حل الصيف والجميع سعيد بجو الرحلات والفرح والاستمتاع بالشمس الساطعة..، ولكن الكثير لا يدرك الآثار الجانبية المؤذية التي تسببها الشمس، وعلى الرغم من معرفة كثير من الناس بأن كريم واقـي الـشـمـس يـحـمـي الـجـلـد، إلا أن قلة هم أولئك الذين يعون ما تعنيه مصطلحات مثل: SPF، و UVA، وUVB..، فإذا لم تكن تعلم معنى هذه المصطلحات فلن تتمكن من اختيار المنتج المناسب لحماية جلدك من الشمس والحفاظ على مظهره الصحي.
ومن هنا سنتعرف على هذه المصطلحات والمختصرات وفقا لمؤسسة سرطان الجلد الأمريكية..، صحيح أن فصل الصيف جميل وشمسه الدافئة أجمل..، ولكن الاستمتاع بها يجب أن يكون بطريقة مناسبة تحمينا من أي ضرر محتمل.
ولا نعني بهذا أنك بحاجة إلى وضع كريم واقي الشمس خلال فصل الصيف فقط، بل يجب أن تضعه طوال السنة كلما خرجت، وذلك لأن الشمس تشع طوال السنة حتى في فصل الشتاء..، والأشعة فوق البنفسجية التي تصلنا من الشمس صيفا وشتاء تخترق طبقات الجلد، بل إنها تؤثر فيه بدرجة أكبر عندما تقف في الثلج..
ولنبدأ معا بشرح هذه المصطلحات:
ضوء الأشعة فوق البنفسجية
تقسم الأشعة فوق البنفسجية إلى ثلاثة أطوال موجية: الأشعة فوق البنفسجية أ UVA، والأشعة فوق البنفسجية ب UVB، الأشعة فوق البنفسجية ج UVC، والإشعاعات التي تصل الأرض هي مزيج من الأشعة البنفسجية أ والأشعة البنفسجية ب، أما الأشعة البنفسجية ج فيتم امتصاصها كليا من الأوزون الجوي، وفيما يلي تفصيل عن الأشعة فوق البنفسجية "أ و ب".
الأشعة فوق البنفسجية-أ (Ultraviolet-A “UVA”): الأشعة فوق البنفسجية-أ عبارة عن إشعاعات شمسية طويلة الموجة تبلغ مداها 320-400 نانوميتر (جزء من بليون متر)، وهذا النوع من الإشعاعات لا يسبب حروق الشمس كما تقوم بذلك الأشعة فوق البنفسجية-ب، ولكنه يخترق الجلد بدرجة أعمق، ويعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالتجاعيد، والجلد المدبوغ، ومظاهر أخرى كظهور علامات التقدم بالسن مبكرا، وقد أظهرت الدراسات أن إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية-أ قد تساهم بشكل مباشر في الإصابة ببعض أنواع سرطان الجلد، بما فيها ورم ميلانوم (Melanoma)، وهو أكثر أنواع سرطان الجلد فتكا، كما تساعد هذه الأشعة على زيادة الآثار المسببة للسرطان من إشعاعات شمسية أخرى.
الأشعة فوق البنفسجية-ب (Ultraviolet-B “UVB”):
الأشعة فوق البنفسجية-ب عبارة عن إشعاعات شمسية قصيرة الموجة يبلغ مداها 290 – 320 نانوميتر، وهي أكثر فعالية من إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية-أ في إحداث حروق الشمس، وتعتبر السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الخلايا القاعدية، وهو أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعا، وسرطان الخلايا الصدفية، ثاني أنواع سرطان الجلد شيوعا، بالإضافة إلى الإصابة بورم ميلانوم بشكل واضح.
