المقدمة
nbsp;يهدف التقرير إلى فهم التغيرات التي تحدث في النظام البيئي ، وكيف تؤثر هذه التغيرات على رفاهية ونوع حياة الأنسان ، وبالتالي كيف تؤثر تلك التغيرات على الأجيال القادمة ، وعلاقة الأنسان بالبيئة وكيف أثر على النظم البيئية واستثار غضبها وبالتالي على التنمية المستدامة ، أيضا ردود الفعل الأنساني اتجاه المحافظه على تلك النظم وجعلها صديقة له ، للأستفاده منها في خدمته وتحقيق رفاهيته
.
تناولت التقرير بشكل علمي بالأعتماد على المنهج التحليلي مع التركيز على الأمثلة ، حيث تناولت ماهي النظم البيئية والخدمات التي تقدمها ، والأسباب التي تدفع إلى تغير النظم البيئية ، وتأثير تغير النظم البيئية على الأنسان ، وردة فعل الأنسان في المحفاظة على استدامة النظم البيئية .
أولا : مقدمة مفاهيمية للنظم البيئية وخدماتها :
تعرف النظم البيئية ( ECOSYSTEM ) : وهي ذلك التركيب الحركي المكون من الكائنات الحية والعضوية والبيئة غير الحية والتفاعل فيما بينهم .
ويقدم النظام البيئي خدمات وهي عبارة عن المنافع التي يحصل عليها الإنسان من النظم البيئية . وتشمل تلك الخدمات على :
الخدمات الإمدادية ( Provisioning Services ) وهي عبارة عن المنتجات المؤخوذة من النظم البيئية ، مثل الطعام ، الماء النقي ، وقود الخشب ، الألياف ، المصادر الوراثية والكيماويات الحيوية .
الخدمات التنظيمية ( Regulating Services ) وهي منافع يتم الحصول عليها نتيجة تنظيم عمليات النظم البيئية ، مثل تنظيم المناخ ، تنظيم الأمراض ، تنظيم الماء و تنقية المياه .
الخدمات الثقافية ( Culture Services ) عبارة عن منافع غير مادية يمكن الحصول عليها من النظم البيئية ، مثل التسلية والسياحة البيئية ، التعليم ، احساس المكان ، الثقافة الموروثة ، الذوق ، الألهام والتدين .
الخدمات التدعيمية ( Supporting Services ) هي ضروروية لإنتاج باقي الخدمات ، مثل التربة ، دورة المغذيات ، المواد الأولية .
ثانيا : الأسباب الرئيسية لتغير النظم البيئية :
التدهور الذي اجتاح النظم البيئية ( Ecosystem ) جاء نتيجة الأجتياح الزائد لخدمات النظم البيئية حيث تؤثر في قدرتها على إمداد خدماتها ، على سبيل المثال تتقلص مصائد الأسماك لزيادة الأنتاج ، بالإضافة إلى ذلك تدهور حوالي 40 % من الأراضي الزراعية خلال نصف القرن المنصرف بسبب التآكل ، التملح ، التلوث ، زيادة السكان والزحف العمراني . ايضا هنالك سبب آخر نتيجة تدخل الأنسان وعدم حسن إدارة للنظم البيئية مثل تغير دورات النوترجين ، الفسفور والكبريت والكربون مما تؤدي إلى الأمطار الحمضية وتغير المناخ ،علاوة ً على ذلك من سوء الإدارة تسبب في إثارة تلك النظم عن طريق بعض المخاطر مثل مخاطر الفيضانات ، الجفاف ، فشل زراعة المحاصيل أو الأمراض .
وتدهور الخدمات جاء نتيجة اسباب وتلك الاسباب تقسم إلى اسباب غير مباشرة وسببها الأنسان لها علاقه طردية بالأسباب المباشرة التي تؤدي إلى تغير النظم البيئية وبالتالي استنزافها ، وتأتي تقسيم تلك الأسباب على النحو التالي :
مؤثرات غير المباشر المسببة للتغير هي :
السكان .
الاقتصاد ( العولمة ، التجارة والسوق ) .
إطار العمل السياسي .
السياسة الإجتماعية ( الإدارة ، المنظمات وإطار العمل القانوني ) .
العلم والتكنولوجيا .
الثقافة والتدين ( الأختيارات الفردية وقيمة الاستهلاك ) .
