أمَحلّتَيْ سَلمَى، بكاظمةَ، أسلَما، |
وَتَعَلّمَا أنّ الجَوَى ما هِجْتُمَا |
هَلْ تَرْوِيَانِ، منَ الأحبّةِ، هائماً، |
أوْ تُسعِدَانِ، على الصّبَابَةِ، مُغرَمَا |
أبكيكُما دَمعاً، وَلَوْ أنّي عَلَى |
قَدَرِ الجَوَى أبكي بكَيتُكُما دَما |
أينَ الغزَالُ المُستَعِيرُ مِنَ النّقَا |
كَفَلاً، وَمنْ نَوْرِ الأقاحي مَبسِما؟ |
ظَمِئَتْ مَرَاشِفُنَا إلَيهِ، وَرَيُّهَا |
في ذلكَ اللَّعَسِ المُمَنَّعِ واللَّمَى |
مُتَعَتِّبٌ في حَيثُ لا مُتَعَتَّبٌ، |
إنْ لمْ يَجدْ جُرْماً عَليَّ تَجَرّما |
ألِفَ الصّدُودَ، فَلَوْ يَمُرُّ خَيالُهُ |
بالصّبّ في سِنَةِ الكَرَى، ما سلّما |
خُلّفتُ بعدَهُمُ أُلاحِظُ نِيّةً |
قَذَفاً، وأنْشُدُ دارِساً مُتَرَسَّمَا |
طَلَلاً أُكَفْكِفُ فيهِ دَمعاً مُعرِباً |
بدَمٍ وأقرَأُ فيهِ خَطّاً أعجَمَا |
تأبَى رُبَاهُ أنْ تُجيبَ، وَلم يكنْ |
مُستَخبرٌ ليُجيبَ حَتّى يَفْهَمَا |
ألله جارُ بَني المُدَبِّرِ، كُلَّما |
ذُكرَ الأكارِمُ ما أعَفَّ، وأكرَمَا |
أخَوَانِ في نَسَبِ الإخَاءِ لعِلّةٍ، |
بَكَرَا، وَرَاحَا، في السّمَاحَةِ، توْءَما |
يَسْتَمْطِرُ العافُونَ، منْ نَوْأيهِما، الـ |
ـشِّعرَى العَبُورَ غَزَارَةً، والمِرْزَمَا |
غَيثانِ، أصْبحتِ العرَاقُ لوَاحِدٍ |
وَطَناً، وَغرّبَ وآخَرٌ ، فتَشَأمَا |
وَلَوَ أنّ نَجدَةَ ذاكَ، أوهذا لنَا |
أمَمٌ، لأدرَكَ طالِبٌ ما يَمّمَا |
قد كانَ آنَ لمُغمَدٍ أنْ يُنتَضَى |
في حادِثٍ، وَلغائِبٍ أنْ يَقْدُما |