تاريخ الاستشهاد : 01 - 05 -2003

الفارس القناص والمصلح بين الناس والتاج فوق الرأس

تحت أشجار التين وبين أحضان عائلة عرفت بالتدين والالتزام بمنهج وكتاب الله عز وجل ولد الشهيد القسامي البطل /محمد كمال أبو زرينة في 17/6/1977م بشارع المنصورة في حي الشجاعية وقد عرف بشجاعته وذكائه منذ صغر سنه.

أكمل شهيدنا دينه فتزوج ورزقه الله الذرية الصالحة فشهيدنا له من الأبناء اثنين أكبرهما نضال وله من العمر عامان وابنه الأصغر خالد يبلغ من اعمر ثلاثة شهور ونصف وبعد استشهاد محمد عرف بأن زوجته حامل سيكون معها طفل أو طفلة جديدة يخلق يتيما لا يرى وجه والده في حياته.

الطريق إلى النصر والتمكين هو بواسطة العلم والمعرفة في كافة المجالات وخاصة في مجال الدراسة أنهى محمد دراسته الابتدائية والإعدادية في مدرسة معين بسيسو ومها نال شهادة الثاني الثانوي وعندها توقف عن دراسته ليدخل معترك الحياة وصعابها ومن ثم وبعد تكوين نفسه أكمل دينه وتزوج.

شهيدنا له من الأخوة 6سواه ومن الأخوات 6أيضا ويقع في المرتبة السابعة فيما بينهم ومن علاقاته معهم أنه كان شديد الحب والإيثار والإخلاص لهم وقد تميز شهيدنا عن إخوانه بأنه لا يحب أن تزعج تصرفاته أحدا من الناس وكان شديدا في قول كلمة الحق مهما كلف من الثمن.

فارسا وقناصا ؟؟

منذ طفولته نشأ شهيدنا قوي الجسم بهي الطلعة حاد النظر عاش وتربى وترعرع في الخلاء وأحب الخلاء كثيرا وقد كان لوالده إسطبلا للخيول فما كان من شهيدنا اقتفاء بالفرسان أيام الرسول "صلى الله عليه وسلم" إلا وأن تعلم الفروسية وأحبها حبا فملأت عليه فؤاده وملكت عليه كيانه فقد أصبح فارسا شجاعا منذ نعومة أظفاره.

وبعد قدوم الشرطة الفلسطينية إلى قطاع غزة التحق محمد إلى قوات الشرطة الحدودية وكان قناصا من الدرجة الأولى وامتاز بالقنص في مجموعته وحصل على المركز الأول فيها ونال جائزة على ذلك على الرغم أنه كان الأصغر سنا في مجموعته.

رجل أحبه الجميع ؟؟

الطريق نحو التحرير وطرد الاحتلال عرفها شهيدنا محمد جيدا مسجد أنس بن مالك كان الشاهد على التزام شهيدنا بصلوات الجماعة في لمسجد وعقد العلاقات مع الناس في داخل المسجد أحبه الجميع الصغير قبل الكبير فقد عرفوا منه الرجولة والشهادة والبطولة.

شهيدنا أحب أصدقائه وأحبوه وكانت الزيارات بشكل دائم فيما بينهم وأحب المزاح مع إخوانه وأصدقائه.

لم يقتصر عن هذا الحد فقط وإنما كان حبه لا يقتصر من قبل إخوانه له أمثال الشهيد أيمن أبو هين وإنما أحبته الفصائل الأخرى وتمنت لو كان محمدا هو أحد أعضائها.

ويتذكر الناس والجيران الذين عرفوا شهيدنا أنه من أبرز ما تميز به هو تقديمه الخير للناس دون أجر أو مقابل عرف شهيدنا محمد بتدينه الشديد وغيرته على زوجته وعلى عرضه من نظر الآخرين فقد أجابت دعوته والتزمت بلباسها الشرعي الذي يحفظ لها عفتها وطهارتها.

قاوم الاحتلال رغم المنع؟؟

الجميع له ذكريات مع شهيدنا محمد فأخوه رفعت قبيل استشهاده بساعتين حاول أن يكفه ويمنعه عن الخروج لمقاومة المحتلين ولكن دون جدوى ولأول مرة قال لأخيه أنا أشتغل مع يوسف وأيمن أبو هين وأنا أراهم محاصرين ولا تريدني أن أقاوم.

خرج محمد من منزله لمقاومة الاحتلال ثم عاد إلى منزله وأخرج أهله منه ليدخل المسلحين بداخله ومن ثم الصعود إلى المنزل المجاورة ولكن دون جدوى.

مصلح بين الناس؟؟

أما والدته فتتذكر بره بها ومحبته لإخوانه هذا بالإضافة إلى محبة الجيران له وهنا ما ظهر من خلال استبساله له في الدفاع عن جيرانه من عائلة أبو هين ونيله الشهادة وهو يدافع عنهم فلقد رخصت حياته من أجل الدفاع عن الناس.

وصيته والدعاء؟؟

أحب الشهادة كحب اليهود لحياة وأشد فقد كان أمله وأمنيته بها يملأ عليه حياته ويفقده صوابه فقد كان دعائه "يا رب أعطني الشهادة وأنا مقبل غير مدبر" ونال ما تمناه فأصابته كانت في وجهه مباشرة.

أما وصيته التي أبقاها خلفه لمن بعده حتى يتعظ بها وينال الفردوس الأعلى هو وصيته لزوجته أن لا يبكوا عليه وإنما يجب أن تخرج وتدفن جثمانه بغطاء من الزغاريد كما أوصى زوجته ووالدته بعدم دخول البرية لزيارته.