مؤثرات مباشرة سببت التغير في النظم البيئية هي :
كيميائية ( الأسمدة ، مقاومة الآفات ، تغير المناخ والري ) .
بيولوجية ( استيراد أو إزالة الأنواع ) .
طبيعية ( البراكين والفيضانات ) .
التغير في العوامل التي تأثر بطريق غير مباشر على النظم البيئية مثل السكان والتقانة تؤدي إلى تغيرات في العوامل التي تأثر بشكل مباشر على النظم ، على سبيل المثال الطلب الزائد للغذاء أدى إلى إضافة الأسمدة لزيادة إنتاج الغذاء ، وتلك التغيرات الناتجة تسبب في تغير الخدمات البيئية وبالتالي تؤثر على رفاهية الأنسان . التفاعلات بين الاسباب تؤدي إلى نتائج عكسية وبالتالي تؤثر على رفاهية الأنسان مثل السوق العالمي والاحتياج إلى للأخشاب يقود إلى نقص في الغابات ، مما يزيد من شدة الفيضان في الأنهار .
تلك التغيرات في النظم البيئية ليست بالضروره تؤدي نتائجها العكسية بفترة زمنية قصيرة قد تطول تلك المدة وقد تقصر على حسب تلك النظم ، على سبيل المثال استنزاف النفط من باطن الأرض قد تطول مدته او تقصر على حسب توفر ذلك المورد في باطن الأرض .
ثالثا : تأثير تغير النظم البيئية على الأنسان :
توفر خدمات النظم البيئية للأنسان تحقق لها رفاهية وضمان له ولأعقابه وتعرف الرفاهية بأنها تلك الحاجات الأساسية ، من الأمن ، توافر المواد الأساسية لحياة جيده ، الحرية والاختيار ، الصحة والعلاقات الأجتماعية الجيده . وفي حالة عدم توفر تلك الحاجات الرئيسية تؤدي إلى الفقر وهو الحرمان الواضح من الرفاهية .
التغير في النظم البيئية بصورة سلبية نتيجة الاستنزاف لتلك النظم وسوء الإدارة يؤدي بالنتيجة الحتمية إلى الفقر وعدم تحقيق رفاهيته ، وتلك التغيرات تؤثر على الانسان من خلال :
انعدام الأمن : وهو يتأثر بالخدمات الأمدادية مثل النقص في الغذاء ، ايضا يتأثر بالخدمات التنظمية ، مثل الجفاف والكوارث وحادثة تسونامي خير شاهد على ذلك ، ايضا يتأثر بالخدمات الثقافية ، مثل العبء النفسي على الانسان .
عدم توفر المواد الأساسية : ترتبط بشدة بالخدمات الإمدادية ، مثل الطعام وانتاج الألياف ، ايضا تتأثر بالخدمات التنظيمية مثل تنقية المياه .
الأوبئة والامراض : وترتبط بشدة بالخدمات الأمدادية مثل انتاج الغداء ، علاوة على ذلك بالخدمات التنظيمية مثل انتشار الحشرات التي تنقل الأمراض .
العلاقات الغير جيدة : تتأثر بالتغيرات في الخدمات الثقافية التي تأثر بدورها في جودة أداء الأنسان .
انعدام الحرية : ولها علاقة قوية بالخدمات الإمدادية مثل عدم اختيار الغداء ، ايضا التنظيمية والثقافية ، مثل تناقص الأختيار وتوسيع هامش المشاركة .
رابعا : تأثير الأنسان على النظم البيئية على المدى الطويل :
يلعب الأنسان دور كبير في التأثير على النظم البيئية ، وخصوصا مع حاجته الماسه في توفير الحاجات الضوروية ، ليعيش في رفاهية وطمأنينة ، فاستخدام التكنولوجيا غير الصديقة للبيئة تزيد من المشاكل البيئية ، مثل الصيد بالآلات الحديثه عن طريق الأساطيل الضخمه من خلال استخدام الأسلحة ، لتوفير الغداء بسهولة أثر سلباً على الأنظمه الأخرى ، مثل تلوث المياه ايضا على بعض الحيوانات المائية . من جانب آخر ممكن بأن تلعب التكنولوجيا الحديثة وخصوصا صديقة البيئة ، بمساعدة الخدمات البيئية ، مثل تسهيل معالجة المياه قد تحل محل مجمعات المياه والأراضي في تنقية المياه ، وبالتالي تدوم ولاتستنزف تلك الموارد .
