عَديُّ بن حاتم بن عبد الله الطائي، صحابي جليل يُكنى بأبي طريف، كان يعتنق الديانة النصرانية وجاء عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة السابعة، أما إسلامه فكان بسبب وقوع أخته في الأسر وامنان الرسول الكريم عليها، فجاءت أخيها الذي كان يسكن بلاد الشام وأخبرته عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فجاء له وأعلن إسلامه. 

 قال عُدي: بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ: {لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقاً اتبعته}.

فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالوا: {عُدي بن حاتم ! عُدي بن حاتم}.

 فأتيته فقال لي: {يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ }.

 فقلتُ: {إنّ لي ديناً }

قال: {أنا أعلم بدينك منك}.

 قلتُ: {أنت أعلم بديني مني ؟}

قال: {نعم}.

مرّتين أو ثلاثاً قال: {ألست ترأس قومك ؟}

قلتُ: {بلى}

قال: {ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع ؟}

قلتُ: {بلى}

قال: {فإن ذلك لا يحلّ في دينَك }.

فنضنضتُ لذلك. ثم قال: {يا عديّ أسلمْ تسلمْ}.

 قلتُ: {قد أرى}.

ال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحداً ؟}. قال: { هل أتيتَ الحيرة ؟}.

 فقلتُ: {لم آتِها وقد علمتُ مكانها}.

 قال: {يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار، أو حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز }. قلتُ: { قلتَ كسرى بن هرمز }

قال: {كسرى بن هرمز}.

مرتين أو ثلاثة.{وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ}. قال عدي: { فرأيتُ اثنتين: الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة، إنّه قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-}.

توفي سنة 68 هجرياً في الكوفة.

 


المراجع

alserdaab.org

التصانيف

تصنيف :تراجم  تصنيف :أعلام    الدّيانات