الـدَّوْحــة
عاصمة دولة قطر، تقع في منتصف الساحل الشرقي للبلاد على إحدى الدوحات (الخلجان المستديرة) ومنه أخذت اسمها. انظر: قطر.
تطورت مساحة المدينة من نحو 1,2كم² في بداية القرن العشرين إلى أكثر من 170كم² في عام 1992م. ويعود هذا التوسع الأفقي الكبير إلى هيمنة ظاهرة الفيلات (الدارات) الواسعة المصممة على أحدث النماذج المعمارية.
ومنذ أن تبنت الدولة التخطيط العمراني في عام 1963م والالتزام به تمامـًا منذ 1973م انتظمت المدينة في خطة شبه دائرية تتباعد حلقاتها عن مركز المدينة على نحو منتظم بشكل أقواس حول الكورنيش تفصلها شوارع تنطلق من وسط المدينة إلى أطرافها. وقد اكتملت أربع حلقات. كما تمتد المدينة، في الوقت الراهن، نحو الطريق الدائري الخامس.
وتتميز المدينة بمناخ صحراوي جاف، شتاؤه معتدل، وصيفه حار، وأمطاره شتوية لاتتعدى في المتوسط 80ملم مع ارتفاع في معدل الرطوبة النسبية طوال العام مع قسوة في البرودة شتاءً. وبسبب التربة الجيرية والتوسع في استخدامات المياه، حديثـًا، ارتفع مستوى المياه السطحية في كثير من أجزاء المدينة مما استدعى إجراءات هندسية جديدة وإنشاء مصارف للمياه لعلاج الظاهرة.
جانب من مدينة الدوحة الحديثة. السكان. كانت مدينة الدوحة حتى بداية القرن العشرين الميلادي قرية صغيرة يسكنها نحو 12,000 نسمة من القبائل العربية، ومع تدفق عائدات النفط تزايدت الهجرة الداخلية أولاً ثم الخارجية إلى المدينة، وارتفع عدد سكانها، بالإضافة إلى ضاحيتها الريان إلى 446,424 نسمة تعادل 84% من إجمالي سكان البلاد في عام 1992م. وتزامن مع هذه الزيادة الارتفاع الكبير في عدد الوافدين حتى أصبحوا يشكلون نحو ثلثي سكان المدينة، غالبيتهم من الآسيويين، من هنود وباكستانيين وإيرانيين وفلبينيّين، تليهم الجاليات العربية ثم الغربية.
وقد ترتب على هذه الهجرة الكثير من المشاكل الاجتماعية منها: التعدد الثقافي في الشارع القطري، وظهور قيم جديدة تدعو لاحتقار العمل اليدوي، وأخيرًا ظاهرة تحريف اللغة العربية من حيث النطق أو إدخال الكلمات الأجنبية عليها.
أحد المساجد الحديثة في مدينة الدوحة. والإسلام هو دين سكان هذه المدينة حيث ينتشر أكثر من 500 مسجد في الدوحة والريان وأكثرها حداثة مسجد عمر ومسجد أبي بكر. كما ينتمي بعض الوافدين إلى ديانات آسيوية وإلى النصرانية بكنائسها المختلفة.
ويتوزع سكان الدوحة على العديد من الأحياء الأفقية مع بعض البنايات الرأسية وأشهرها: منطقة الخليج العربي (تعرف باسم الدفنة لأنها ردمت من البحر) والدوحة الجديدة وحي الغانم الجديد والمنصورة الجديدة ومدينة خليفة والمطار القديم والجديد والمتنزه والسُّلطة والسودان وكُليب والحي الدبلوماسي وغيرها.
والدوحة تعتبر المركز التعليمي والثقافي الأول في البلاد، ففيها جامعة قطر وكلية للطيران المدني، ومبنى التلفزيون والإذاعة، ومكتبة الشيخ علي، ودار الكتب القطرية وهي مكتبة مركزية لها فروع بالمدينة. ويعتبر نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي مَعْلمـًا ثقافيـًا مهمـًا بالإضافة إلى مسرح قطر الوطني ومسرح الدوحة بليرز الذي يقدم أعماله باللغة الإنجليزية.
- مطار الدوحة الدولي
- الكورنيش في الدوحة حيث يبدو المتحف.
- حديقة الحيوان
- منطقة الأسواق بمدينة الدوحة
- محل لبيع السجاد في الدوحة
- مستشفى حمد العام ومستشفى النساء الحياة الثقافية وأهم أماكن الزيارة. يزيد عدد الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية والدورية بالمدينة على 18 مطبوعة تشمل موضوعات السياسة والاقتصاد والثقافة والأطفال والنساء والعلوم وبعضها يصدر باللغة الإنجليزية. وهناك الكثير من الفرق المسرحية منها فرقة السد والأضواء والمسرح الشعبي والمسرح القطري، كما تستقطب المدينة عددًا من الفرق المسرحية العالمية سنويـًا. وتقام عادة مهرجانات سنوية للفنون المسرحية وللموسيقى والغناء وللفنون الشعبية، بالإضافة إلى المعارض الخاصة بالفنون التشكيلية والتصوير.
وبعض الوزارات والهيئات لها مواسمها الثقافية التي تدعو لها كبار المتخصصين من عرب وغيرهم لإلقاء المحاضرات والندوات العامة.
ومن أشهر أسواق الدوحة سوق واقف ويعتبر نموذجـًا للأسواق العربية الإسلامية التقليدية. وتنتشر الأسواق الحديثة في وسط المدينة كسوق الجبر والديرة والعسيري، وعلى الطرقات الرئيسية كشارع السد وسلوى حيث يقع (السنتر) وهو سوق متكامل حديث. وتقع الأسواق المركزية للخضراوات والفاكهة والأسماك خارج المدينة على طريق سلوى، كما تقع قاعة المعارض بمنطقة الدفنة شمال المدينة.