استخدام كريمات الواقية للشمس
تنقسم الكريمات الواقية للشمس إلى نوعين، حيث يعمل كل نوع بطريقة معينة:
النوع الأول (Sunscreens):
يمتص هذا النوع من واقي الشمس كيميائيا إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية، وكان هذا النوع فيما مضى يقي من إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية-ب فقط بشكل فعال، ولكن تم تحسينه مؤخرا ليقي من الإشعاعات فوق البنفسجية-أ أيضا. النوع الثاني (Sunblocks): يعكس هذا النوع من واقي الشمس إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية فعليا، ويتكون هذا النوع من مادة أقل كثافة، وأقل وضوحا على الجلد ويقدم حماية فائقة ضد الإشعاعات فوق البنفسجية أ و ب، ونظرا لفوضوية هذا النوع وتلويثه المحتمل للملابس فإنه يستخدم على المناطق الحساسة مثل الأنف والشفتين والأذنين والكتفين. عامل الحماية من الشمس (Sun Protection Factor “SPF”) ماذا يعني؟
لنفترض أن جلدك يحتاج 20 دقيقة ليصبح محمرا عندما لا تستخدم واقي للشمس، لكنك عند استخدام عامل الحماية من الشمس بدرجة 15 "SPF15" فإن هذا سيعطيك نظريا فترة من الزمن 15 مرة أطول، أو خمس ساعات قبل أن يصبح جلدك محمرا.
يقيس عامل الحماية من الشمس "SPF" الفترة الزمنية التي يحتاجها المنتج لحماية جلدك من الاحمرار من الأشعة فوق البنفسجية-ب مقارنة بالفترة التي يحمر فيها الجلد عندما لا تضع الواقي، لذا وللحفاظ على عامل الحماية من الشمس عليك وضع واقي الشمس كل ساعتين على الأقل، وبعد السباحة فورا.
وتوصي مؤسسة سرطان الجلد باستخدام عامل للحماية من الشمس بدرجة 15 على الأقل، والذي يقي 93% من إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية-ب، وعلى الرغم من أن عامل الحماية من الشمس الذي تزيد درجته عن 30 لا يقي سوى 4% أكثر من هذه الإشعاعات، إلا أنه ينصح الأشخاص الذين لديهم حساسية من الشمس، ومرضى سرطان الجلد، والأشخاص الذين لديهم عامل خطر الإصابة بسرطان الجلد باستخدام درجة عالية من عامل الحماية من الشمس.
وقد تصل بعض إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية عبر الجلد وتسبب الضرر حتى مع استخدام كريم واقي الشمس المثالي، لذا تنصح مؤسسة سرطان الجلد بأن يكون واقي الشمس جزءا من برنامج كامل وشامل للحماية من الشمس، وذلك بارتداء ملابس تحمي من الشمس، ونظارات شمسية، والجلوس تحت الظل، وتجنب الشمس بين الساعة 10 صباحا و4 مساء.
نصائح:
إذا اضطررت للخروج بين 10 صباحا و4 مساء، فابحث عن الظل. ارتد قبعة عريضة وأنيقة بنفس الوقت، ونظارات شمسية تحمي من الأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة إلى ملابس تحمي من الشمس. قبل الخروج بنصف ساعة، تأكد من وضع 28 غم (حوالي ملعقتين كبيرتين) من واقي الشمس بدرجة عامل للحماية من الشمس تساوي 15 أو أكثر على وجهك وجسمك، وضعة مرة أخرى كل ساعتين. ضع كريم واقي الشمس مرات أكثر إذا كنت تعرق، وفورا بعد السباحة. التشميس داخلياً
أصبح التشميس لمجاراة الصرعات والحصول على بشرة سمراء في مراكز متخصصة ظاهرة مشهورة في الأردن، مع العلم أن الأجهزة المستخدمة للقيام بذلك تصدر أشعة فوق بنفسجية، وهناك دليل قاطع وقوي على أن إشعاعات الأشعة فوق البنفسجية تسبب سرطان الجلد، ومع ذلك تجد هذه الأماكن منتشرة ومشهورة بشكل كبير.
لا يتجاوب جلد الجميع مع هذه الإشعاعات للحصول على لون أسمر؛ فالأشخاص ذوو البشرة الحنطية يصابون بالحروق وظهور بعض النمش ببساطة، ولكن الأشخاص الذين يتشمسون ينتج لديهم صبغة الميلانين السمراء وتوزع في الطبقة السطحية للجلد (البشرة) في الأيام التي تتلو فترة التعرض للشمس، إن تطور هذه الصبغة تحمي بحد أدنى الجلد من التضرر من إشعاعات الأشعة البنفسجية، ويقال إن هذه الحماية المتدنية تدعم مقولة إن الاسمرار أمر صحي، ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق، بل إن النقطة المهمة والحقيقة المرة التي يجب ملاحظتها هو أن هذا الضرر الذي وصل إلى الحمض النووي DNA أدى إلى إنتاج ما يسمى باللون المسمر.
المراجع
موسوعة بوابة صحتنا
التصانيف
تصنيف :حياة
|