وكان الرحيل الأخير لرجل ملحمة وفدائية من الطراز الأول حيث سقط الجسد المسجى بنور الإيمان وحلاوة الجهاد تغمر أنفاس القسام يؤكد عبرها طريق عز الدين ورفاقه ويواصل الدرب بعد انقطاع.
رقد أبو خليل رقدته الأخيرة ، واحتضنه تراب خانيونس الذي أحب ، فسلام عليك أيها الراقد على ثرى الوطن الذي أبيت مغادرته رغم كل شىء كان فجر السادس والعشرين من شهر رمضان الموافق للثامن من مارس من العام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين يرسم خطوطه النورانية البيضاء الأولى ونيران الثأر لمجزرة (خليل الرحمن) التي نفذت بدمٍ بارد منذ أيام معدودة تضطرم في فؤاد المجاهد العملاق ، واللهيب المتقد للثأر يدفعه قُدماً للانطلاق وصورة الدماء الطاهرة النازفة تتراءى أمام ناظريه كما صوره رفيق درب الجهاد الشيهد (عبد الرحمن حمدان) تقفز أمامه كل لحظة وهو الذي سقط في ذات ليلة المذبحة ، ليلة النصف من رمضان في القدس الشريف.
كان (أبو خليل) يحمل على كاهله كل هموم الوطن المحاصر بين سراديب الوهم والخوف وآلام شعب فلسطين المسلم المصلوب في مرمى النيران الغادرة .. وكان مسح هذا الدم المراق الدمع المنهمر مهمة مقدسة ملقاة على عاتقه ويجب أن يؤدي هذه الأمانة بكل صدق المجاهدين المخلصين . فشد الرحال في صبيحة هذا اليوم الأغر كي يفجر الرؤوس التي حاصرته ، ويكبل الأيدي التي هاجمته هو وشعبه في خسة ومكر.
واختار ليلة القدر كي يرقى إلى الله تبارك وتعالى ، واختار بيت المقدس محط معراجٍ لروحه التواقة إلى لقاء الله تبارك وتعالى، فما أكرم هذا المكان وما أقدس الزمان الذي اختاره (أبو خليل) لتنفيذ عمليته الثأرية الاستشهادية.
انطلق إبراهيم مع رفيق درب رحلته الميمونة الشهيد إسلام فوزي أبو رميلة (أبو أحمد) يستقلان سيارة الأودي الحمراء ، وما أن اقتربت السيارة من " حاجز أيرز " الذي يفصل الوطن عن الوطن ، والأهل عن الأهل ، حتى أوقفت طلباً للأوراق الثبوتية ، وما لبث أن انهمر عليها الرصاص من كل مكان لتخترق الرصاصات الجسدين الطاهرين في كل جزء من أجزائه ، وترقى الروح إلى بارئها وهي ترسم خطى الثأر اللازم والطوفان القادم رداً على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف.
وفور انتشار النبأ التهبت مدينة خانيونس الفداء مسقط رأس الشهيد المسجى ، فقد هوى ركن من أركان المقاومة التي أزالت عن المؤسسة العسكرية أسطورتها الوهمية بأنه الجيش الذي لا يقهر ، فكم كان يهزأ (أبو خليل) بتلك المؤسسة ، وهو يغدو مجاهداً عملاقاً مؤكداً أنه سيسحق يهود وجنودهم في كل مواقع يهاجمه ، فهو يحمل الإيمان والبندقية وهم يحملون سلاحهم فقط.
ونادت قباب المساجد في قطاع غزة بيانات التأبين للشهيد المقدام الذي مضى نحو الشمس إلى لقاء الأحبة ياسراً وصحبه.
