القاهرة / قال خبير مصري محذرا من منتجات ومستحضرات التجميل التي تباع في الأسواق الشعبية وفي محلات البقالة وعلى الأرصفة: لا تشتروها و لا تنخدعوا بأسعارها الرخيصة، و تجنبوا مستحضرات التجميل المغشوشة لأنها من إنتاج "بير السلم" ثم ابتعدوا عن باعه الأرصفة لأن الغشاشين يحصلون على العبوات الفارغة للمنتجات الأصلية من جامعي القمامة ويعيدون تعبئتها بمواد حاملة للأمراض، وقد استوعب السوق أكثر من 20 طنا منها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.
وفي تحقيق صحفي قالت صحيفة الأخبار المصرية أنها قامت بجولة على الأسواق لرصد مناطق بيع مستحضرات التجميل المغشوشة وطرق غشها، و سألت المسئولين والمتخصصين عن مخاطرها وكيفية مواجهة مافيا ترويجها.
وبحسب الصحيفة فقد قامت مؤخرا مديريه التموين بالجيزة بضبط مصنع يعمل بدون ترخيص في إنتاج صابون الوجه والشامبوهات والكريمات ومستحضرات التجميل وذلك بمنطقة العروبة بالعمرانية وتم ضبط أكثر من 15 طن مستحضرات تجميل مجهولة المصدر ولا يوجد عليها بيانات أو تاريخ إنتاج وصلاحية كما تم ضبط ألاف (الإستيكرات) يتم لصقها على المنتج النهائي وآلاف العبوات الفارغة المستخدمة في هذه المنتجات والآلات المستخدمة في التعبئة والتغليف وقامت المديرية بمصادرة جميع المضبوطات والتحفظ عليها وإحالة صاحبة المصنع إلى النيابة العامة، هذا ما أكده عبد الله بدوي مدير تموين الجيزة.
كما أنه بالإضافة إلى ذلك ضبطت الجهات المختصة 184 كرتونة تحتوي على شامبوهات وصابون وبونيه شعر ومبرد أظافر وكريمات وجه وأيدي ومستحضرات تجميل أخرى للاستعمال الشخصي تم ضبطها في هذا المصنع بعد تحريات أكدت أن هناك مصنعا تحت بير سلم أحد العقارات بالعمرانية يقوم بتصنيع هذه المنتجات وطرحها في الأسواق تمت مداهمة المكان وضبط هذه المضبوطات ويشير عبد الرحمن عباس مدير عام التجارة الداخلية والغش التجاري إلى أن إجمالي ما تم ضبطه منذ بداية عام 2009 يصل إلى أكثر من 20 طن مستحضرات تجميل.
وقد كانت هذه المنتجات توزع على الفنادق والمحلات الكبرى والصيدليات، وهذه الكميات الكبيرة التي تمثل خطورة بالغة على صحة المواطنين تم ضبطها في أقل من 4 شهور فما بالنا بالكميات الأخرى التي لم ترد معلومات عنها وتباع ليل نهار في الأسواق وعلي الأرصفة وداخل الصيدليات الأمر خطير ويحتاج إلى تدخل ورقابة مشددة على الأسواق ومنافذ توزيع هذه المنتجات.
ويؤكد عبد الله بدوي مدير تموين الجيزة أنه تم تكثيف الحملات للمرور على الأسواق والصيدليات لضبط المخالفات والضرب بيد من حديد على أيدي المخالفين ومعدومي الضمير الذين يتلاعبون في أشياء حيوية وأساسية لمعظم المواطنين قد تضرهم وتسبب لهم أمراضا خطيرة.
وفي جولتها "الأخبار" التي قامت به على أسواق العتبة والموسكي وبعض المناطق الشعبية التي يكثر فيها بيع وتداول مستحضرات التجميل على الأرصفة وفي الشوارع، قالت الأخبار: اقتربنا أكثر من بعض البائعين، كان الإقبال كبيرا من جانب المواطنين على شراء هذه الأشياء خاصة من جانب السيدات وطالبات الجامعة فكان أمام البائع الذي يفترش الأرض كميات كبيرة وأنواع كثيرة من مستحضرات التجميل من احمر الشفاه والكريمات بأنواعها ومزيلات العرق وصبغات الشعر وطلاء الأظافر والماسكرا، وأنواع أخرى كثيرة، فكانت علبة البودرة بـ15 جنيها وقلم الروج بـ3 جنيهات والكريمات من 3 حتى 5 جنيهات والشامبوهات بـ3. 5 جنيه للعبوات المتوسطة و10 جنيهات للعبوات الكبيرة والماسكرا بـ جنيهات والبرفانات تتراوح أسعارها من 7 جنيهات حتى 12. 5 جنيه وطلاء الأظافر 1. 5 جنيه للعبوة الواحدة ومزيلات العرق لأنواع فاخرة بـ3 جنيهات وأحيانا يوجد عروض 4 عبوات مزيل عرق بـ10 جنيهات وعندما تشتريها تجدها عبارة عن ماء صابون داخل العبوة يتم وضعه داخل العبوات بواسطة إبر حقن وصبغات الشعر التي يسهل التلاعب في مكوناتها يكون سعرها 5 جنيهات وأحيانا أقل وهي عبوات مقلدة أما الصابون فيتراوح سعرة من 50 قرشا حتى 2 جنيه البلسم بـ12 جنيها للعبوة 3 لتر وشور جيل بـ10 جنيهات للعبوة.
