هو عربي بن علاء الدين براييف ولد رحمه الله في يوم27مايو 1974م في قرية الخان كلا ، وسبب تسميته بعربي هو أن أمه رأت في منامها قبل ولادته بأربعة أيام رجلاً عربياً كبيراً في السن ويلبس ثياباً بيضاء فقدم لها طفلاً أ.هـ ولما علم جده بهذه الرؤيا سماه بـ عربي...
توفي والد عربي براييف وله من العمر إحدى عشر سنة ثم بها بعامين توفيت أمه ، والتحق بدارسته حتى أنهى المرحلة الثانوية بمعدل جيد، وكان معروفاً بين معارفه بالكرم والأخلاق الكريمة وكان منذ صغره يحب الرياضة ويتقن فنون القتال المختلفة كالكيك بوكسنغ والكراتيه والمصارعة والملاكمة والكنغ فو.
وكانت تصرفاته وهو ابن الثالثة من العمر كتصرفات ابن الثامنة لما تميز به من رجاحة عقله ورزانة خلقه ,كان شهما وشجاعا سريع التعلم على الأسلحة حتى أنه اتقن أكثرها وكان زاهدا في الدنيا حيث توفي ولم يكن له بيت بل كان يسكن بيت أبيه وكان يدعو الله ألا يكون من المتنافسين في البنيان وكان يردد حديث التطاول في البنيان..
جهاده : حينما بدأت الحرب التي قادها جوهر دودايف شارك عربي في الحرب مع مجموعة تقارب 25شخصا بقيادته في سنة 1995م وكان قناصا ماهرا وقد شارك في عملية قروزني في آخر الحرب حيث كان في الجهة الجنوبية في منطقة تشيرنورتش وكان معه 150 مجاهدا وبعد انتهاء الحرب حاز على رتبة جنرال وكان الأصغر سنا بهذه الرتبة تنبه الشيخ فتحي رحمه الله لعربي براييف واهتم به وبمجموعته حتى انضم هو ومجموعته تحت الشيخ فتحي رحمه الله لما تميز به من شجاعة وكرم وثبات وعزيمة ولذلك كناه الشيخ في الحرب السابقة بأسد الله.
وبعد انتهاء الحرب الأولى ترأس عربي ( الفوج الإسلامي الخاص) التي قام بتكوينها الرئيس السابق زلم خان وكان عربي له علاقات وصلات مع زلم خان قوية جدا وكان الفوج الإسلامي متخصص في محاربة الخمور والمخدرات.
تأثر عربي براييف بالشيخ فتحي رحمهما الله فحرص على تعلم العلم الشرعي فحفظ عدة أجزاء من القران الكريم ومجموعة كبيرة من الأحاديث النبوية وكان حريصا على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم كان له نقاش مع الصوفية وأقنع بعضهم عن الرجوع عما هم فيه ومنهم أخوه..
وكان محباً للأنصار العرب الذين شاركوا في الحرب الأولى أو من جاء بعدها واستقر في الشيشان حيث كان له أثر كبير في التمكين لهم..
وفي بداية الحرب الثانية كانت مجموعته 150 مجاهدا ثم زاد العددإلى 400 مجاهد وذلك نظرا لإبداعه في حرب قروزني والسيطرة على قرى ومواقع حساسة في يرمولوف مسقط رأسه وقد شارك في الدفاع عن العاصمة قروزني وبعد انحياز المجاهدين منها شاع نبأمقتله وبعدها بثلاثة أيام فاجأ الروس بالهجوم على مواقعهم في قرية يرمولوف.
أبدع رحمه الله في الحرب وقاتل قتال الأشاوس فأصبح الروس يرتعدون منه ويخافون من المناطق التي يتواجد فيها.
وبعد انحياز المجاهدين من شاتوي وقع لمجموعة عربي مقتلة كبيرة فقتل منهم واستشهد 174مجاهدا وأكثر البقية جرحوا وكان ذلك في قرية سعدي كوتر فقل عدد مجموعته ولكن في نهاية عام 2000اجتمع حوله قرابة 500مجاهد فساموا الروس سوء العذاب...