غاب (أبو خليل) وأوغل في البعاد بعد أن كتب على كل الأزقة ورسم فوق كل الحدود بصليات رشاشه (الجاليلو) بصماته الجهادية المشرقة ، فقد انطلق الفتى المهيء للفدائية والاستشهاد منذ مولده في مخيم خانيونس في الفاتح من مايو من العام ألف وتسعمائة واثنين وسبعين في أسرة مكونة من أحد عشر فرداً ، بدأ (أبو خليل) يرسم معالم حياته ويضع بصماته في كل شىء .. كان يقفز فوق النسيان ويسابق زمانه حتى تخطاه بمراحل .. سعى كمعظم شبان فلسطين المرابطين لإكمال دراسته بعد الثانوية العامة في الأردن ولكنهم منعوه من السفر، ليرسموا له قدراً جديداً على غير هدى ولا نور.
نشأ (إبراهيم) تحوطه العناية الإلهية وترسم له دربه الممتد من مسجد التقوى في خانيوس ، ذلك المكان المقدس الذي درج فيه خطوات جهاده الأولى ، فلازم كتاب الله تبارك وتعالى وتلاه آناء الليل وأطراف النهار وحفظ منه الكثير . وكم كان حريصاً على أجيال المسلمين ألا تسحقها الغربة عن الدين ، فعقد الجلسات في المسجد يلقن الأطفال الوضوء والطهارة والصلاة وتلاوة القرآن ، وكانت تلك من أحب الأعمال إلى قلب (أبي خليل).
وقد زاد في قرب (إبراهيم) من القرآن الشجاعة والفدائية في قلبه الذي كان يمتلأ بجرأة لا محدودة تصل إلى حد التهور ، فما كنت ترى إبراهيم إلا على رأس المواجهات مع قوات الاحتلال يذيقهم من حمم حجارته .. وكم تمنى أن يمتطي صهوة الخيل ويمتشق سلاحاً ويصول ويجول في ميدان المعركة ، فأشد ما ينسجم به الفروسية وفنونها.. ولم تقف بطولات (أبي خليل) في المواجهة على خانيونس الفداء. فيوم أن يسمع (إبراهيم) أن مواجهات حادة تقع في مدينة (رفح) الصمود تراه ينطلق إلى هناك لممارسة هوايته التقليدية ، وفي أحد أيام تلك المواجهات لم يكن (أبو خليل) يملك أجرة الطريق إلى رفح فاستدان من صديقه أجرة الذهاب دون الإياب آملاً في العودة على أعناق الرجال شهيداً ، ولكنه عاد في سيارة الإسعاف مصاباً في صدره ، فكم تعرض الفتى الجرىء للإصابة برصاص قوات الاحتلال.
فقد اصيب برصاصة في الحوض بتاريخ 11/10/1988 ، وإصابة أخرى في الفخذ ، وإصابة في الرئة اليسرى ، وأخرى في الرئة اليمنى بتاريخ 21/3/1992 ، وإصابة في أعلى العين اليمنى في 26/6/1992م ، إضافة إلى إصابته أعلى الساق اليسرى وحدوث نزيف داخلي في 14/9/1993م في أثناء تنفيذ عملية نيتساراً في الخليل . كل ذلك والشهيد يواصل دربه نحو هدفه الأسمى بكل العنفوان والكبرياء والشموخ لا يرده عن طريق الحق والقوة والحرية محن أو بلاء. هذه الفدائية المنقطعة النظير جعلت مسئولي الشاباك يعتقلونه إدارياً لمدة ستة شهور، وذلك في العام 1991م خرج بعدها بقسم القتال حتى الشهادة ، وألا ينال منه يهود مطلقاً ما بقي على قيد الحياة.
فكان من أوائل الذين التحقوا بصفوف الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في خانيونس نظراً لما يتمتع به من فدائية منقطعة النظير.
وفي حفل تأبين الشهيد القائد (ياسر النمروطي) قدم فدائيون ملثمون يطلقون النيران تحية للشهيد وكان أحدهم (إبراهيم " أبو خليل "). وفي حفل زفاف (الشهيد هشام) عامر كان (أبو خليل) يقدم التحية العسكرية إلى إخوانه الذين تتلمذ على أيديهم ومارس الجهاد وعايشه برفقتهم.
وثأراً للشهيد (هشام) تقدم (إبراهيم) مع المجاهدين (سالم أبو معروف وجميل وادي) باتجاه نقطة مراقبة غربي خانيونس وقذفوا بحمم النيران نحوها ثم اتجهوا جميعاً إلى مركز للجيش شرق خانيونس وتمت مهاجمته بنفس الطريقة.