أما وصيته الأخرى فكانت ليلة استشهاده حيث أوصى زوجته بالاهتمام بأبنائه والحرص على إكمال تعليمهم هذا ما كان يتمناه لهم فقد أحب أبنائه حبا شديدا وطالما قضى معهم أجمل الأوقات.

مصلحا بين الناس؟؟

شهيدنا أبا نضال ليس كغيره يرى الباطل ويسكت عليه فعندما كانت تحدث مشكلة بين أهالي منطقته كنت تجده من أول الواقفين بالإصلاح والتوفيق بينهم وإعادة المودة والتراحم فيما بين المتخاصمين وهذا ما حبب فيه كل من عرفه وكل من قضى معه أجمل الأوقات بالإضافة إلى أنه كان يساعد كل من احتاج المساعدة وقبيل استشهاده بأيام تغير كليا لقد ظهر أكثر التزاما وأكثر هدوء على أهله وعائلته ولا يزال أهل الشهيد محمد يحتفظون ب36 رصاصة كان يحتفظ بها في غرفته بعد أن أطلقتها إحدى الدبابات الصهيونية في أحد الاجتياحات وطلبت عائلته منه ترك هذه الرصاصات فأبى وقال لقد أطلقت عليّ ويجب أن احتفظ بها .

بكاه أسبوعا ؟؟

لقد تأثر شهيدنا المجاهد باستشهاد الشهيد محمود سبيته فقد كان رفيق دربه وعزيز قلبه وكان لاستشهاده أبلغ الأثر على نفس شهيدنا محمد أما الشهيد الثاني الذي تأثر به كذلك فبقي أسبوعا يبكيه ولم يعرف الطعام ولا الشراب إلى فمه سبيلا فهو الشهيد عماد العمراني أحد أعز أصدقاءه وأقربائه في نفس الوقت.

أنقض الآخرين ونال الشهادة ؟؟

بينما كان يقاوم شهيدنا في منطقته جاءه اتصال بإصابة شخصين ونفاذ ذخيرتهم وطلبوا منه باتصال هاتفيا إنقاذه فقام محمد بإنقاذهم وإسعافهم وأخذ يراقب المكان الذي أصيبوا فيه رأي محمد الهدف فأخذ يطلق الرصاص على القناص وفي هذا الوقت كان أخوه يأمره بالتراجع لخطورة موقعه الذي يتواجد فيه فما كان من محمد إلا أن وضع صديقه خلفا منه حتى ما يصاب صديقه قبله فقد آثر الشهادة على إصابة صديقه وفي هذه الأثناء أطلق رصاصة على القناص وفي نفس الوقت أطلق القناص الرصاص على محمد فأصيب مباشرة بأسفل عينه اليسرى ليرتقي شهيدا في سبيل الله نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا فارتقى شهيدا في الأول من مايو لعام 2003.

رفع رؤوسنا عاليا ؟؟

جميع أفراد العائلة شاهدوا مشهد الاستشهاد ولكن لم ترتفع أصواتهم إلا بالتهليل وبالتكبير وعائلته هي مؤمنة وصابرة تلقت الخبر بالحمد والشكر وتمنت على الله أن يكون شهيدا وأن يجعهم به في مستقر رحمته أما أفراد عائلته فيقولون أن محمدا رفع رؤوسنا عالية أمام الناس .

فارسا في المسابقات ؟؟

أما نضال ابن شهيدنا محمد صاحب العامين ذو البشرة القمحية وصاحب الوجه الأنور المحبوب لوالده حبا شديدا ينتظر عودته من عمله على أحر من الجمر فمازال ينتظره حتى اللحظة فنضال يتميز بالذكاء والفطنة ونظرة إلى المستقبل الواعد يملئه الأمل هذه هي صفات نضال فلما سألناه عن مكان والده الشهيد لم يجب بأي كلمة فاكتفى إلى الإشارة إلى صورته فقط فمنذ استشهاد والده يصحو نضال مبكرا ليقبل صورة الوالد الشهيد.

أما من ناحية حياته القصيرة التي قضاها شهيدنا محمد في مرضاة الله إضافة إلى أن شهيدنا كان يشارك في سباقات الخيل ومسابقات للقنص وقد امتاز بالاثنين في نفس الوقت وللشهيد أبو نضال لا تزال حتى الآن أشرطة مصورة لسابقاته الإبداعية .

جاورهم في الدنيا والآخرة ؟؟

ولا يعرف متى بالتحديد انضم شهيدنا إلى حماس إلا أنه من المرجح أنه انضم إليها منذ بداية الانتفاضة بعد أن تعرف على أصدقاءه وجيرانه خاصة عائلة أبو هين ومنهم الشهيد أيمن أبو هين فقد كان من أكثر وأعز أصدقاء محمود في الدنيا مشية الله أن ينال شرف الشهادة الاثنين معا في ليلة واحدة وليس على قدر ذلك وإنما كان القدر أن يجمعهم مع بعضهم البعض .

الملتقى غدا ؟؟

ذهبت عنا يا محمد بجسدك وظن الصهاينة أنهم قطعوا أصلك من الأرض ولكن هيهات فأنت تركت خلفك نضال وخالد إذا فالمسيرة مستمرة نحو القدس والتحرير وطرد المحتلين بإذن الله ولا نقول وداعا ولكن نقول إلى الملتقى في الجنة بجوار الأنباء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .


المراجع

موقع مملكة القصص الواقعية

التصانيف

قصص