عدد السكان في بلد معين أو أي مساحة أخرى هو العدد الإجمالي للناس الذين يقطنون في ذلك البلد أو تلك المساحة. وتتغير أعداد السكان نتيجة للهجرة ولما يُسمى التكاثر الطبيعي؛ وهو الفرق بين أعداد المواليد والوفيات. وفي معظم الدول يزيد عدد المواليد عن عدد الوفيات، مما يؤدي إلى زيادة أعداد السكان، إلا إذا كان هنالك نقص ناتج عن الهجرة.
سكان العالم ارتفع عدد سكان العالم إلى نحو 6,142,537,000 نسمة عام 2000م، و تزايدت أعداد الناس بمعدل سنوي مقداره 1,4%. ويقدر الدارسون أن عدد سكان العالم كان 500 مليون عام 1650م، ثم تضاعف في الفترة من 1650-1850م. ثم تضاعف حوالي 5 مرات منذ عام 1850م.
وقد أدت الهجرات المتعددة إلى تغيير نمط توزيع سكان العالم خلال القرون القليلة الماضية. وتضمنت هذه الهجرات 1ـ احتلال الأمريكتين وجزر المحيط الهادئ بوساطة الأوروبيين وسلالاتهم 2ـ انتقال العناصر الروسية عبر آسيا إلى المحيط الهادئ 3ـ هجرة الصينيين إلى منشوريا.
وقد تزايد عدد سكان القارة الآسيوية بسبب تناقص معدلات الوفيات الناتجة أولاً عن تناقص تفشي المجاعات والأوبئة، ولاحقًا بسبب الإجراءات الصحية الشاملة المُتخذة في البلدان الآسيوية المختلفة، كما أدى تناقص معدلات الوفاة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى تزايد عدد السكان هناك.
ويعكس التفاوت في أعداد سكان القارات المختلفة تأثير المعدلات المختلفة للتكاثر الطبيعي والهجرة، على الأعداد القاطنة هناك منذ منتصف القرن السابع عشر. وقد كانت القرون الثلاثة الماضية هي فترة التزايد الأكثر.
وقد كان نصيب آسيا من النازحين ضئيلاً نسبيًا، وهي تُكوِّن ما يقرب من ثلاثة أخماس سكان العالم، وهي نفس النسبة التي كانت تتمتع بها في منتصف القرن السابع عشرالميلادي. وقد أدت الهجرة الجماعية من أوروبا إلى التزايد الكبير في أعداد سكان القارتين الأمريكيتين. أما أكثر البلدان ازدحامًا بالسكان فهي الصين، التي بلغ عدد سكانها 1,248,597,000 نسمة عام 2000م وتليها من ناحية عدد السكان الهند بنحو 1,022,021,000 نسمة، ثم الولايات المتحدة وعدد سكانها نحو 275,119,000 نسمة، وإندونيسيا وسكانها 212,731,000 نسمة.
سكان الحضر والريف. ارتفعت الهجرة من المناطق الريفية إلى المدن بسبب تزايد التصنيع في البلدان الغربية واليابان. ومازال هذا الوضع مستمرًا إلى يومنا هذا، حتى في تلك البلدان التي بقيت زراعية. وفي القرن التاسع عشر الميلادي كان هناك 5% من الناس في الولايات المتحدة يعيشون في أماكن يزيد عدد سكانها على 2500 نسمة. تزايدت هذه النسبة الآن إلى نحو 75%، وفي القرن التاسع عشر كان نحو 20% من السكان يعيشون في مدن إنجلترا، أما اليوم فقد ارتفعت هذه النسبة إلى حوالي 95%.
الإحصاء السُّكاني. تُنظم معظم الحكومات تعدادًا لسكانها (إحصاء دوري للسكان) وذلك لمعرفة الأعداد، ومكان السكن، وخصائص السكان. وتسمى الدراسة الإحصائية لهذه الإحصاءات الحيوية بـ علم الدراسات السكانية. وقد أجرت العديد من الدول تعدادات لسكانها في الخمسينيات، كما نفذتها المزيد من الدول خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات. انظر: الإحصاء السكاني؛ الدراسات السكانية، علم. العمر. المجتمع الذي يتزايد عدد سكانه بسرعة كبيرة، غالبًا ما يضم نسبة كبيرة من الأطفال. كذلك فإن المجتمع الذي يتزايد عدد سكانه ببطء غالبًا ما يضم نسبة قليلة من الأطفال.