وفي 25/7/1992 هاجم القساميون في خانيونس الفداء ومعهم (إبراهيم) موقعين للجيش الاسرائيلي واستمر الاشتباك عشرين دقيقة سقط خلاله ثلاثة جنود اسرائيليين جرحى بشكل خطير حسب اعتراف إذاعة العدو.
وفي الحادي عشر من أغسطس من ذات العام 1992م كانت قوات معززة من جيش الاحتلال تداهم منزل (إبراهيم) لاعتقاله الذي نجا بأعجوبة ، فخرج من بيته تحوطه العناية الإلهية التي ترسم له درب الدم والبارود حتى الاستشهاد ، كان يدرك (أبو خليل) بوجوب مواصلة الطريق، فقد ذابت كل خرائط الدنيا في صدر الفتى ، ولم يبق إلا شكل الوطن فأراد أن يكون بركاناً يقذف حمم النار على الأعداء حتى ينصرف الغرباء عن وطن الأجداد.
وأراد أن يكون سنبلة يضاعف بها العطاء ويقتفي دربها السالكون ، فكان لابد من التواصل الملحمي في عمل عسكري فذ رسم الرقيب أبو خليل الطريق حقاً لأجيال السالكين.
فبتاريخ 30/1/1993م كان الشهيد ينطلق مع إخوانه لتنفيذ عملية شهداء خانيونس ثأراً للكرماء الذين رووا تراب خانيونس بدمائهم في انتفاضة شعبية عز نظيرها ، حيث تقدم الشهيد مع إخوانه المجاهدين في عملية نوعية جريئة لاختراق مستوطنة (جاني طال) حيث أدى المجاهدون ركعات لله ضارعةً له بتسديد رميتهم وتوفيق خطاهم ، ومع هذا الفجر الجديد تقدموا نحو الهدف (المستوطنة) وقاموا بالحفر أسفل الجدار الإلكتروني العازل ودخلوا إلى هناك حيث يرقد مغتصبو الأرض في كل مكان ، وترقبوا حتى اقترب جيب الحراسة العسكري وأصلوه برشاشاتهم ، وقد قتل جنديان وفر الثالث ، استطاع (أبو خليل) السيطرة على رشاش من نوع (جاليلو) ظل ملازماً لرحلة (إبراهيم) الجهادية طوال حياته ، وترك رشاش كارلغوستاف مسطر عليه (كتائب الشهيد عز الدين القسام) .. وقد شكلت هذه العملية النوعية الجريئة ضربة قاسية جداً إلى رؤوس أجهزة الأمن الصهيونية . وبقيت علماً بارزاً في مسيرة الجهاد المظفرة لكتائب القسام.
وبينما يقترب شهر رمضان ومجاهدو القسام يستعدون للتقرب إلى الله تعالى في هذا الشهر على طريقتهم الخاصة ، ومع افتتاحية شهر الجهاد وتحديداً في الثاني من رمضان الموافق 25/2/1993م (تقدم أبو خليل) ومعه الشهيد (عماد عقل) إلى (مركز شرطة الرمال) بمدينة غزة وتم الهجوم بكثافة على رتل من سيارات الشرطة المتجهة إلى المركز ، ولم يعلن العدو عن خسائره في هذه العملية.
وفي شهر مارس (آذار) من نفس العام تقدم (أبو خليل) مع إخوانه المجاهدين من قلعة خانيونس الفداء باتجاه غرب خانيونس ، وعلى ساحل البحر تمت مهاجمة تجار اسرائيليين حيث قُتل اثنان منهم على الفور.
وفي الخامس والعشرين والتاسع والعشرين من رمضان في ذات العام انطلق (إبراهيم) نحو منطقة القرارة وهاجم مع إخوانه جيباً للإدارة المدنية الإسرائيلية وسيارة شرطة ، وقد أوقع الهجومان العديد من الإصابات.
