أكتمْ حديثَكَ عن أخيك، ولا تكنْ |
أسرارُ قلبِكَ مثلَ أسرارِ اليدِ
|
ولكلّ عصرٍ حائدٌ، ومُقدَّمٌ |
للحربِ، يضربُ في جبينِ الأصيدِ |
فمضى يزيدُ ومَخْلدٌ في دَولَةٍ، |
وثنى الزمانُ إلى يزيدَ ومَزيَد |
وتقارُبُ الأسماءِ، ليس بموجِبٍ |
كوْنَ التقارُبِ، في الفِعالِ، الأزيد |
فالغُمْرُ نافَى الغَمرَ، عندَ قياسهِ، |
والسِّيدُ غيرُ مشابهٍ للسَّيّد |
وتديُّرُ الأوطانِ حُبَّ، وطالما |
قُنِصَ الحَمامُ على الغصون المُيَّد |
ظُلِمَ الأنامُ، فناصِ بِيدَكَ مفرداً، |
حتى تُعَدّ من الرجالِ البُيّد |
ومتى رُزِقْتَ شَجاعةً وبلاغةً، |
أوطنْتَ، من رَبعِ العلى، بمُشيَّد |
فالطيرُ سؤدَدُها الرفيعُ، وعزُّها، |
قُسِما على خُطبائها والصُّيّد |
وإذا الحِمامُ أتَى، فما يكفيكَهُ |
نَفْرُ الجَبانِ، ولا حِيادُ الحُيّد |
ومقيَّدٌ، عند القضاءِ، كمُطلَقٍ، |
فيما ينوبُ، ومطلَقٌ كمقيَّد |
فالظبيةُ الغيداءُ، صبّحها الرّدى، |
أدماء تَرْتعُ في النباتِ الأغيَد |
قَدَرٌ يُريكَ حليفَ ضَعْفٍ أيِّداً، |
ويردُّ قِرْنَ الأيْدِ ضِدّ مؤيَّد |
عنوان القصيدة: أكتمْ حديثَكَ عن أخيك، ولا تكنْ
بقلم أبو علاء المعري
المراجع
adab.com
التصانيف
شعر الآداب