فأينَ القائلاتُ بلا اقتصادٍ، |
أألغَينَ التكلّمَ أم خَرِسْنَه؟ |
ملأنَ مواضيَ الأزمانِ قولاً، |
وأُلزِمنَ السّكوتَ، فَما نبَسنَه |
ألمْ تَرَني حَمَيتُ بناتِ صَدري، |
فَما زوّجتُهنّ، وقد عنَسنَه |
ولا أبرزتُهنّ إلى أنيسٍ، |
إذا نُورُ الوحوشِ به أنِسنَه |
وقالَ الفارسونَ: حليفُ زُهدٍ، |
وأخطأتِ الظّنونُ بما فرَسنَه |
ورُضتُ صِعابَ آمالي، فكانتْ |
خُيولاً، في مَراتِعِها، شَمَسنَه |
ولم أُعْرِضْ عن اللّذّاتِ، إلاّ |
لأنّ خِيارَها عَنّي خَنَسنَه |
ولم أرَ، في جِلاسِ النّاسِ، خيراً، |
فمَن ليَ بالنّوافرِ، إن كنَسنَه؟ |
وقد غابتْ نجومُ الهَدي عَنّا، |
فَماجَ النّاسُ في ظُلَمٍ دَمَسنَه |
وقد تَغشَى السّعادَةُ غَيرَ نَدْبٍ، |
فيُشرِقُ بالسّعودِ، إذا ودَسنَه |
وتُقسَمُ حُظوَةٌ، حتى صخورٌ |
يُزَرنَ، فيُستَلمنَ ويُلتَمَسنَه |
كذاتِ القُدسِ، أو رُكنَيْ قريشٍ، |
وأسرَتُهنّ أحجارٌ لُطِسنَه |
يحُجُّ مَقامَ إبراهيمَ وفدٌ، |
وكم أمثالِ مَوقِفِهِ وطَسنَه |
تَشاءَمَ بالعَواطسِ أهلُ جهلٍ، |
وأهوِنْ إن خَفَتنَ، وإنْ عطَسنه |
وأعمارُ الذينَ مضَوا صِغاراً، |
كأثوابٍ بَلِينَ وما لُبِسنَه |
وهانَ، على الفَراقدِ والثّرَيّا، |
شخوصٌ، في مَضاجعِها، دُرِسنَه |
وما حفَلَتْ حَضارِ ولا سُهَيلٌ |
بأبشارٍ يَمانيَةٍ، يُدَسنَه |