تاريخ الاستشهاد : 08 - 06 -2002
ولد وتزوج واستشهد في شهر حزيران
ابنتي الغالية.. فاطمة.. اكتب لك هذه الكلمات لتبقى للأبد حتى لا تنسي هذا الكلام من أعماق قلب أب حنون يحب لك السعادة في الدنيا والآخرة وهذا الكلام ليس مجرد كلام عابر ولكن يجب أن تفهميه وترسخيه في عقلك حتى ينتهي أجلك وأوصيك بتقوى الله وطاعة الوالدين وخاصة أمك في إرضاء الله عز وجل
وأتمنى لك النجاح في دروسك دائما والتفوق لكي تبني لك مستقبلا جيدا وأتمنى أن يرزقك الله في هذه الدنيا زوجا صالحا لكي تكوني سعيدة في هذه الدنيا وان يعينك على التغلب على فتن هذه الدنيا لكي نلتقي ان شاء الله في جنة الفردوس الأعلى ونفرح فرحا طويلا لأنها دار القرار والدنيا هي دار الزوال وان تحافظي على الصلاة في وقتها والأدب والأخلاق الحميدة مع معلماتك وصديقاتك الطيبات المؤمنات الصادقات وأريد أن تختاري صديقات ذات أخلاق جيدة وأنت في حسن ظني وظن أهل الإيمان وأوصك بغض البصر خارج البيت في كل مكان ارضاءا لله عز وجل كما أوصيك بالنظافة والاجتهاد وفي عدم الخروج من البيت لوحدك إلا مع احد إخوانك وأنت غير متزوجة وبعد الزواج إن شاء الله تكوني طائعة لزوجك وأوصيك أن تكوني ذات علم نافع للمجتمع الإسلامي ويبني أجيال متعلمين لكتاب الله وسنة رسوله حتى تكوني طائعة لله ورسوله وأبوك الغالي وأمك الغالية … أتمنى لك مستقبلا زاهرا في هذه الدنيا …والله العظيم أريد لك السعادة في الدنيا والآخرة والتوفيق – أبوك الغالي احمد بدوي مسالمة / أبو يحيى.
المقدمة من أين؟؟
هذه المقدمة لم أصغها بعباراتي ولم اصنعها من مدادي وإنما كانت تلك وصية الشهيد احمد بدوي المسالمة لابنته فاطمة التي تدرس حاليا في الصف العاشر والتي قالت بأنها فرحت كثيرا عندما علمت بان والدها استشهد لأنه سيكون في الجنة وسيشفع لسبعين من أهله، وقالت فاطمة أنها لم تبك لاستشهاد والدها إلا عندما شاهدت جدتها تبكي لأنها أحست بإحساس الأم . وهذا ما أردنا أن نبدأ به تقريرنا عن مجاهد نذر كل حياته لله ولأجل دين الله ولأجل وطن كان يقول فيه…
بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضنوا علي كرام
حزيران شهر السعد
الشهيد القسامي البطل احمد بدوي خليل المسالمة ولد في بلدة بيت عوا في منطقة الخليل في 27/6/1967 تزوج في شهر 6 عام 1985 استشهد في 8/6/2002 هذه التواريخ محطات مضيئة في حياة الشهيد احمد المسالمة وقد لفت انتباهنا أن القمر لديه ولد واكتمل وأفل في شهر حزيران . ميلاده فرحة وزواجه فرحة واستشهاده سعادة سرمدية لا تنته. وكان الشهيد أبو يحيى يعمل تاجر أثاث قديم في بلدة بيت عوا 9 كلم جنوب غرب مدينة دورا في محافظة الخليل قبل أن ينتقل الى مدينة دورا ليستقر هناك وللشهيد 5 أبناء وبنتان وهم يحيى ومحمد وحمزة وعبد المحيي ومصعب وعيناء وله أربعة أشقاء وثلاث شقيقات ومن خلال حديثنا مع زوجة الشهيد (ام يحيى تجلت لنا عظمة هذا القسامي البطل الذي نجح في التخفي والتورية لسنوات عديدة وعمل تحت عباءة كتائب القسام منذ اوائل التسعينيات ؟؟
قسامي حتى الثمالة
عندما وصلنا مدينة دورا التي تقطنها أسرته حاليا كنا قد جمعنا الكثير عن الشهيد القسامي أبو يحيى حتى أن اليراع اختار من أين يبدأ ولكننا اخترنا أن نبدأ من القمم الشامخة التي ظل فيها مرابطا منذ صباه حتى استشهاده.