وفور أن سمع أبو خليل وإخوانه باستشهاد رفيقي دربهم (محمد صيام ، وإبراهيم عاشور) في وقفة عرفة حتى اتجه إبراهيم وجميل ومحمد شهوان إلى منطقة العقاد بخان يونس ونصبوا كميناً مسلحاً لجيب عسكري وأمطروه بوابل من النيران إثرها تعطل عن الحركة ، ولم يرد الجيب على مصدر النيران ، ولم تعلن الإذاعة الاسرائيلية عن هذه العملية.
وفي السابع والعشرين من يونيو من العام ثلاث وتسعين انطلق مجموعة كبيرة من فدائيي القسام باتجاه الغرب نحو ساحل البحر الغزي (الشاهد الأوفى على رصاص العز) ، وهناك نصب كمين لدورية عسكرية كبيرة اطلق عليها المجاهدون زخات هائلة من الرصاص الهادر وحدث اشتباك ، قتل فيها جنديان اسرائيليان وحوصر المجاهدون وعبر (أبو خليل) عنها أنها من أشد لحظات حياته حرجاً ، وقد غطى انسحاب المجاهدين الفدائي القسامي القائد جميل وادي الذي استشهد إثر هذه العملية ليرقى إلى سجل الخالدين.
وقد كان (أبو خليل) بالغ التأثر لرحيل رفيق الدرب وشقيق المواجهات الاستشهادية الملحمية ، فقرر الرحيل إلى موقع جهادي جديد فاتجه رجل المهمات الخطيرة إلى الضفة الغربية واستقر في خليل الرحمن ليبدأ ملحمة جهادية جديدة ، كانت من أنصع مراحل العطاء العسكري لرجل المواجهات الجرىء. ففي الثاني من سبتمبر من العام ثلاث وتسعين نصب (أبو خليل) مع إخوانه المجاهدين كميناً محكماً لضابط الإدارة المدنية في الخليل وذلك بالقرب من الحي الاستيطاني في الخليل ، حيث قتل الضابط المدعو (فتسيون الكوبي) وجرح سائقه بجراح خطيرة ، وكانت هذه العملية بمثابة اشعال جديد لنيران الجهاد الملحمي في (خليل الرحمن).
وفي الثاني عشر من نفس الشهر هاجم (أبو خليل) وإخوانه المجاهدون باصاً إسرائيلياً في وسط مدينة الخليل ولم يعترف العدو بخسائره ، وفي الرابع عشر من نفس الشهر ، وفي مواجهة ملحمية جريئة ورائعة لقوى الاحتلال تقدم المجاهدون (إبراهيم سلامة ، وعبد الرحمن حمدان وخالد الزير ، ومحمد عزيز) وهاجموا جيباً عسكرياً بأسلحتهم الرشاشة ، واثناء الانسحاب فاجأهم حاجز عسكري قرب سعير وحدث هناك اشتباك عسكري كبير أدى إلى إصابة أربعة جنود بجراح خطيرة حسب اعتراف إذاعة العدو ، واستشهاد الفدائي (محمد عزيز) الذي قام بالتغطية على انسحاب إخوانه ، وإصابة (أبي خليل) برصاصة في قدمه ، وقد اضطر المجاهدين للانسحاب سيراً على الأقدام بين الصخور والتلال مسافة (2) كيلو متر والطائرات المروحية العسكرية تبحث عنهم ، ومن ثم اعتلى شجرة ومكث فوقها (24) ساعة كاملة رغم الدماء النازفة من قدمه ، ووجد كسراً في ساقه.
ثم غادر الشجرة إلى إحدى البيوت القروية حيث تم إسعافه وأشار الأطباء بضرورة بتر ساقه ولكنه رفض بإصرار وبقي ماكثاً هناك فترة طويلة للعلاج . وبعد أن برأ جزئياً عاد إلى قطاع غزة ، وبقي رفيق دربه (عبد الرحمن حمدان) يواجه جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين في جبال الضفة الغربية.
ولما تناقلت الأنباء خبر استشهاد (عبد الرحمن) و(مجزرة الخليل) إلى (أبي خليل) قرر الرحيل للثأر الكبير. حيث كان الرحيل الأخير لرجل ملحمة وفدائية من الطراز الأول ، سقط الجسد المسجى بنور الإيمان وحلاوة الجهاد تغمره أناس القسام يؤكد عبرها طريق عز الدين ورفاقه ويواصل الدرب بعد انقطاع ، رقد (أبو خليل) رقدته الأخيرة واحتضنه تراب خانيونس الذي أحب..
فسلام عليك أيها الراقد على ثرى الوطن الذي أبيت مغادرته ، رغم كل شىء ، هنيئاً لك الشهادة .. حلم حياتك الأول والأخير.
ولما تناقلت أخبار الاستشهاد الأكرم (لأبي خليل) ضج الثرى وحق له ذلك ، فلم يترك رجل المهمات الصعبة شبراً إلا وجعله شاهداً له وانطلقت خانيونس بقدها وقديدها تودع الرجل الأصيل وكوكبها اللامع وفخر رجالها..
وحزن (الحاج خليل) كل الحزن لفراق إبراهيم .. " إن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون " ولكنه حمد الله واسترجع وقال للشبان الذين تحلقوا حول بيت الشهيد يهتفون زفوا الشهيد وخلوا الزفة عَ السنة ، زفوا الشهيد لبيته الثاني في الجنة ، قال لهم : "إذا كان (أبو خليل) قد استشهد فكلكم (أبو خليل)".
وتهامس الجمع المتدفق من كل مواقع خانيونس شاهدين (لأبي خليل) رجولته وفدائيته واخلاصه ، وأنه رجل المواقف الصعبة والمهام المستحيلة ، وقد عقب تلفزيون اسرائيل على نبأ استشهاد أبو خليل بالقول أنه مسئول عن قتل خمسة جنود واثنين من المستوطنين ، كما أنه شارك بقتل رجل الشين بيت (نوعيم كوهين) في رام الله.
وقد نصب سرادق عظيم لاستقبال المهنئين اختتم بمهرجان تأبين حاشد تقاطر إليه أهالي قطاع غزة من شتى المواقع مودعين الراحل الكبير ، وقدمت مجموعة من كتائب القسام أطلقت النار في الهواء ، تحية للقسام الأصيل ، وأعلنت مسئوليتها عن هجوم عسكري جديد تأراً لدماء (أبي خليل) ، وهكذا يتواصل لحن الجهاد والمقاومة تغذيه دماء (أبي خليل) وإخوانه وتصونه السواعد المخلصة المجاهدة من العبث والاختلاف حتى غدا الاستشهاد حقاً هو أسمى الأماني لشباب طاهر حر غيور اتجهوا بكل ذواتهم ومشاعرهم نحو السماء ليصنعوا المجد الذي بين أيديكم.
وهكذا انتهت ملحمة فدائي فذ أرق مضاجع الصهاينة والمستوطنين وساهم في قلب موازين القوى لصالح شباب مؤمن أعادوا لقوى الاستكبار التفكير مجدداً في طريقة لاستمرار السيطرة على الشرق الذي باتت توقظه رشقات رشاش الجاليلو من سواعد (أبي خليل) الفتّاك ، وكان مكمن الخطورة أن الجاليلو هو سلاحهم الذي زرعوا من خلاله الرعب والسيطرة ، ها هو يرتد السحر على الساحر بساعد (أبي خليل) وإخوانه.
فهنيئاً لك الشهادة أيها الراحل العظيم .. أيها المسجى بنور القسام الجهادي .. أيها المرابط على حدود الوطن .. في غزة الشماء وخليل الرحمن الإباء . ايها المتقد نوراً وناراً وعزماً ومضاءاً أيها الرابض في أتون نار أشعلها الغرباء في وطن الأجداد ، ويدك المجاهدة تقطع أيادي الإفك والعدوان لتمنح الأرض الحرية والشعب الهوية .. سلام عليك أيها الراحل العظيم يا شهيد ليلة القدر ويا رجل المهمات الصعبة .. سلام عليك.
المراجع
gesah2.com
التصانيف
قصص الآداب