وتساعد إحصاءات نسب المجموعات العمرية المختلفة، المجتمع في التخطيط المسبق لمواجهة زيادة أعداد أطفال المدارس والعمال أو المسنين. وتشير التقديرات الحالية لهذه النسب على مستوى العالم إلى أنه من بين كل ثلاثة أفراد فإن هنالك فردًا واحدًا يقل عمره عن خمسة عشر عامًا (32%). ومن بين كل خمسة أشخاص فإن هناك ثلاثة تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عامًا (62%). بينما يشكل أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 64 عامًا نسبة تقل عن 6%.
وفي المملكة المتحدة هناك حوالي 20% من السكان تقل أعمارهم عن 16 عامًا، وحوالي 64% تقع أعمارهم بين 16 و 64 عامًا ، وحوالي 16% تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. وفي البلدان النامية تتزايد نسب صغار السن مقارنة بالبلدان الصناعية التي تقل فيها معدلات تزايد السكان. ففي الصين يقع حوالي 60% من السكان في الفئة التي تقل أعمارها عن 29 عامًا، وفي الهند تُشكِّل هذه الفئة زهاء 65%، وفي الفلبين نحو 70% أما في بريطانيا فإن نسبة من تقل أعمارهم عن 29 عامًا هي 40% فقط. وفي بعض البلدان الإفريقية تقل أعمار نصف عدد السكان تقريبًا عن 15 عامًا، بينما يشكِّل أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 64 عامًا نسبة 3% فقط.
نسبة العالة. مقارنة أعداد الأطفال والمتقاعدين إلى أعداد السكان في سن العمل تبين نسبة التابعين الذين يحتاجون إلى إعالة. وتكون هذه النسبة كبيرة إذا كانت نسبة الذين يعتمدون على غيرهم كبيرة. ولكثير من الدول ذات الأعداد المتزايدة سريعًا معدلات عالية لنسبة العالة هذه. وتؤدي إعالة التابعين إلى وضع عبء كبير على كاهل الفئات العاملة في هذه البلدان. النمو السكاني يكون النمو السكاني أكثر سرعة في الدول ذات معدلات المواليد المرتفعة.
ويُمكن لموجات الهجرة أن تؤثر على عدد السكان وذلك بتغيير نسب التوزيع بين الجنسين. فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، فاق الرجال النساء عددًا في معظم الحِقَب، وذلك لأن معظم المهاجرين إلى الولايات المتحدة كانوا رجالاً. وبتناقص الهجرة إلى الولايات المتحدة، تزايدت نسبة النساء. وبحلول عام 1950م كان عدد النساء أكثر من الرجال.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الحادية والعشرين بين دول العالم حسب أعداد السكان، كما أن لديها بعضًا من أدق الإحصاءات الخاصة بنمو السكان. ومنذ العام 1801م يُجرى في بريطانيا تعداد للسكان كل عشرة أعوام. وقد حدثت الفجوة الوحيدة في هذه الإحصاءات خلال العام 1941م حينما لم يُجْر التعداد بسبب الحرب العالمية الثانية. وقد فُرض تسجيل المواليد والزيجات والوفيات في المملكة المتحدة منذ عام 1837م، وقد ساعد ذلك الأمر في إكساب الإحصاءات السكانية المزيد من الدقة. ويتزايد عدد السكان في المملكة المتحدة ببطء، فمن 57,1 مليونًا في سنة 1989م يتوقع تزايدهم إلى 59 مليونًا في عام 2001م ثم إلى 59,4 مليونا بحلول العام 2011م. وقد حدثت زيادة في نسبة كبار السن.
وتُشكل حاليًا نسبة أولئك الذين فوق سن التقاعد الطبيعي (أي 65 عامًا للرجال و60 عامًا للنساء) حوالي 18% مقارنة بـ 15% عام 1961م. ولا يسري هذا الوضع في كل البلدان الأوروبية الأخرى وذلك لأن عدد السكان في أوروبا يتناقص بنسبة 0,1% سنوياً، أي أن معدل النمو -0,1%.