وخلال حديثنا مع مصادر موثوقة قيل لنا بان الشهيد أحسن الانتماء لحركة حماس منذ عام (1989) والتحق بركب الدعوة والتبليغ لمدة سنتين وكانت مهمته في ذلك الوقت إيواء المطاردين الذين استشهدوا بين الأعوام 92-95 وقد عرف منهم كل من طاهر قفيشة وجهاد غلمة وحامد يغمور وكان من أفراد مجموعته الشهيدين القساميين عبد الكريم المسالمة وسليم مطاوع المسالمة من بيت عوا وكانا أحب الناس الى قلبه وكان كثيرا ما يقوم بالمهمات الجهادية معهم .
وفي عام 1994ى التحق بجماعة الدعوة والتبليغ حيث لاحظنا أن الانطباع السائد في بيت الشهيد انطباع دعوي ثوري جهادي تسامى حبا لله وطاعة لتهج رسول الله وتقول زوجته ام يحيى انه دخل في جماعة الدعوة والتبليغ خاصة وأنها لا تطرح الجهاد وسيلة لتغيير المجتمعات وذلك من اجل التمويه وكان شهيدنا البطل مراقبا لمدة 24 ساعة وقد قام بتنفيذ عدة عمليات ناجحة ضد أهداف الكيان الصهيوني ومن القصص البطولة التي رويت لنا عن الشهيد انه كان معتقلا في سجن الظاهرية التابع للسلطة الفلسطينية بتهمة قتل احد عملاء الاحتلال يقول اهله بأنه بريء وعندما اجتاحت القوات الصهيونية البلدة في 11/4/2002 وانتفض شهيدنا كالأسد وطلب من أعضاء أجهزة الأمن أن يعطوه سلاحا كي يقاوم أبناء يهود ولكنهم رفضوا فقام بكسر بوابة السجن وقام بتهريب كافة المعتقلين المتواجدين في السجن وعندما اكتشفت سلطات الاحتلال هذا الأمر قاموا بمطاردته عبر الحقول ولكنه نجح بالفرار وتواري عن عيون الجنود الصهاينة رغم قصفه برصاص عيار 800 حسب ما قاله شهود عيان .
العمليات المنسوبة للشهيد
خلال حديثنا مع مصادر موثوقة وعليمة الإطلاع اتضح لدينا أن الشهيد قام بعدة عمليات ضد الصهاينة ومنها عدة محاولات لعمليات استشهادية لم يكتب لها النجاح وإطلاق نار على مستوطنة شمعة المقامة على أراضي بلدة السموع ولكن لم يقع فيها إصابات لوجود حراسة مكثفة حول هذه المستوطنة ولعدم تمكينهم من قص الأسلاك من حول المستوطنة, كما قام الشهيد بعملية بيت شيمش حيث قام الشهيد بالتسلق على شجرة خضراء وأطلق النار باتجاه باص يقل جنودا صهاينة وقد نجا حينها من الموت بأعجوبة ولم يعرف أيضا عدد الإصابات التي خلفها الحادث وقد علم أن الشهيد تخفى بزي اخضر واعتلى إحدى الأشجار حيث لم يلاحظه الجنود ولا احد من الصهاينة أثناء تنفيذ العملية ومن العمليات التي قام بها عملية مستوطنة أدورة التي قتل فيها خمس صهاينة بتاريخ 27/4/2002 وتقع في منطقة فرش الهوى غرب مدينة الخليل وقد شاركه البطولة في هذه العملية الشهيد طارق رسمي دوفش 21 عاما والذي استشهد في نفس اليوم بعد أن نجحا في اجتياز الأسلاك والتنفيذ والعودة الى مواقعهم غير ان الشهيد طارق حينها أصر على الشهادة حتى نالها وقد استشهد في اشتباك مسلح خارج المستوطنة وقد سرت أنباء على أن هناك شريك ثان للشهيد دوفش وقد علم انه الشهيد احمد المسالمة .