ويوجد داخل المدينة وخارجها الكثير من المناطق السياحية والأثرية والتاريخية. فداخل المدينة يقع متحف قطر الوطني ـ كان قصرًا لحكام قطر ـ وقلعة الكوت التي تحولت إلى مركز للتراث، وبيت التقاليد الشعبية وهو نموذج للبيت القطري التقليدي قبل عصر النفط. أما خارج المدينة فهناك قلعة وآثار مدينة الزبارة وقلاع الوجبة ومروب وأم صلال محمد وأركبيات والثغب ومدافن أم النار وآثار جبل فويرط والجساسية. ومن المناطق السياحية: مزارع المها (الوضيحي) ومتنزه الخور، وخور العديد بكثبانه الرملية، والسواحل الرملية شمالي المدينة وجنوبيها وشمالي مدينة دخان بالإضافة إلى الدحول.
وتقع داخل المدينة بعض المتنزهات والحدائق ذات التخطيط الفريد كحديقة المطار والمتنزه، ومتنزه العائلات وحديقة الحيوان وكورنيش الخليج الذي يزخر بالمسطحات الخضراء وأشجار النخيل والمطاعم وهو تحفة فنية رائعة بكل المقاييس.
وبالمثْل يوجد بالمدينة عشرات المرافق والملاعب والصالات الرياضية لمختلف أنواع الرياضة الداخلية والخارجية. ولعل من أهم المنشآت: إستاد خليفة الأوليمبي، ومجمع خليفة الدولي لكرة المضرب (التنس) حيث تقام عليه بطولة قطر العالمية المفتوحة، وميدان سباق الخيل والفروسية، ومضمار سباق الهجن، فضلاً عن الأندية النموذجية المجهزة بالمنشآت الرياضية المختلفة.
الاقتصاد. الدوحة هي العاصمة الاقتصادية للبلاد ففيها يتمركز الوكلاء التجاريون وشركات التأمين والمصارف الوطنية والأجنبية (أكثر من 14 مصرفـًا بالإضافة إلى فروعها) وشركات الصرافة. وتقع منطقة الصناعات الخفيفة خارج المدينة على طريق سلوى بالإضافة إلى الورش المنتشرة على طول بعض الشوارع على أطراف المدينة. وبالمثل تتمركز الخدمات التعليمية والصحية بالمدينة على نحو يتناسب مع حجمها السكاني وكونها عاصمة البلاد.
وللدوحة مطار حديث يستقبل الطائرات بمختلف أحجامها، وميناء بحري يدعمه ميناء مسيعيد الصناعي التجاري الذي يبعد عنه 45كم. والمدينة لها اتصالاتها الهاتفية والبرقية (التلكس) المباشرة مع 175دولة كما تتبادل البريد الممتاز مع 75 دولة والبريد الإلكتروني مع 25 دولة أخرى. واتسعت حديثـًا خدمات النداء الآلي كما أصبح من الممكن الاشتراك في التلفازات العالمية من خلال تلفاز الكيبل الذي تشرف عليه الدولة.
يستثنى من الحصول على تأشيرة الدخول إلى قطر مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة أما الآخرون فيمكنهم أن يحصلوا على تأشيرة دخول لقطر من إحدى سفاراتها بالخارج، أو أن ترتب له من داخل قطر. والتأشيرة، قد تكون لأكثر من أسبوع أو لمدة 72 ساعة وهي خاصة برجال الأعمال. والمدينة تزخر بفنادقها من كافة الفئات التي يمكن من خلالها تدبير إجراءات الدخول وتنظيم البرامج السياحية. ومن فنادق الدرجة الأولى الممتازة: شيراتون الدوحة، وشيراتون الخليج، وسوفتيل، ورامادا، والواحة. والمدينة مليئة بشركات السياحة والسفر التي ترتب إجراءات الدخول والزيارة.
شارع الكورنيش في مدينة الدوحة
نبذة تاريخية. كانت الدوحة حتى القرن التاسع عشر قرية صغيرة تعرف باسم البدع وهو أحد أبوابها القديمة الذي انتشرت حوله وبطول الساحل أحياء المدينة القديمة.
وفي عام 1850م أنشأ العثمانيون حامية صغيرة لجيوشهم بالمدينة وحسنوا الميناء. بالإضافة إلى وفرة مياه الشرب ووجود بعض الأراضي الزراعية كل ذلك منح القرية فرصة للنمو على حساب قرى قطر الأخرى، وقد نشط فيها صيد الأسماك والغوص من أجل اللؤلؤ، والتجارة.
وقد تأكدت مكانتها السياسية عندما اتخذها الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني مركزًا ومقرًا لحكمه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. واستمرت كذلك بعد الاستقلال وحتى الآن حيث تتمركز فيها جميع أجهزة ومؤسسات الحكم.
وتدير المدينة بلدية يشرف عليها مجلس بلدي مركزي معين تراقبه وتموله وزارة الشؤون البلدية والزراعية. والبلدية مسؤولة عن عمليات التخطيط والتنمية، والنظافة، وإدارة بعض المرافق والخدمات، ومراقبة الأسواق، ولقد انعكس كل ذلك في نهضة عمرانية كبيرة وتطور سريع أثمر مظهرًا حضاريـًا رائعـًا وخدمات متميزة تضاهي مثيلاتها من عواصم العالم.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
مدن عواصم الجغرافيا عواصم آسيا