وفي أستراليا ونيوزيلندا، كان النمو السكاني مرتفعًا بصورة عامة منذ بدء الاستيطان الأوروبي بأستراليا عام 1788م وبنيوزيلندا عام 1840م.وخلال الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، شَكّلت الهجرة نصف النمو السكاني في أستراليا، وحوالي الثلث في نيوزيلندا. وتناقصت الهجرة إلى تلك البلدان في السبعينيات، إلا أنها عادت لسابق عهدها فيما بعد. على أن معدلات الولادة تبقى منخفضة في البلدين ـ حوالي 15 لكل ألف من السكان. وشهدت كل من أستراليا ونيوزيلندا نموًا سكانيًا بطيئًا خلال حقبة التسعينيات من القرن العشرين، حيث زادت أعداد الأستراليين فوصلت إلى 19,222,000 نسمة عام 2000م، وذلك بعد أن بقيت معدلات الهجرة على المستويات التي شهدتها في الثمانينيات.
ويشكل عدد سكان الدول النامية حوالي 75% من عدد سكان العالم. وتمثل الصين والهند نسبة تفوق 37% من سكان العالم. ويقارب معدل الولادة في الهند 30 لكل ألف نسمة، ويفوق هذا معدل الولادة في الصين حيث يبلغ هنالك حوالي 20 لكل ألف نسمة. وفي السنوات الأخيرة، اتبعت الحكومة الصينية سياسة متشددة لتحديد النسل، وذلك بتقييد عدد المواليد بطفل واحد لكل أسرة.وفي بعض أنحاء إفريقيا تفوق معدلات الولادة تلك الخاصة بالهند، إذ تبلغ 40 لكل ألف نسمة.
وقد تزايدت أعداد سكان العالم بأكثر مما كان مقدَّرًا لها في آواخر الثمانينيات من القرن العشرين. فقد تنبأت الأمم المتحدة في فترة سابقة بأن عدد سكان العالم سيزيد بمعدل سنوي يبلغ 1,6%. بينما بلغ معدل النمو الفعلي للسكان 1,7% في أواخر الثمانينيات وهذا الفارق في النسب والذي قد يبدو ضئيلاً، يؤدي إلى زيادة الأعداد بما يفوق خمسة ملايين نسمة كل عام. ولما كان النمو قد بلغ 1,4% عام 2000م، فإن عدد سكان العالم سيكون نحو 10 بلايين نسمة بحلول العام 2028م.
كثافة السكان في القارات
معدلات النمو الإقليمية. إن التناقض الحاصل بين معدلات النمو المتوقعة والفعلية قد يكون مردها إلى معدلات النمو التي تفوق المتوقع في العالم النامي. إذ بلغ معدل النمو السنوي بشكل عام للبلدان النامية ما نسبته 2,1% مما يعني أن عدد سكان تلك الدول سيتضاعف خلال 33 عامًا. وقد سُجِّل اثنان من أعلى المعدلات في كينيا وقطاع غزة. ويتوقع أن
تتضاعف أعداد السكان في هاتين المنطقتين خلال 17 عامًا فقط. وفي البلدان الصناعية، بلغ معدل النمو، بشكل عام 0,6% وهو معدل ستتضاعف بموجبه أعداد السكان خلال 120 عامًا. وفي الكثير من البلدان الصناعية ـ بما فيها النمسا والدنمارك وألمانيا والمجر ـ لم تزد أعداد السكان مطلقًا، بل انخفضت في بعض الحالات.
وفي أستراليا ونيوزيلندا، فإن الفئات الأسرع تزايدًا بين السكان هم الأبورجين (الأستراليون الأصليون) في أستراليا والماووريون في نيوزيلندا. وهناك الآن حوالي الـ 300,000 من الماووريين النيوزيلنديين مقارنة مع 100,000 عام 1945م كما أن هنالك 200,000 من الأبورجين الأستراليين.
وقد تزايدت أعدادهم بصورة سريعة خلال الثمانينيات، بمعدل عام يبلغ حوالي 5% وقد عزت السلطات الأسترالية ذلك التزايد المتسارع إلى تزايد أعداد السكان الذين أقروا بانتمائهم إلى الأبورجين وذلك لأول مرة في تعداد عام 1986م. الانفجار السكاني تجاوز عدد سكان العالم 6 بلايين نسمة بحلول عام 2000م. وتزايد العدد بحوالي 1,4% سنويًا.
وحسب هذا المعدل فإن عدد سكان العالم سيصل إلى نحو 10 بلايين نسمة بحلول العام 2028م. وقد أُطلق على هذا التزايد المتسارع مصطلح الانفجار السكاني. الأسباب. كانت معدلات الولادة لعدة آلاف من السنين مرتفعة، لكن التزايد في أعداد السكان بقي بطيئًا لأن معدلات الوفاة كانت مرتفعة أيضًا. إلا أنه في خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين أدى التقدم في مجالات الزراعة والنقل والاتصالات دورًا في تحسين ظروف المعيشة، وفي محاربة تفشي العديد من الأمراض، ونتيجة لذلك بدأت معدلات الوفاة في الانخفاض ونمت أعداد السكان بصورة سريعة.