المنتجات التي يتم بيعها في شوارع القاهرة والجيزة وعلى الأرصفة تكون مستوردة من الصين وتايوان وكثيرا ما يشتريها بائعو الجملة من مصانع غير مرخصة (مصانع بير السلم) وتكون هذه المنتجات تقليدا لماركات عالمية ويكون الإقبال عليها كبيرا خاصة من ربات البيوت وطالبات الجامعات والموظفات لرخص سعرها حيث يتم شراؤها بأسعار زهيدة بالجملة ويتم ببيعها لهؤلاء الأفراد الذين يقفون في الشوارع ويفترشون الطرقات وتحقق لهم أرباحا كبيرة خاصة في مواسم الأعياد وموسم دخول المدارس وهو ما أشار إليه عثمان عبد السميع بائع مستحضرات تجميل بمنطقة العتبة.
ويضيف محمود محروس بائع بمنطقة بولاق الدكرور أنه لا يوجد فرق بين المنتجات المباعة على الرصيف وتلك الموجودة في الصيدليات والبوتيكات فالماركات التي يبيعها تحقق له أرباحا كبيرة -كما يقول البائع- لأن الإقبال على هذه الأشياء كبير حيث إن المرأة في المناطق الشعبية لا تلجأ سوى لهذه المنتجات لأن أسعارها رخيصة.
وتضيف الصحيفة أن صناعة مستحضرات التجميل عملية معقدة وتحتاج إلى أجهزة دقيقة جدا لتصنيعها وتقدير نسب مكوناتها لجعل كثافتها النوعية واحدة وهذه الأجهزة باهظة الثمن ولا تمتلكها سوي الشركات الكبرى وغير متداولة للأفراد البسطاء وما تفعله مصانع بير السلم هو نوع من التصنيع البدائي الذي يعتمد على مكونات مقلدة ومواد خام "مضروبة" ويشبه فكرة تصنيع الصابون حيث يستبدل فيه الزيوت الطبيعية بدهون الحيوانات الميتة بالإضافة إلى الصودا الكاوية، هذا الكلام أكده محمود عبد الله خريج كلية علوم ويقوم بتصنيع بعض مستحضرات التجميل.
ويتحدث عباس فايز مدير إحدى الصيدليات بمنطقة فيصل عن الغش في مكونات منتجات التجميل قائلا أن قلم الكحل الذي يباع في الشوارع وعلي الأرصفة هو مادة تفحمت حتى أصبحت سوداء فالخشب عندما يتفحم ويضاف إليه مادة دهنية يصبح مثل الكحل ويقوم البعض بتصنيع كحل بحرق نوى البلح ثم يضاف إليه بعض نقاط زيت الزيتون وكذلك المعجون والبرفانات ويتم طرحها بالأسعار زهيدة.
وهذه المنتجات تصل إلى المستهلك في عبوات فخمة جدا وهي نفس العبوات للماركات الأصلية ويفسر ذلك بأنه يكون هناك اتفاق مع الزبالين باستخراج زجاجات العطور وعبوات مزيلات وزجاجات الصبغات الفارغة من القمامة ثم شراؤها منهم بأسعار زهيدة وملؤها بالسرنجة حتى هذه السرنجة تكون غير نظيفة.
والمستهلك هو الضحية ودور جهاز حماية المستهلك يقتصر على توعية المواطنين بعدم شراء منتجات وسلع مجهولة المصدر وشراؤها من مناطق آمنة والتأكد من البيانات ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام وعقد الندوات واللقاءات كما أكد الدكتورة سعاد الديب عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك ورئيس الجمعية المصرية للتنمية وحماية المستهلك.
وتضيف أن الجهاز يقوم كل فترة بعمل حملات على مناطق شعبية وعشوائية ووجدوا أن مستحضرات التجميل أكثر السلع إقبالا من جانب السيدات وأخطرها على صحتهم.
فمستحضرات التجميل والمكياج المغشوش تصنع من مواد ضارة ملونة وغير صالحة للاستخدام الآدمي ويتم وضعها بطريقة غير صحيحة وبذلك تصيح العبوة الصغيرة قنبلة موقوتة ووباء متحركا قابلة للانفجار في وجه من يستخدمها وهن كثيرات وأعدادهم بالآلاف، فهؤلاء الذين يفترشون الأرصفة يبيعون المرض للمواطنين ليل نهار، ويؤكد الدكتور محمود فوزي أستاذ الأمراض الجلدية بالمركز القومي للبحوث أن استخدام هذه السلع يؤدي إلى حدوث حساسية فوريه تصيب السيدات بمجرد استعمال هذه المستحضرات وتهيج وحساسية التلامس نتيجة تكرار استخدامها وتصيب هذه المواد الإنسان بالتهابات خطيرة بسبب البكتريا والجراثيم والفيروسات التي تنتقل من شخص لآخر، وتكرار استخدام السيدات لمستحضرات التجميل المغشوشة تصيب بالسرطان لأنها تضعف جهاز المناعة وأعراضه احمرار وهرش وتهيج في البشرة وحدوث بقع سوداء وبعدها التهاب.
وفي النهاية فإن المواطن البسيط هو الذي يدفع ثمن جشع وطمع التجار والبائعين ورغبتهم في تحقيق مكاسب كبيرة، وهم لا يعلمون أنهم يبيعون الأمراض للناس.
المراجع
موسوعة نسيج
التصانيف
صحة حياة رعاية صحية