للهِ ما تَصْنَعُ الأَجْيادُ والمُقَلُ والأُقْحُوانُ الشَّتِيبُ الواضِحُ الرَّتِلُ
تَرَنَّحَ الشَّرْبُ واغْتَالَتْ حُلُومَهُمُ شَمْسٌ تَرَجَّلُ فِيهمْ ثُمَّ تَرْتَحِلُ
لاَ تَسْترِيحُ إِلى المِلْوَى تُمَارِسُهُ ولا تَبِيتُ على الأَوْتَارِ تَتَّكِلُ
فِيها فَراغٌ مِنَ السُّلْوانِ يَشْغَلُها عنِّي، وَفيَّ بهَا عَنْ غَيْرهَا شُغُلُ
إِذا تَلَبَّثْتُ عَنْهَا ساقَ بي كَلَفٌ بَرْحٌ، وأَوْجَفَني وَجْدٌ بِهَا عَجِلُ
يَا عَلْوَ ،إِنَّ اعْتِلاَلَ القَلْبِ لَيْسَ لهُ آسٍ ،يُدَاوِيهِ إِلاَّ خُلَّةً تَصِلُ
هَلْ أَنتِ إِلاَّ قَضِيبُ الْبانِ تَعْطِفُهُ مَرْضَى الرِّياحِ وتَعْدُوهُ فَيَعْتَدِلُ
أَوِ الغَزَالةُ في دجْنٍ يُغازِلُها أَو ظَبْيَةُ الْبَانِ في أَجْفَانها كَحَلُ
كَيف التَّصرُّعُ في أَرضِ العِراقِ وَقَدْ خلَّفْتُ بالشَّامِ مَنْ قَلْبِي بهِ خَبِلُ؟
بَلْ كَيْفَ يَحْسنُ بِي التَّقْرِيظُ والغَزَلُ وشَيْبُ رأْسِي عَلَى الفَوْدَينِ مُشْتَعِلُ
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ حنِينُ الزِّيرِ أَسْمَعُهُ والكَأْسُ يُصْبِحُنِيها الشَّارِبُ الثَّمِلُ
عَاجلْ بنَا الرَّاحَ والرَّيْحانَ مُبْتَكِراً فَلَيْسَ يَحسُنُ إِلاَّ فِيهمَا العَجَلُ
واشْرَبْ علَى دَوْلَةِ المُعْتَزِّ إِنَّ لَهَا حَظًّا مِنَ الحُسْنِ لم تَسْعَدْ بهِ الدُّوَلُ
خَلِيفَةٌ يَخْلُفُ الأَنْوَاءَ نَائِلُهُ إِذا تَهَلَّل قُلْتَ العارِضُ الهَطِلُ
إِذا بَدَا وجَلاَلُ المُلْكِ يَغْمُرُهُ حَسِبْتَهُ البَدْرَ وفَّي حُسْنَهُ الكَمَلُ
رِباعُهُ في جِوَارِ اللهِ واسِطةٌ، وحَبْلُهُ بِرَسُولِ اللهِ مُتَّصِلُ
خَلَّتْ قُرَيْشٌ لهُ البَطْحَاءَ وانْصَرفَتْ لَهُ عَنِ السَّهْلِ حتَّى حَازَهَا الجَبَلُ
وفَضَّلُوهُ ،ولاَ تَزْكُو فَضَائِلُهمْ إِلاَّ بتَفْضِيل أَقْوامِ بِهِمْ فَضَلُوا

 

اسم القصيدة: لله ما تصنع الأجياد والمقل.

اسم الشاعر: البحتري.


المراجع

aldiwan.net

التصانيف

شعراء   الآداب