وفي البلدان الصناعية في أوروبا وأمريكا الشمالية، نزح الكثير من الناس للمدن وتولوا أعمالاً في المصانع، وفي المزارع، كان الحجم الكبير للأسر ضروريًا للمساعدة في الأعمال، غير أنه كان من الصعب إعالة الأسرة الكبيرة الحجم في المدينة. ونتيجة لذلك أخذت معدلات الولادة في التناقص في البلدان الصناعية، لكن في البلدان الزراعية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لم يحدث الهبوط في معدلات الوفاة إلا في منتصف القرن الحالي.
ثم انحدرت معدلات الوفاة سريعًا دون أن يصاحبها انخفاض في معدلات الولادة. وتزايدت أعداد السكان في العالم بصورة سريعة، ولكنها تزايدت بمعدل أسرع في الدول النامية التي لا تستطيع مواجهة أعباء ذلك التزايد.
النتائج. لا يعرف أحد على وجه الدقة عدد الناس الذين يمكن أن تستوعبهم الأرض. ويخشى العديد من العلماء والاقتصاديين ، وبقية الخبراء أن يتخلَّف الإنتاج الغذائي مقارنة بالانفجار السكاني لمدة أطول. ويعتقد هؤلاء أن العالم سيعاني قريبًا من التكاثر السكاني، أي سيصل عدد السكان إلى حد لا يمكن معه توفير مستوى مقبول من العيش لهم.
وقد طرح الاقتصادي البريطاني توماس روبرت مالتوس نظرية التكاثر، في أواخر القرن الثامن عشر، إذ قال إن السكان يتزايدون إلى حد يفوق إمكانات الأرض، وتنبأ بأن المجاعة والحرب وبقية الكوارث ستصبح أمرًا شائعًا إلا إذا اتخذ الناس خطوات لتخفيض معدل النمو. ويُعارض الكثيرون آراء مالتوس، ويعتقدون بأن الزيادة في إنتاج الغذاء، المصحوبة بتطورات أخرى، ستُجاري الزيادة المستقبلية في أعداد السكان.
وخلال الستينيات على سبيل المثال، ساعدت طُرق الزراعة المُطوّرة واستخدام سلالات المحاصيل ذات الإنتاجية العالية، ساعدت الدول النامية في زيادة إنتاجها الزراعي بحوالي 25%، وقد حققت تلك الجهود نجاحًا منقطع النظير لدرجة أن أطلق عليها تسمية الثورة الخضراء. ويعتقد بعضهم الآخر ممن يختلفون مع مالتوس أن الأرض يُمكنها إعالة أعداد أكبر بكثير من عدد السكان وذلك في ظل توزيع أكثر عدالة للموارد.
ويشير هؤلاء إلى أن بعض السكان لديهم ما يفوق حاجتهم من الغذاء بينما يتضور بعضهم الآخر جوعًا. الحد من نمو السكان. يعتقد كثير من الناس أن التناقص في الغذاء والضروريات الأخرى المُسبب للكوارث يمكن تجنبه فقط بالحد من نمو السكان. ويحث هؤلاء على تخفيض معدل الولادة لمستوى مساو لمعدل الوفاة. ويُسمى هذا الشرط، حيث يُولد أُناس فقط ليَحلوا مكان أولئك الذين توفوا، يسمّى النمو الصِّفْري للسكان. ويشك معظم الناس في إمكانية تحقيق معدل النمو الصِّفري قريبًا. وقد شجعت العديد من حكومات البلدان برامج تنظيم النسل وذلك بهدف خفض معدل الولادة، غير أن هذه الجهود لاقت نجاحًا ضئيلاً في معظم المناطق حيث تبقى مستويات المعيشة متدنية.
فعلى سبيل المثال، يرغب الكثير من الفقراء أن تكون لهم أسر كبيرة الحجم حتى يكون هناك من يرعاهم في كبرهم. ومن المحتمل أن تلاقي برامج تنظيم النسل نجاحًا بسيطًا مالم يتمكن التقدم الاجتماعي والاقتصادي من النهوض بمستويات المعيشة لغالبية الناس في تلك المناطق.
المراجع
alencyclopedia.net
التصانيف
تصنيف :فكر تصنيف :اصطلاحات تصنيف :مصطلحات جغرافية الجغرافيا