تعتبر بعض النظم البيئية محدوده جداً ، اكثر من بعض النظم الأخرى ، فلا توجد امكانية للأحلال كما في حالة الأنقراض ، مثل انقراض النمور او الحيتان ، ايضا من جانب اقتصادي لايتكون امكانية الاحلال عند فقد بعض الخدمات مثل التحكم في تآكل الارض او تنظيم المناخ ، حيث سياسة الأحلال تختلف بحسب الظروف الأجتماعية ، الاقتصادية والثقافية .
القصور في فهم النظم البشرية والبيئية ، عادة ماتكون سببها سوء الإدارة للعلاقة بين الأنشطة البشرية والبيئية وتغير النظم . قد لايشعر الأنسان في التغير بالنظم البيئية في فتره قصيرة ، لأنها قد تطول مدتها لأكثر من عقود على سبيل المثال لا الحصر بسبب الصناعات مثل التبريد وغيرها من الصناعات تدخل فيها مركبات الكلور والفلور والكربون أثرت على طبقة الأوزون ، وبالتالي احدثت ثقب في طبقة الأوزون ونتج عنها ارتفاع في درجة حرارة الأرض ، وبالتالي فقدت النظم البيئية خدمة من خدماتها وهي حماية الأرض من الأشعة الفوق البنفسجية.
الأستخدام المكثف لخدمات النظام البيئي يعرض توافرها في المستقبل للخطر. نحر التربة مثلاً سيكون لها تأثير واضح لسنوات وعقود من خلال انخفاض الأنتاج الزراعي ، بحيث ستنزف تلك الموارد على المدى البعيد .
خامسا : استجابة الأنسان لتفادي تدهور الأنظمة البيئية :
أحس الأنسان بالخطر ، إن فقد النظم البيئية أو لم تلعب دورها كما يجب ، فبات يلهث وراء الحلول والطرق والبدائل للمحافظه على على النظم البيئية ، والسعي لنيل رضاها وعدم استثارتها وبالتالي تعود بالضرر عليه . خطى الأنسان خطوات جيده كاستجابه لنداء بأن النظم البيئية هي وراء رفاهيتنا ويجب المحافظه عليها ، جاء ذلك عن طريق توفير قاعدة المعلومات اللازمه لإجراء عمليات التقييم ، وأهمية استخدام الدلائل الفزيولوجية والأقتصادية والأجتماعية لاستغلالها في عملية اتخاذ القرار ، كما استخدام النماذج لتوضيح مدى التفاعل بين الأنظمة البيئية ومسببات التغيير سواء مباشرة أو غير مباشرة ، إلى جانب قياس العواقب مثل عواقب تغير المناخ على توزيع الأنواع ، علاوة على قياس التأثيرات الاقتصادية مثل الزراعة وكيفية الاستخدام الامثل في الانتاج الزراعي وعدم الضرر بالنظم ، وتعتبر بناء السيناريوهات سواء المتوسطه او بعيدة المدى أهمية قصوى لمتخذي القرار وهي لربط المعلومات والبيانات العلمية بعملية اتخاذ القرار ، وعادة ماتكون على شكل صور مستقبلية توضح مايحدث تحت ظروف وافتراضات معينة ، أيضا توسيع المشاركة الشعبية لها أهمية بحيث تكون هاجس مجتمعي ، ورسم الاستراتيجيات والخطط المستقبلية بحيث تكون مؤطرة ومؤرخة بسلاسل زمنية ، ولانغفل أهمية تفعيل القوانين ووضع الضوابط حتى لاتتعرض النظم البيئية للإنتهاكات ، الإدارة الجيده هي ركن أساسي في عملية المحافظه على النظم البيئية ، من خلال الدراسات المستقبلية تتضح أهمية الإنذار المبكر لتسهل عمليات التدخل السريع كي لاتتفاقم المشكله والأخذ بسياسة الوقاية خير من العلاج ، البحث عن البدائل الأخرى للتخفيف من استنزاف النظم ، استخدام تكنولوجيا الصديقة للبيئة جانب مهم في المحافظه على البيئة ونظمها وتعتبر دعم المشاريع البيئية عامل مهم لعدم تدهور الأنظمة البيئية مع ضرورة تفعيل المؤسسات البيئية ودفعها نحو الأمام .
المراجع
www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=1087موسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث