية دوماً، فلا انقطاع للكهرباء عن بيوتهم، ولا تتوقف تدفأة منازلهم لحظة واحدة ، ولا ينقطعون من الخبز او الكورن فليكس لأطفالهم او المياه الساخنة لاستحمامهم وقضاء حاجتهم ، ولا يعانون كما يعاني كثير من أبناء شعبهم في هذه العاصفة وما قبلها من برد قارص وانقطاع للكهرباء ونقص في المواد التمونية التي لا يستطيعون الحصول عليها نتيجة إغلاق الطرق وتراكم الثلوج وفيضانات مياه الامطار
لا نتعجب بتاتاً من هذا التقصير الذي يعيشه أبناء الشعب في تامين متطلبات الحياة الكريمة لهم من الدف والكهرباء والماء والمواد التموينية ، لأننا نرى الوطن يُنهب وتسرق ثرواته ليل نهار، وحين نرى كل هذا الكم من قضايا الفساد بمئات الملايين من الدنانير تقيّد ضد مجهول، فلا فساد ولا فاسدين نحظى برؤيتهم خلف القضبان، بل في قصورهم التي تٌمنح لهم كمكافأة على فسادهم وتقصيرهم وتسهيل مهمة غيرهم في سرقتنا ونهبنا
لن اطيل في هذا الموضوع، لأن الكثيرين تحدثوا فيه، ولا مستمع ولا مجيب، فلا زالت إرادة الشعب مسلوبة، وثرواته منهوبة، وفوق كل هذا وذاك، لا كهرباء ولا ماء ولا تقدير ولا احترام لهذا الشعب وتضحياته ليعيش الفاسدون تحوطهم رعاية الدولة بامن وامان
في تاريخنا العربي والإسلامي قصص كثيرة عن اولي الامر واهتمامهم برعيتهم والسهر على شؤونهم والحرص على مصالحهم، تذكر منها كتب التاريخ القصة التالية علّ البعض من المسؤولين يصحو من غفلته ويدرك ان هناك شعباً هو الشعب الأردني يحتاج لرعايته والاهتمام به.
تقول الرواية :
في أحد الأيام كان سيدنا عمرابن الخطاب يراقب خليفة المومنيين أبو بكر الصديق في وقت الفجر وشد انتباهه أن أبا بكر يخرج الى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمربكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف لبيته ... وهو لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعلة أبو بكر الصديق داخل هذا البيت لأن عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا ما كان من أمر هذا البيت الذى لا يعلم عمر سره
مرت الايام ومازال خليفة المؤمنين أبابكر الصديق يزور هذا البيت ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر عمر بن الخطاب دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر
حينما دخل عمر في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحراك كما أنها عمياء العينين ولم يجد شيئاً آخر في هذا البيت فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد؟؟ وأراد أن يعرف ما سر علاقة الصديق بهذه العجوز العمياء ؟؟ سأل عمر العجوز : ماذا يفعل هذا الرجل عندكم ؟ (يقصد أبو بكر الصديق)
فأجابت العجوز وقالت : والله لا أعلم يا بنى فهذا الرجل يأتى كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ومن ثم يعد لى الطعام وينصرف دون أن يكلمنى
جثم عمر ابن الخطاب على ركبتيه واجهشت عيناه بالدموع وقال عبارته المشهورة : (لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر)
هؤلاء هم من سهروا على رعاية شعوبهم وامتهم
فأين انتم أيها المسؤولين منهم ومن خير اعمالهم

المراجع

jo24.net

التصانيف

قصص  مجتمع   قصة