أسد على الأعداء يرغم أنفهم قهراً ويثأر صادقاً للدين كان شديدا على المنافقين سليطا عليهم وكان يفضل قتلهم على قتل الروس لذا كانوا يخشونه ويخافون منه ومن مجموعته...
كان يدعوالله بالشهادة دائما وكان من عادته رحمه الله قبل القيام بأي عمل أن يصلي ركعتي استخاره وكان دائم المحافظة على الوضوء وكان رحمه الله سببا في عزل الروس لأحد قادتهم الكبار (شومانوف)حيث عزل من منصبه القيادي لفشله في إطفاء مقاومة المجاهدين ولا سيما الذي كان يقع من عربي ومجموعته.
أصيب رحمه الله في جهاده الأخير _الحرب الحلية 18مرة وكان بنصف معدة حيث أصيب في معدته وأصيب في أحدى كليتيه وطحاله وفي جسمه العديد من الشظايا وقد تعرض لمحاولات اغتيال عديدة قاربت 15 مرة وقد أثرت شجاعته وبسالته في أهل بيته وأقاربه حتى أن ابنة أخيه حواء براييف قامت بأول عملية استشهادية في الشيشان
وينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان عوده: أبوه كان رحمه الله وثيق الصلة بربه حيث كان حريصا على التهجد ويحث أصحابه بالألتزام به وكان كثير الألحاح على الله بسؤال الشهادة يارب فارزقنا الشهادة والمنى هذي الرقاب لصدقنا برهان واسكب دمانا في المعارك إننا بعنا النفوس ودمعنا هتان ونخيط أثواب الشهادة علها تأتي وخير ثيابنا الأكفان.
استشهاده : كان للمنافقين دور كبير في الوشاية بعربي براييف ومجموعته حيث أن قرية الخان يورت من القرى التي يكثر فيها المنافقون وهي قريبة من قرية يرملوفكا من ضواحي قروزني أخبر المنافقون الروس بوجود عربي ومجموعته في قرية يرملوكا فقامت القوات الروسية بحصار القرية وحشدوا حولها آلاف الجنود وبدأوا بالهجوم على القرية بالمدافع والطائرات فتصدى لهم عربي ةمن معه لمدة يومين حتى نفدت أكثر الذخيرة التي معهم وقتلوامن الروس مقتلة كبيرة ثم قتل رحمه الله وكان آخر كلامه (الله أكبر لااله إلا الله)وأخفى أصحابه جثمانه واستمروا في القتال حتى قتل منهم 14مجاهدا ووقع 4 منهم في الأسر لكونهم جرحى وانسحب الباقون وكانوا لا يتجاوزون العشرة .فلله در هذا الفارس البطل الذي لم يعرف الذل والخنوع يوما ما بل عاش كريما عزيزا ومات شهيدا باذن الله.
عربي رحلت بعزمك المتوهج وهزمت جيشا بالسلاح مدجج توفي رحمه الله وقد ترك ورائه أربع زوجات وثلاثة ابناء وهم :فتحي وسيف الله وسيف الأسلام وسوف يكونون باذن الله غصة في قلوب الأعداء كما كان أبوهم رحمه الله.
يا فوز من نال الشهادة والمنى وتلقفته بأرضها الشيشان ألا فلتفخر الشيشان بأنه خرج من ثراها أمثال هذا القائد الفذ..ولتفخر أمة الإسلام أن وجد فيها من أمثال عربي براييف الذي نكأ الأعداء وسامهم سوء العذاب ثم قضى نحبه مجاهداً لله مقبلاً غير مدبر شيشان يأرض الإباء تحدثي عمن لهم في أرضك الآثار عن موكب الشهداء حين سرى إلى نزل كريم تحته الأنهار وعن الأشاوس كم أذاقوا الروس من خزي تردد ذكره الأمصار.
نقلا عن صوت القوقاز
المراجع
موقع مملكة القصص الواقعية
التصانيف
قصص