تاريخ الاستشهاد : 22 - 04 -2002
خليفة القائد محمود ابو هنود
ولد القائد طاهر محمد طاهر جرارعة في مدينة جبل النار عام 1974تربى وترعرع فيها حتى عام 1975ثم انتقل مع عائلته الى الكويت ومن ثم عاد الى ارض فلسطين وعمره عشر سنوات ثم عاد بعدها الى الكويت وبقي هناك حتى العام 1990ومع اندلاع حرب الخليج عاد مرة اخرى الى قريته الام عصيرة الشمالية.
درس شهيدنا القائد المرحلة الابتدائية والاعدادية في مدارس الكويت واكمل دراسته الثانوية في عصيرة الشمالية الفرع العلمي وكان من الطلبة المتفوقين في دراسته وحصل على معدل 83في الثانوية العامة ثم التحق بعدها بجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس ودرس في كلية العلوم ثم حول بعدها الى قسم الشريعة التي احبها فقال له والده : لماذا فعلت هذا؟ فقال: هذه امنيتي فقال والده انت احق بأمنيتك . اكمل تحصيله الجامعي بدرجة شرف بالشريعة الاسلامية وقدم لدراسة الماجستير في اصول الدين ال اانه لم يكملها بسبب اندلاع انتفاضة الاقصى.
الحياة والدينية
التزم الشهيد البطل بالاسلام منذ نعومة اظفاره فقد تربى في مساجد الكويت وتتلمذ على ايدي الشباب المسلم هناك ومن بينهم الداعية الشيخ احمد القطان .يقول احد اصدقاءه : ترى في وجهه الشجاعة والحرقة على الدين فكان يغضب لدينه اذا ذكر بسوء . وكان مسؤل الحركة الطلابية الاسلامية في مدرسة عصيرة الشمالية .كان من حفظة كتاب الله و يعرف ان الجهاد والشهادة هما السبيل الوحيد لتحرير الارض فأخذ على عاتقه حمل هذه الامانة.
رصاصة تحت لسانه ؟؟
بعد عودته من الكويت الى فلسطين-وعمره عشر سنوات - مرورا بعمان حمل معه رصاصة وضعها تحت لسانه ومر بها عن معبر غور الاردن الذي يحتله اليهود وكانت رعاية الله قد اظلته فلم يكتشفها احد حتى وصل الى عصيرة القسام . كما ان هوايته في الصغر هي حمل السلاح واللعب به.
عملية الباذان اول الغيث :
حياة هذا القائد ذاخرة بالعمل العسكري فقد انضم الى كتائب القسام منذ العام 1994 حتى العام 2002.عاش خلال هذه السنوات حياة جهادية امتدت الى سبع سنوات عجاف من سني الاحتلال ... فالمجاهدون في فلسطين يطاردون من جهتين اسرائيل وعملائها والسلطة باجهزتها المتنوعة فقد اتقن الشهيد فن التخفي وكان لديه حس امني كبير بعد التوكل على الله.
ففي العام 1994 تعرف الشهيد القائد طاهر على القائد القسامي الشهيد محمود ابو هنود وكان يخرج في الليل ووالده يسأله اين انت ذاهب ؟ فيقول انا ذاهب لاساعد الناس في الحصيدة .فكان يحصد ومن ثم يعلمه محمود على السلاح.
بعد اتقان استخدام السلاح بدأ العمل العسكري في حياة هذا المجاهد ففي احد الايام كان الشهيد طاهر والقائد القسامي محمود ابو هنود ينتظران سيارة تحمل لوحة تسجيل صفراء الا انها لم تأت فقام القائد محمود بأخذ سيارة احد اصدقاءه وهناك انتظروا صيدهم فعلى طريق وادي الباذان شمال نابلس كانت سيارة جيب عسكرية تتجه من الباذان الى مستوطنة الون مورية وكانت تقل طبيبا عسكريا وسائقه وهنا اوقفا السيارة في عرض الشارع واخذا بإطلاق النار على السيارة العسكرية فقتل الطبيب العسكري وجرح الجندي المرافق . وبعد تنفيذ هذه العملية الجريئة اصبح القائد القسامي طاهر مطاردا لا ينام في البيت.
وجاء اخوته الاربعة"استشهاديو عصيرة الشمالية " يوسف وبشار ومعاوية وتوفيق" ليلتحقوا مع طاهر وابو هنود ليبقى الستة مع بعضهم حتى استشهدوا الأربعة في العام 1997 بعد ان لقنوا العدو درسا في بن يهودا التي قتل فيها 17 صهيونيا وسوق محني يهودا التي قتل فيها خمسة صهاينة.
وبعد اشتداد الحملة على المجاهدين من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية اعتقل المجاهد طاهر جرارعة على ايدي السلطة لينقل بعدها الى اريحا وعذب هناك تعذيبا شديدا ثم نقل بعدها الى سجن الجنيد في نابلس واثناء تواجده في السجن اخذ يكمل دراسته وكانت ادارة السجن تسمح له فقط بحضور المحاضرات ليس كرما منها وانما لمتابعته هل سيلتقي بأخيه محمود ابو هنود ام لا؟ وبالفعل كان يلتقي به دون ان يعلموا رغم كثرة العيون التي تلاحقه.
الشهيد طاهر ..سجل حافل؟؟
ومع اندلاع انتفاضة الاقصى منٌ الله عليه بالخروج بعد اعتقال دام ثلاثة اعوام عانا فيها الكثير من التعذيب الى الاضراب المفتوح عن الطعام لمدة 36 يوما مع اخوانه في سجن الجنيد احتجاجا على السجن القهري دون ان يستجاب لمطالبهم.
بعد اغتيال القائد ابراهيم بني عودة الذي كان من المفترض ان يكون معه في السيارة طاهر جرارعة ولكن ارادة الله اخرته ونجا من الاغتيال . وبعدها اختفى عن الانظار لمدة ثمانية شهور دون ان يراه احد او يسمع عنه كان يعمل في الليل مع اخوانه المجاهدين ويختفي في النهار. ثم عاد والتقى مع القائد القسامي محمود ابو هنود بعد نجاته من الاغتيال بقصف طائرات ال اف 16 لسجن نابلس . وبقي شهيدنا طاهر مرافقا للقائد محمود حتى منٌ الله على القائد محمود بالشهادة في يوم 23/1/2001 هو والاخوين ايمن ومأمون حشايكة وبعدها استلم القيادة من محمود وبقي متمسكا بها بشرف وامانة لاينام الليل مع اخوانه . فقد استلم بندقية محمود "M16كتسار " وقال في وصيته "انه قتل فيها 20 صهيونيا واما محمود فقد قتل في هذه القطعة لوحده 13 صهيونيا".
كذلك اتهمته اسرائيل بالتخطيط لعدة عمليات من اشهرها عملية عمونائيل التي نفذها الاستشهادي البطل عاصم ريحان والتي ادت الى مقتل احد عشر صهيونيا واصابة العشرات بجراح مختلفة وقد ذهل الاسرائيليون لدقة التخطيط لهذه العملية الاستشهادية.
كما اتهمته اسرائيل بالتخطيط لعملية فندق البارك التي نفذها الاستشهادي عبد الباسط عودة والتي قتل فيها 30 صهيونيا وجرح اكثر من مائة وسبعين اخرين والتي تعد العملية الاضخم على مر تاريخ الكيان الصهيوني داخل فلسطين المحتلة . والعشرات من العمليات الاخرى فقد ذكر في وصيته ان لديه ثمانية اشرطة فيديو تصوير لعمليات تفجير اليات إسرائيلية على الطرق الالتفافية.
ومع بدأ عملية السور الواقي و اجتياح الاحتلال لمدينة نابلس طلبت منه القيادة ان يغادر المدينة واستجاب للامر وذهب الى جبال عصيره الشمالية وكانت العيون الخائنة تلاحقه " وقال لوالده "هناك عملاء يلاحقونني كم اتمنى ان يرسلو لي الصهاينة لكي القنهم درسا".
وفعلا جاء الجيش الاسرائيلي معززا بقوات كبيرة ثمانية طائرات ومئات الجنود والدبابات وكان ذلك في تاريخ 21/4/2002 وبدأت معركة غير متكافئة بين الشهيدين اياد حمانة وطاهر جرارعة من جهة والقوات الصهيونية المعززة من جهة اخرى فقد اصيب القائد طاهر في اليوم الاول وذهب اياد لاحضار الاسعافات اللازمة له وعاد وعالجه في ارض المعركة وتمكنا من ان ينتقلا الى منطقة اخرى.
و عندما جن الليل وفي اليوم التالى دارت معركة اخرى واجها فيها الجيش الاسرائيلي بكل بسالة فكانت الطائرة تضرب المكان الذي يتواجدا فيه أي تحت شجرة البلوط والجيش الاسرائيلي يحاصرهم ، وكان لا يفصل بينهم وبين الجيش الاسرائيلي سوى متر واحد أي وجها لوجهة وتمكن تلامذة ابو هنود من قتل جنديين صهيونيين واستشهد المجاهديين البطلين.
وبعد العملية قام الجيش الاسرائيلي باعتقال والده وشقيقه وعمه وعم الشهيد اياد حمادنة للتعرف عليهما وقال الضابط لعم طاهر انظر ماذا فعلو واشار الى جثتي الجنديين الصهيونيين.
أم نضال فرحات ؟؟
كان طاهر يتردد الى البيت وفي احدى الايام داهم الجيش الاسرائيلي البيت ومكث فيه لمد ثلاث ساعت وطاهر كان مختبئا في الخزانة داخل المنزل ويتلو القران وقد اعمى الله بصرهم عنه .وذات مرة زار الشهيد طاهر منزله وجلس مع اهله وكانت احدى محطات التلفزة تبث شريط فيديو لوالدة محمد فرحات الاخت المناضلة " أم نضال " وهي تعطي ابنها السلاح وتودعه فقال طاهر لوالدته "هكذا تكون الامهات، لا اريدك ان تبكي على اذا استشهدت اريدك ان تكوني كوالدة محمد فرحات".
وفي أحد الأيام واثناء توجه شهيدنا من عصيرة الى نابلس اوقفته دورية اسرائيلية لعدة ساعات من ثم افرجت عنه ولم يكن يعلم الجنود ان الذي هو بين ايديهم هو الصيد الثمين "طاهر".
رحم الله الشهيد القائد طاهر الذي اذاق اليهود سبع سنين عجاف لم يثنه الاعتقال ولا التعذيب والملاحقة حتى لاقى الله شهيد مقبلا غير مدبر . فقد كان يتمناها فقد كان يحمل صورة اخيه الشهيد القسامي هاني رواجبة دائما في جيبه وفي احدى المرات تناول الصورة وكان يجلس معه القائد محمود ابو هنود واالشهيد ايمن حشايكة والشهيد اياد حمادنة وتمنى بان يلحق باخيه هاني بعد ان يلقن الصهاينة درسا لن ينسوه.
المراجع
موقع مملكة القصص الواقعية
التصانيف
قصص