سوق الهرج في بغداد.. ذاكرة مهددة بالزوال

فاضل مشعل-بغداد

تقف الأبنية التي يتكون منها سوق الهرج التاريخي في بغداد والذي يعد مركز التحف الفنية الراقية وأقدم أسواق العاصمة العراقية، متهالكة تحت دوي القصف والتفجيرات.

فهذا السوق الذي غنت فيه أم كلثوم عام 1935 ويحوي أزقة مطابع الصحافة الغربية وبيوت الخشب في محلات حي الحيدرخانه وسوق السراي، مهدد بالدمار شأنه شأن العديد من المواقع التاريخية والأثرية.
 
ويروي الشيخ عثمان الحاج رزوقي (78 عاما) للجزيرة نت ذكرياته عن السوق "الذي بإمكانك حتى الآن أن تجد فيه ما لا يمكنك أن تتخيله".

فباستطاعتك مثلا أن تجد لوحات لرسامين عالميين لا أحد يعرف عنهم شيئا، يقول رزوقي "إنه في يوم من أيام صيف عام 1962 زارني الرسام العراقي المرحوم فائق حسن واشترى مني لوحة بـ40 دينارا، ولكنني بعد مدة عرفت أنها تعود لرسام من رسامي النهضة الأوروبية".

والحال نفسه يضيف الحاج رزوقي  قائلا "بالنسبة لصانع العود العراقي المعروف محمد فاضل الذي يمتلك محلا في هذا السوق، حيث كان يزوره فريد الأطرش والموسيقار محمد عبد الوهاب ويطلبان منه أن يصنع لهما العود الذي يريدانه. والحال كذلك مع معظم الفنانين والملحنين العراقيين والعرب".
أقدم الأسواق
أما الحاج عبد الرسول سلمان صاحب محل للقطع القديمة في السوق فيقول للجزيرة نت "لا أحد يعرف شيئا عن عمر السوق, ولكن ذكريات الناس الذين رووا الحكايات القديمة عنه تشير إلى أنه أحد أقدم أسواق رصافة بغداد".

ويشير إلى أن هذا السوق أقدم من شارع "جادة سي"، أو ما عرف بعد ذلك بشارع الرشيد الذي شقه الوالي العثماني ناظم باشا عام 1910، وتسميته "سوق الميدان" العربية أقدم من "سوق الهرج" التركية التي تعني الفوضى وعدم النظام.

أما أستاذ مادة التاريخ في الجامعة المستنصرية الدكتور علي سرحان فيقول إن سوق الهرج "يبدأ مع بداية شارع الرشيد من جهته الشمالية, وبجوار حي الحيدرخانه حيث المقاهي التاريخية وروادها من الكتاب والمثقفين والشعراء وسوق السراي المتخصص في بيع الكتب ومكاتب صحف العراق القديمة حبزبوز والزمان والبلاد والرأي العام والأحرار والحرية وغيرها".

ووفقا للمهندس مسلم جبار في أمانة العاصمة والمتخصص بمتابعة الأسواق القديمة، فإن "سوق الهرج انشطر الآن إلى سوقين: السوق الأصلي في منطقة الميدان يبيع التحف الفنية الرائعة والغالية الثمن، إضافة إلى الملابس والأغطية والفرش والأحذية. أما السوق الثاني الذي يقع في منطقة الباب الشرقي فهو أكثر تخصصا وأكثر حداثة من السوق القديم".

ويتابع "لا أظن أن سوقا آخر في العراق أو في غيره من دول العالم قادر على منافسة الأسعار في سوق الهرج.. إنك تستطيع أن تجد ما تبحث عنه، كل شيء يباع في هذين السوقين.. كل شيء قد تتخيله أو ربما لا تتخيله".



المراجع

www.aljazeera.net

التصانيف

معالم عراقية  آثار عراقية  أسواق شعبية بغدادية  معالم بغداد   الجغرافيا