نيقوسيا Nicosia

 تسمية يونانية لمدينة ومحافظة تقع في سهل ميزاوريا Mesaoria الخصيب وسط جزيرة قبرص، مساحتها الإدارية 1072كم2 أي ما يعادل 10٪ من مساحة الجزيرة. تطل عليها جبال ترودوس Troodos، أي الأصابع العشر (Pentadactylon). يقدر عدد سكان المدينة بنحو 215 ألف نسمة قرابة 15٪ منهم من الأتراك المسلمين وما تبقى قبارصة يونانيون.

ترجع الأساطير نشأتها إلى ولادة أفروديت من زبد أمواج البحر. اكتشفت فيها  بقايا من الخزف والمساكن والنسيج والمعاصر ترجع إلى كل من العصر الحديدي والبرونزي. استقر اليونانيون فيها منذ القرن الـ15ق.م، وكانت تسمى ليفكوسيا Levkothea=Levkosia، كما سميت باسم مملكة  ليدرا Ledri=Ledra منذ 1050ق.م.

أسهم موقعها المتوسطي في جعلها ملتقى لحضارات الدول المحيطة بالمتوسط كافة بدءاً من المصريين الفراعنة، إذ تضمنت جدران معبد الكرنك نقوشاً تخص أسماء جنود قبارصة  فالآشوريين الذين كان ملكهم أيسار هدون Esarhaddon عام 672ق.م يأخذ الجزية من ملك نيقوسيا أونازوغوراس Onasagoras، فالفرس الذين سادوا المتوسط، ومن ثم اليونانيين وخاصةالبطالمة فالرومان الذين عهدوها بلدة صغيرة، ثم غدت بدءاً من عام 147م عاصمة مملكة أسرة لوزيغنان Lusignan، التي بقيت في الحكم 16 قرناً، وانتهت بوفاة الملكة كاترينا كورنارو Caterina Cornaro... وفي العهد العربي الإسلامي عام 700م  تركز فيها السكان بسبب رحيلهم عن المنطقة الساحلية. وفيما بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين غدت مركزاً إدارياً تحميه قلعة يقيم فيها حاكم قبرص البيزنطي. وكان آخر حكام بيزنطة إسحق كومنينوس Isaakc Comnenos الذي نصب نفسه امبراطوراً علىالجزيرة عام 1183 وقضى عليه ريتشارد قلب الأسد عام 1191. وفي عام 1489 وصلها الفينيسيون (البنادقة) الذين استكملوا تشييد سور المدينة في القرن السادس عشر.

جاء بعدهم الأتراك العثمانيون عام 1571، ثم البريطانيون عام 1878، ثم ارتبطت بالتاج البريطاني عام 1925 وحلت فيها قاعدة بريطانية.

احتلها الحلفاء في 29/ تموز/يوليو عام 1943، وحقق شعبها الجلاء عام 1959 بعد نضال دام أربع سنوات. تكونت بعدها حكومة جمهورية وحدوية، يرأسها يوناني قبرصي، نائبه تركي قبرصي وزراؤها 3 قبارصة من أصل تركي و7 قبارصة من أصل يوناني، ومن النسبة ذاتها تكوّن البرلمان القبرصي في نيقوسيا.        

شيدت مساكنها التقليدية التراثية بالحجارة. وقد اكتشف الأكروبول تحتها إلى جانب عدد كبير من المقابر القديمة.

أصبحت بعد جلاء البريطانيين عنها عاصمة الجمهورية القبرصية. عمل بعدها القبارصة اليونانيون على إلحاق الجزيرة ببلدهم الأم اليونان؛ مما دعا الجيش التركي إلى التدخل عام 1974 والسيطرة على القسم الذي تسكنه غالبية تركية، وبذا انشطرت مدينة نيقوسيا إلى قسمين يفصل بينهما خط أخضر، تراقبه قوات سلام دولية تتبع الأمم المتحدة، وتوطد كجدار فاصل متعرج، تتخلله أكياس الرمل بمنزلة استحكامات دفاعية، يفرق ما بين سكان العاصمة القبرصية الأتراك واليونانيين: يشغل القبارصة الأتراك القسم الشمالي الغربي من قبرص المقسمة بما في ذلك  النصف الشمالي من المدينة القديمة، ذات الأزقة الضيقة المتداخلة، المشهورة بسورها الدائري، الذي يشغل بدوره قلب (مركز) مدينة نيقوسيا وتتقدمه الأبراج الموشورية.

وتتبع للقسم التركي أهم المعالم التاريخية بما في ذلك كنيسة القديسة صوفيا، التي حولت عام 1567م إلى مسجد جامع باسم السليمانية. إلى جانب عدد كبير من المساجد الجامعة والأضرحة. وفي وسط المدينة اليوناني يقع متحف نيقوسيا التاريخي، كما تضاف إلى معالم هذا القسم السياحية التراثية كل من كنيسة مكاريس Makaris وبجوارها قوس الأسقفية القديمة في الجنوب وكنيسة الموارنة في الغرب. تضاف إلى ذلك كنيسة القديسة كاترينا الغوطية إحدى أجمل المعالم المعمارية التي تركها الصليبيون الافرنسيون في القرن الثالث عشر.

أما مطار نيقوسيا فقد وقع على الجانب التركي من الخط الأخضر، وأصبح يسمى مطار أيركان Ercan. ويستخدم حالياً لاستقبال الطائرات القادمة من تركيا فقط. أما الطائرات القادمة للقسم القبرصي من نيقوسيا فتستخدم مطار لارنكا.

تحمل نيقوسيا في مبانيها وطرقاتها وتنظيمها الوظيفي والمعماري عبق الحضارات التي تلاقت على أرضها، إضافة لما يتوفر فيها من طبيعة متوسطية جميلة، مما جعل منها مدينة سياحية مهمة، تتجمع فيها حالياً الإدارات والوزارات ومباني البعثات الدبلوماسية الأجنبية. تنشط اقتصادياً في صناعة الجلديات والنسيج والطباعة والسجائر، كما تعد أحد مراكز البحرالمتوسط في تجارة الحرير والقطن والجلود والفراء والفواكه.  


المراجع

arab-ency.com.sy

التصانيف

عواصم آسيا  نيقوسيا  مدن متوسطية  مدن ساحلية في قبرص  قبرص الشمالية   عواصم  الجغرافيا   عواصم أوروبا   مدن