السلطنة الكثيرية كانت تحكم الجزء الشمالي من حضرموت، فيما كانت السلطنة القعيطية تحكم الجزء الجنوبي والساحلي من حضرموت.
على مر التاريخ حكمت السلطنة الكثيرية رقعة كبير من حضرموت إلا انها فقدت الكثير من قوتها في القرن 19 لصالح منافستها السلطنة القعيطية. في نهاية المطاف اقتصرت سلطة السلطنة الكثيرية على جزء صغير من شمال حضرموت. تأسست السلطنة الكثيرية في عام 1379م على يد أبناء الشيخ جعفر بن بدر بن محمد بن علي بن عمر بن كثير الأول، وهم " يماني ومدرك وعمر بن جعفر بن بدر بن محمد بن علي بن عمر بن كثير " بغد صراع بعد مع اهل هينن وغيرهم من اسرة آل أحمد بن يماني واسرة آل الصبرات، في هذه الفترة كانت ولادة المؤسس الفعلي للسلطنة " علي بن عمر بن جعفر بن بدر الكثيري " وهو اول من حول اسرة آل الكثيري إلى سلطنة منظمة وهو اول سلاطينها. والمعروف ان آل كثير من أكبر القبائل الحضرمية التي يرجع نسبهم إلى يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام.
في عام 1411م قرر السلطان علي بن عمر بن جعفر بن بدر الكثيري الاستيلاء على ظفار وقد وقف معه كافة علماء حضرموت في تلك الفترة، واستولى عليها.
انضمت السلطنة الكثيرية في منتصف الخمسينيات إلى اتحاد الجنوب العربي وهو اتحاد اقامته بريطانيا لتضم للدول الي استعمرتها في جنوب اليمن في اتحاد فيدرالي واحد لردع الحركات الثورية والقومية في ذلك الوقت كما ان السلاطين كانوا يكنون الولاء للبريطانيين خوفا منهم على فقدان الحكم وانقلاب الثوار عليهم، واستمر ذلك الحال حتى عام 1967م عندما قام الثوار القوميين بتفكيك اتحاد الجنوب العربي وانقلابهم على السلاطين وطرد المستعمرين وضم حضرموت وبقية السلطنات إلى دولة جهورية واحدة وهي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إيمانا منهم بالقومية العربية والانتماء اليمني متأملين نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962 في شمال البلاد.
تاريخ حضرموت القديم
حضرموت اليوم تتوزع إلى أكبر ثلاث محافظات في الجمهورية اليمنية (حضرموت، المهرة، شبوة) ولها تاريخ كبير وحافل حيث كانت في الماضي حضارة بارزة وعريقة، اقرأ تاريخ حضرموت
تأسس السلطنة
تأسست السلطنة في عام 1379م على يد أبناء الشيخ جعفر بن بدر بن محمد بن علي بن عمر بن كثير الأول، وهم " يماني ومدرك وعمر بن جعفر بن بدر بن محمد بن علي بن عمر بن كثير " بغد صراع بعد مع اهل هينن وغيرهم من اسرة آل أحمد بن يماني واسرة آل الصبرات، في هذه الفترة كانت ولادة المؤسس الفعلي للسلطنة " علي بن عمر بن جعفر بن بدر الكثيري " وهو اول من حول اسرة آل الكثيري إلى سلطنة منظمة وهو اول سلاطينها.
الدولة الكثيرية الاولى
وهي الدولة التي ظهرت فعليا بعد التأسيس حيث كان اول سلاطينها هو علي بن عمر بن جعفر بن بدر الكثيري، حكمت اجزاء واسعة من حضرموت واستولت أيضا على ظفار تحت حكم الدولة الكثيرية الأولى التي سطع نجمها سنة 1717م. سيطرت الدولة في تلك الفترة على مناطق شاسعة من حضرموت إن لم نقل كلها بالإضافة إلى شبوة. ومن أشهر سلاطين الدولة الكثيرية الأولى :
السلطان بدر بن عبد الله بن علي بن عمر. ولد سنة 1436م وتولى السلطنة بعد اخيه محمد سنة 1451م .
في فترة حكمة ثارت عليه معظم قبائل حضرموت إلا إن الإمام أبو بكر بن عبد الرحمن السقاف عقد صلحا بين السلطان بدر والقبائل الثائرة عليه في معركة باجلحبان التي قتل فيها راصع بن دويس وراصع بن يماني وسمي بصلح " الغدير "، وبعد مضي أشهر عقد الإمام عبد الله بن ابي بكر بن عبد الرحمن السقاف صلحا اخر بين السلطان بدر وسلطان بن دويس سنة 1451م في "صوح" وسمي صلح صوح. قتل السلطان بدر ابن اخيه علي بن محمد بن عبد الله في سيئون سنة 1454م بسبب المكائد التي كان ينصبها عليه، استولى على الشحر سنة 1462م، وتمردت تريم عليه سنة 1463م فحاصرها بدون طائل وظل في تريم في كر وفر حتى دخلها واستولى عليها سنة 1484م., توفي السلطان بدر بمنطقة شبام سنة 1488م ودفن في مقبرة جرب هيصم.
السلطان بدر بو طويرق هو بدر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن علي بن عمر.
امتد حكم " السلطان بدر بو طويرق " إلى منطقة العوالق غربا وسيحوت شرقا والسواحل الجنوبية جنوبا والرمال شمالا. كان متقشفا حازما شجاعا كريما وسياسيا بارعا. ولد سنة 1496م . اشتهر بطول مدة ولايته وحكمه وكان معاصرا للشيخ ابي بكر بن سالم بن عبد الله العلوي. وفي حروبه للاستيلاء على مناطق حضرموت تحالف السلطان بدر بوطويرق مع العثمانيين الحيث امده العثمانيين بجيش عام 1519م بقيادة شخص يسمى رجب التركي وكان ذلك اول ظهور للبنادق في حضرموت على اكتاف الجيش التركي وهو بندق " أبو فتيلة " ودخل بهم بدر شبام حيث قضى فيها على حكم آل محمد الشبمايون واستولى على تريم من آل جردان وآل يماني وآل عمر سنة 1520م وهي اول سلطة لآل جعفر الكثيري بتريم، واستولى أيضا في ذلك العام على منطقة هينن. وفي عام 1530م امر بان تضرب باسمه النقود الفضية من فئة الريال والنصف ريال والنقود النحاسية من فئة الربع وفي سنة 1535م اصدر عملة جديده سميت بقشة وحتى اليوم ما زالت بعض البدو في صحراء حضرموت يطلقون على اسم النقود " بقش ".
واجهة السلطان بدر في تلك الفترة ثورة قبائل الحموم ونهد إلا انه استطاع ان يخمدها مثلما خمد الكثير من ثورات القبائل الحضرمية. وفي عهده هاجم البرتغال منطقة الشحر بسفنهم سنة 1522م وسنة 1535م حيث ارسل بدر أبوطويرق خطابا للحكومة العليا آنذاك وهيالإمبراطورية العثمانية في عهد سلطانها سليمان القانوني وكان يستنجد به على البرتغاليين فلبى السلطان العثماني طلبه وارسل له اسطولا من السفن البحرية وصلت إلى الشحر في 1538 م ونجحت في ردع غزو البرتغاليين . في عام 1541م ثارت عليه قبائل منطقتي وادي عمد والهجرين إلا انه اخدمها هي الأخرى بفضل ذكاءه ودهائه، وفي نفس العام دخل في حرب جديدة مع اسرة العمودي حتى عرضوا هم عليه الصلح في عام 1544م إلا ان بدر نقض الصلح في 1548م ، وهكذا ظل السلطان بدر يخرج من تمرد عليه إلى تمرد اخر حتى قبض عليه ابنه عبد الله بن بدر سنة 1568l وقام بحبسه في حجرة صغيرة في قصره بسيئون بحجة ان والده طغى وكثرت الحروب والخلافات والنزاعات بين القبائل في عهده، ثم قام بنقله إلى حصن في منطقة مريمة ومكث محبوسا في نحو سنة ونصف ثم اعاده ابنه من منطقة مريمة إلى إلى العاصمة سيئون في عام 1569م إلا انه توفي بعدها بمدة قصيرة وعمره كان وقتها 75 سنة وتم دفنه بمقبرة السلاطين بسيئون.
وكانت نهاية الدولة الكثيرية الأولى بنهاية سلطانها جعفر بن عمر بن جعفر بن علي بن عبد الله بن عمر بن بدر ابي طويرق في عام 1730م.
الدولة الكثيرية الثانية
بدأت حينما عاد السلطان جعفر بن علي بن عمر بن جعفر بن علي بن عبد الله بن عمر بن بدر بوطويرق إلى حضرموت بعد هجرته الطويلة في الهند وإندنوسيا وتحديدا في منطقة جاوة سنة 1803م. عند توليه السلطة وضع السلطان جعفر بن علي حدا للفوضى والأزمات الطائفية والنزاعات التي نشأت في عهد الدولة الكثيرية الأولى. اتسم عهد الدولة الكثيرية الثاني بالاستقرار السياسي حيث انتهت كل النزاعات والخلافات التي كانت بالسابق واتجهت سياسية السلاطين في الدولة بالتركيز على العلم والادب والقوة العسكرية حتى انه يقال انها كانت من أقوى الدول عسكريا في الجزيرة العربية حيث سطع نجمها في 1824م. ضعفت الدولة الكثيرية الثانية عندما تأسست جارتها السلطنة القعيطية، وكان اخر سلاطينها هو السلطان عمر بن جعفر بن علي بن عمر بن جعفر بن علي بن عبد الله وكان سيئ التدبير ضعيف الإرادة كما يقال عنه.
همدان غلابه كمن قبيلي كسرنا نابه
الدولة الكثيرية الثالثة
استولى السلطان غالب بن محسن الكثيري على الحكم وقام بتعديلات كثيرة في الدولة لذلك سميت بالدولة الكثيرية الثالثة، حيث استطاع السلطان غالب بما أوتي من ثروة ووجاهة وحنكة وطموح ان يجمع كلمة قبيلته والاسرة الحاكمة وقام بتوقيع معاهدات مع شيوخ القبائل يكونوا في صفه كما انه اشترى بعض القرى ودخل في منافسة وصراع مع السلطنة القعيطية التي بدأت تتكون في نفس ذلك الوقت. إلا ان السلطنة القعيطية كانت شديدة الإتساع حيث انتزعت اجزاء كبيرة من حضرموت كانت تحت حكم السلطنة الكثيرية التي بدأت تضعف شياء فشيئا. توفي السلطان غالب بن محسن الكثيري في جبل عرفات في المملكة العربية السعودية أثناء تأديته فريضة الحج سنة 1853م وخلفه بعده ابنه منصور بن غالب حتى توفى هو الاخر سنة 1928م وفي هذه الفترة احكم البريطانيين سيطرتهم على كافة سلطنات الجنوب العربي وفرضوا عليهم التبعية وعدم التدخل في السياسات الخارجية والاكتفاء بالحكم الداخلي فقط، تولى بعد منصور بن غالب الحكم ابنه علي بن منصور بن غالب الذي عام 1938م في العاصمة سيئون ثم خلفه اخيه جعفر بن منصور الذي توفي عام 1947م وخلفه ابن اخيه حسين بن علي بن منصور الذي انتهت فترة حكمة عام 1967م عندما قام الثوريين القوميين بالانقلاب على كل السلطنات والدويلات في جنوب اليمن وفي حضرموت. توفي حسين بن علي بن منصور بعد ذلك في جدة بالمملكة العربية السعودية. وتجدر الإشارة إلى انه في مثل هذه الفترة لم تدخل السلطنة الكثيرية في اتحاد الجنوب العربي الذي انشاته بريطانيا لحماية مستعمراتها في جنوب اليمن ولحماية السلاطين انفسهم من الثوار والحركات القومية وضمان بقائهم على عروشهم. اتسمت الدولة الكثيرية الثالثة بالعلم والدين والادب والفن حيث ظهر الكثير من العلماء ورجال الدين في عهدها.