هذا وقد اعتقل الشهيد مسالمة لدى السلطة الفلسطينية في سجن الظاهرية لمدة ثلاث سنوات ونصف وهرب أثناء الاجتياح الأخير لبلدة الظاهرية مع من هرب من السجن وتقول زوجة الشهيد بان أبا يحيى عانى بشكل شديد في سجن السلطة وقد وضع مع سجناء مدنيين من أصحاب السوابق والجرائم وقد كانوا يضعون أفلاما إباحية وقد قام الشهيد بتكسير ثلاثة أجهزة تلفزيونية في السجن على هذه الخلفية .
رؤية العملية قبل التنفيذ؟؟
ام يحيى قالت بأنها رأت رؤيا في المنام بعد أن صلت الفجر في 8/6/2002 حيث شاهدت أن أبا يحيى جاء إليها في منزلها وهو يحمل رشاش ام (16) وعليه آثار غبار المعركة وقد غطيت قدماه بالأعشاب وهو حافي القدمين ثم استلقى على فراشه وقال لها يا ام يحيى لقد دخلت المستوطنة وقتلت الكثير وخرجت منها ولم اعلم ماذا حدث ورائي وتقول ام يحيى أنها رأت هذه الرؤيا في نفس اللحظات التي أعلن فيها عن دخول مستوطنة كرمي تسور .
وتقع هذه المستوطنة بين مدينة حلحول وبلدة بيت أمر شمال الخليل وحسب المعلومات التي وردت عن الشهيد فقد تخفى الشهيد بزي جندي صهوني وكان برفقة مجاهد آخر قام بقطع الأسلاك الشائكة ودخل الى المستوطنة وظل يقاوم حتى قتل مستوطنين وجندي صهيوني وعندما جاءت الوحدات الإضافية ظل يقاوم حتى جاء جندي صهيوني من الخلف وأطلق عليه النار وتقول ام يحيى لقد صليت أربع ركعات شكر عندما سمعت باستشهاد أبا يحيى ركعتين حمدا لله على أن أكرمنا بهذه النعمة وجعل لنا شفيعا من عنده وركعتين اطلب فيها ان يعوضنا الله عن ابي يحيى بالجنان ثم دعوت الله "اللهم آجرني في مصيبتي وأبدلني منها خيرا"
وتقول بانها تمنت أن يكون زوجها مثل (عماد عقل) الشهيد الذي نفذ عشرات العمليات الناجحة وكان يحسن التخفي ويحسن التنفيذ ويعود الى قواعده سالما حتى أثخن العدو .
الوداع الاخير
عندما تحدثنا الى ابناء الشهيد أكدوا بأنهم شاهدوا أباهم قبل استشهاده بأسبوع وكان كل اهتمامه بان أوصاهم ان يتمسكوا بالصلاة والأخلاق الحميدة وقالت ام يحيى انه أوصاها بان تربي أبناءها على الجهاد والاستشهاد حتى يلحقوا به في عليين وتقول انه خرج ثم عاد إليها وقال لها سامحيني يا ام يحيى لقد تعذبت كثيرا معي وتحملتني وإنني احتسب ذلك في سبيل الله
فقالت إنني أسامحك وفقك الله في كل عمل تقوم به ودعوت الله قائلة "رب ادخله مدخل صدق وأخرجه مخرج صدق واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا " اللهم اجعل أعماله شرف لأهل الخليل وفلسطين عامة واشف بها صدور قوم مؤمنين .
وتقول بأنه قال لها لا تشتاقي إلي كثيرا يا ام يحيى سوف آتيك في المنام وتكرر ام يحيى والله انه لرجل صالح لقد قال لي يا ام يحيى لقد تركت أملاكي ومنازلي وجل دنياي في سبيل الله فقلت له لقد ربح البيع يا ابا يحيى وأوصاني أن تؤدي أمه فريضة الحج على حسابه الخاص وأوصاني ضاحكا لا تحزني يا ام يحيى ستكونين أنت الملكة على أل 70 حورية بإذن الله اما ابنته فاطمة فقد قالت هل تشفع لنا يا أبي فقال ولمن اشفع إذن؟؟؟ أتمنى أن يشفعني الله في كل امة الإسلام .
أما ابنته عيناء 5 سنوات فتقول أن أباها قبلها كثيرا وقال لها بلغي تحياتي الى كل من يسأل عني أما أطفاله حمزة ومحمد وعبد المحيي ومصعب ويحيى فقد أوصاهم بان يكونوا مطيعين لوالدتهم حريصين على التمسك بالدين والخلاق الحميدة والعلم
اقتحام المنزل
في اليوم الذي أعلن فيه عن اسم الشهيد احمد مسالمة 8/6/2002 اقتحمت قوات كبيرة مدينة دورا وتقول ام يحيى أن الكابتين (بيرن) جاء إليها واخذ يسأل أين هناء وعندما قابلته قال لي من سيطعم هؤلاء الأطفال الـ (7 )وهم أبناء الشهيد فقلت وقد رفعت إصبع السبابة وأشرت الى السماء الله … الله ..
فقال لي الله ام كتائب القسام ؟؟ وكررها ثلاث مرات ثم سألني أين أبا يحيى فقلت له ادري لقد هرب من سجن الظاهرية ولم أره … فقال لي الم تقرئي الصحف …
ألا تدرين ماذا فعل زوجك ؟؟ فقلت له لقد سمعت ما سمعتم من التلفاز
فسألني هل ستقيمين بيت عزاء هنا ام في بيت عوا فقلت له هنا وهناك
وتقول في هذه الأثناء انطلق الجنود الصهاينة في المنزل كالكلاب المسعورة يقلبون كل شيء ويدمرون كل شيء ثم تركونا ورحلوا ثم ذهبوا الى بلدة بيت عوا واعتقلوا أشقاء الشهيد محمد 36 عاما وشرحبيل 29 عاما وطلبوا من شقيقه الثالث أمين الحضور الى مكتب الارتباط ثم وعدونا بعودة قريبة ونحن ما زلنا على انتظار.
وهكذا ربما تكون رصاصات الغدر انهت حياة مجاهد نذر حياته لله لكن قوافل الإبطال ما زالت تنير سماء التاريخ ماضيا وحاضرا ومستقبلا وما زالت حنجرة محمد تقول عهدا يا شهيد… رح نوخذ بثأرك عهدا يا شهيد…. عن دربك ما نحيد طيور الجنة دارك…. عن دربك ما نحيد .
وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون" صدق الله العظيم
الحمد لله رب العالمين معز المجاهدين وناصر الموحدين وقاصم اليهود والنصارى والمنافقين والصلاة والسلام على الهادي الأمين محمد بن عبد الله ومن سار على دربه الى يوم الدين.
انا العبد الفقير الى الله عز وجل (الشهيد الحي) احمد بدوي خليل المسالمة من بيت عوا الخليل أقدم نفسي رخيصة في سبيل الله عز وجل لإعلاء كلمته ثم سعينا لتحرير البلاد وبلاد المسلمين من دنس اليهود والمشركين ثم تحرير أقصانا الأسير من أيدي اليهود والنصارى الذين يناصروهم على احتلال الأرض المقدسة فلسطين الحبيبة والغالية ثم ثأراً لشعبنا الفلسطيني عامة لأنه مظلوم ومحروم الحرية ومسلوب الأرض ثم ثأراً لاخواني الذين سبقوني على هذا الدرب من كتائب الشهيد عز الدين القسام خاصة راجيا من الله عز وجل ان يوفقني في عملي هذا ويحتسبني عنده شهيدا ويسكني الفردوس الأعلى من الجنة ويحشرني مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأوصي إخواني أن يسيروا على درب محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه مهما كانت التضحية
ثم أوصي زوجتي الغالية وأولادي الأحباء السير على هذا الدرب وإخوتي وآخر كلامي وأحب أن اكتب هذه الآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون " صدق الله العظيم
والى اللقاء في جنة الفردوس.