اتحاد الجنوب العربي
في بداية الخمسينيات من القرن العشرين ظهرت حركات قومية وتحريرية في جميع أنحاء الوطن العربي وخصوصا مع فترة اندلاع ثورة 23 يوليو 1952في مصر وانتشار الفكر القومي وتأثيره، اثار ذلك قلق الحكومة البريطانية التي كانت تحتل ماساحات واسعة من جنوب اليمن كما اثار ذلك خوف سلاطين وحكام دول جنو ب اليمن من قيام ثورات تقلعهم من فوق عروشهم.قامت الحكومة البريطانية بإنشاء اتحاد فيدرالي بين دول الجنوب العربي لحماية مستعمراتها ولتدعيمها ضد اي حركة قومية أو ثورية. بدأ خوف السلاطين يزداد خصوصا مع نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م في المملكة المتوكلية اليمنية وسقوط النظام الملكي وقيام الجمهورية العربية اليمنية حيث قام بعدها الثوار القوميين بدعم اخوتهم في جنوب اليمن للانقلاب على سلاطينهم وطرد المستعمر البريطاني وقيام ثورة 14 أكتوبر 1963م في جنوب اليمن. لم تنضم السلطنة الكثيرية مطلقا كغيرها من السلطنات إلى اتحاد الجنوب العربي ورغم قيام اتحاد كهذه يعتبر خطوة قومية إلا ان نظام الرئيس المصري جمال عبدالناصر لم يرحب بذلك لقيام الحكام والسلاطين بالتعاون مع الإنجليز متجاهلين مصلحة الشعب والمواطنين، حيث اعتبرهم مواليين للاستعمار والاحتلال الإنجليزي وقام عبدالناصر بدعم الحركات القومية في اليمن في حتى انتهى ذلك الاتحاد فعليا في عام 1967م
حكام السلطنة الكثيرية
- السلطان بدر بو طويرق (1395-1430)
- محمد بن علي (1430-1450)
- جعفر بن عبد الله (1493)
- بدر بن عبد الله (1516- 1565)
- عدد غير محدد من المشايخ (1565 -القرن 19)
- محسن (منتصف القرن 19).
- غالب بن محسن (1848-1893)
- منصور بن غالب (1894-1929)
- علي بن منصور (1929-1938)استولى على ظفار 814هـ
- جعفر بن منصور (1938-1949)
- الحسين بن علي (1949-1967)
تفكك السلطنة
في 1967 تفكك اتحاد الجنوب العربي بشكل كامل والذي لم تكن السلطنه الكثيريه من ضمنه ولا حتى القعيطيه أو المهريه حيث قام الثوار المتمثلين في الجبهة القومية بالانقلاب على كل السلاطين في كل سلطنات جنوب اليمن وحضرموت بما في ذلك السلطنة القعيطية والكثيرية بحضرموت، واعلنوا مكانها قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كخطوة أولى لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي انتهت في العهد الحميري وامل جديد في مشروع الوحدة العربية الكبرى. وبدأت منذ تلك الفترة تصعد سلم الوطن الواحد مع جارتها في الشمال الجمهورية العربية اليمنية لتصلا معا إلى القمة والمجد المتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية لأول مرة في القرن العشرين في 22 مايو 1990م حيث يعتبر حدثا تاريخيا وقوميا جمع الماضي القديم بالتاريخ المعاصر والحديث متحديا كل الظروف والعقبات. إلا انه اليوم وفي بدايات القرن الواحد والعشرين ظهرت حركات تطالب بالحرية وفك الإرتباط ليعود اليمن إلى دولتين اثنتين.
modified by: Abdurrahman Zaidan
المراجع
السلطنة الكثيرية - ويكيبيديا
التصانيف
تأسيسات سنة 1379 في اليمن تاريخ اليمن تاريخ حضرموت دول تأسست في القرن 14 دول سابقة في الشرق الأوسط دول يمنية بعد الإسلام سلطنات