9/6/2002
تفاصيل العملية
تفاصيل العملية البطولية في مغتصبة "كرمي تسور"
بعون الله وتوفيقه هاهم رجال كتائب الشهيد عز الدين القسام وكما عودتكم تعود من جديد لتضرب بقوة في عملية نوعية استشهد فيها البطل المجاهد ( احمد بدوي المسالمة ) ليجسد مع ابناء مجموعته اعظم أيات التضحية والإقدام فلم تمنعة الدنيا وزينتها من الأولاد وكبر السن والزوجة من تأدية واجبه تجاه الأقصى نيابة عن المسلمين فشهيدنا البطل اشتقاء للقاء الأحبة محمد صلى الله علية وسلم وصحبة رضوان الله عليهم جميعا .
تفاصيل العملية :
بعد رصد الموقع قامت المجموعة الاستشهادية رقم (2) بتنفيذ العملية في الساعة الثانية والنصف فجرا يوم السبت 862002 اقتحمت المجموعة رقم (2) مغتصبة (كرمي تسور) المقامة على اراضي بلدة حلحول وقاموا بمباغتة حرسها الجبناء واطلقوا النار عليهم فأصابوا أحدهم إصابة خطرة وأما زميله فهرب يصرخ مذعورا مخلفا ورائه سلاحه (m 16) وبعدها خرج صهيونيا هو وزوجته من بيتهم من دون وعي فاشتبكا مع المجموعة فقتلاهما وغنما أسلحتهما مجاهدونا وهي عبارة عن (جاليلوا + m 16) وتبين فيما بعد ان هذا الصهيوني هو رقيب يعمل في جهاز الوحدات الخاصة الصهيونية وقد أنهى دورته العسكرية حديثا حسب اعتراف العدو بذلك وبعد قليل جاء جيب عسكري وسيارة إسعاف واشتبكا معهم فاصيب معظمهم وهم جنود فاصيب أربعة منهم إصابات مباشرة فكانوا يصرخون صراخ الجبناء فالجيش الذي لا يقهر قهرناه وقتل أحد الجنود متأثرا بجراحة واستمر الاشتباك مدة نصف ساعة تقريبا فأيقن العدو انه لن ينال منهم فأرسلوا مدرعتين وناقلتي جنود فأحاطوا بالمجاهدين إحاطة السوار بالمعصم واستمر الاشتباك بينهم إلى أن خرج أحد الجنود مرتديا بزة عسكرية مصفحة لا يرى منه شيء فاطلق المجاهدون علية رصاصهم لكن سترتة حالت دون اصابتة فاطلق النار على المجاهدين فاصاب شهيدنا إصابة بليغة فقام اخوة بتامين انسحابه لمنطقة آمنة في المغتصبة فوضع الشهيد رأسة على صدر أخيه حتى استشهد موصيا أخيه قائلا " له لا تقلق علي واستمر بالمقاومة فان انتهت ذخيرتك فانسحب فسينجيك الله فهم ينظرون بنور الطاغوت وانت بنور الله تنظر فلا تحسب لطائراتهم ولا لرشاشاتهم ولا لإناراتهم حساب فالله معك وتبسم شهيدنا ودعا الله لزوجته الصالحة الصابرة" التي كانت دوما خير زاد له ودعا لأولادة وأهلة وللمجاهدين أن يحميهم الله وبعد أن تأكد أخوه من استشهاده ونفاذ ذخيرته انسحب رغم حصار العدو له تحت إطلاق كثيف لنيران العدو عليه حتى اوصلته عناية الله لقاعدته بسلام.
وقد وصف مجاهدنا عملية انسحابة قائلا :
(إن الملائكة كانت ترعى سيره دون إرادة منه ) وذكر رفيق الشهيد احمد انهم اخذوا معهم (تمرات) ليتقويا بها ففي الطريق هما بتناول القليل منها فاقسم الشهيد أن لا يأكل إلا داخل المغتصبة فلما وصلا تناول رفيقة ثلاث تمرات واما الشهيد اقسم قائلا ( بخٍ … بخٍ ) والله لن آكلها إلا في الجنة واقبل على عدوه بشجاعة وإقدام قائلا لشارون السفاح وزمرته الملعونة لن يرهبنا طغيانكم ولا إرهابكم المدعوم من الشيطان الأكبر . "
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
وانه لجهاد نصر او استشهاد
المراجع
موقع مملكة القصص الواقعية
التصانيف
عقيدة